الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبناء الفنانات يضيعون في زحام شهرة الأمهات

أبناء الفنانات يضيعون في زحام شهرة الأمهات
18 مارس 2011 18:52
بعد أيام قليلة نحتفل بعيد الأم. وفي مثل هذه الأيام يطرح سؤال عن تأثير شهرة الأم الفنانة على تربية أولادها؟ فالمتابع لحياة النجمات يدرك أن كثيراً من أولادهن يعانون أزمات نفسية، بسبب غياب الأم، خاصة عندما تكون الأم في مجال الفن فتأخذها الشهرة والأضواء، وتصبح في مقدمة أولوياتها، غافلة عن مسؤولياتها كأم تجاه أولادها الذين يكونون في أمس الحاجة إلى رعاية واهتمام؛ لأن المال الوفير والحضن البديل لا يعوضان الأبناء عن حنان الأم. وهناك قصص كثيرة تداولتها الصحف لأبناء فنانين وفنانات ضاعوا في زحام شهرة آبائهم وأمهاتهم وسقطوا في مستنقع المخدرات والانحرافات بسبب إهمال الآباء والأمهات وانشغالهم بالشهرة والأضواء على حساب الأبناء. وتقول غادة عبدالرازق: دور الأم الفنانة أصعب من دور الأم الأخرى بالنسبة لتربية الأولاد والاهتمام بهم، فالفنانة لا تملك الوقت الكافي للبقاء في البيت والاهتمام بأولادها؛ لأن ظروف عملها تتحكم بها وتجبرها على السفر والانتقال من بلد إلى آخر وتغيب عن البيت وقد لعبت والدتي دور الأم الحقيقية لابنتي «روتانا» وتحملت عني مهمة الأمومة وقد حاولت أن أعوض ابنتي عن غيابي من خلال عاطفتي وحناني وحضوري وبقائي إلى جانبها عندما لا تكون لدي ارتباطات فنية. وأضافت: لم أقصر تجاه ابنتي ولم تعاتبني يوماً، رغم أنها كانت تشتاق لي كثيراً، وحرصت على تعليمها في مدارس وجامعات محترمة تضمن لها مستقبلاً أفضل، وبذلت مجهوداً كبيراً كي لا أحرمها من شيء وكنت إلى جانبها دائماً في حالات المرض، وكنت أترك كل شيء من أجلها عندما أشعر بأنها بحاجة إليَّ. وقالت: ابنتي تربت أفضل تربية في أيد أمينة وتخرجت العام الماضي طيارة، بينما هناك فنانات أهملن أولادهن وانصرفن إلى حياتهن الفنية وأعطينها الأولوية على حساب حياتهن الأسرية، وهذا لا يعني أن الزواج والإنجاب يتعارضان مع الفن بشرط أن تحسن الفنانة التوفيق بين فنها وأولادها. المغنية مي حريري تقول: الأم الفنانة تتحمل مسؤولية أكبر وتتعب أكثر من الأب الفنان، وهي التي تتولى رعاية الأبناء والاهتمام بهم خصوصاً في سن صغيرة، أما مقولة إن الأبناء ضحايا شهرة آبائهم الفنانين، فذلك غير صحيح ولا يمكن تعميمه على الجميع. وأضافت: كل النساء يعملن وليس الفنانات وحدهن وليس أولاد الفنانين وحدهم الذين يحرمون من رؤية أهلهم، فذلك ينطبق على كل الناس، صحيح أن بعض الفنانات يتغيبن لفترات طويلة عن البيت بسبب ظروف السفر، ولكنني لست منهن ولا يمكن أن أقبل ذلك وليس هناك حضن بديل لحضن الأم؛ لأن الطفل إذا نشأ في أجواء من المحبة، فإن ذلك يعوض أي قدر من النقص في الحنان الذي يلزمه كي يكون سوى الشخصية. وتقول كريمة مختار: صحيح الفنان يضطر أحياناً للسفر، بسبب ظروف عمله ولكن هناك الكثير من الناس يعيشون خارج بلدانهم بسبب ظروف عملهم أيضاً، أما ما يتعلق بأن الأضواء تلاحق أولاد المشاهير، فإن هذا الأمر يعود للفنان، الذي بإمكانه أن يمنع الصحافة والأضواء عن أولاده، ولم أقبل بظهور صور أولادي في الصحافة؛ لأنني كنت أرفض أن أؤثر في حياتهم. وأضافت: رفضت المشاركة في كثيرٍ من الأعمال الفنية من أجل أولادي، وقد كانوا في سن لا تسمح لي بتركهم، وعندما كنت أضطر إلى السفر كنت أختار الرحلات القصيرة التي لا تتجاوز 24 ساعة، أما في الرحلات الطويلة، فقد كنت أوكل تربية أولادي إلى والدتي أو إحدى شقيقاتي بعد أن أكون قد جهزت لهم كل شيء. وقالت: كنت دائماً أحاول التوفيق بين عملي وأولادي، وعندما أشعر بالتقصير، فلا بد أن أتخلى عن عملي، لأن الأولوية للأولاد. وحول تأثير شهرة الآباء على الأبناء يقول الدكتور هشام رامي أستاذ الطب النفسي: يمكن أن يكون تأثير هذه الشهرة إيجابياً، ويمكن أن يكون سلبياً، فأحياناً تدفع شهرة الأم سواء كانت فنانة أو أديبة أوسياسية أوغيرها الابن إلى التفوق، لأن والدته أو والده الذي يعتبر بالنسبة له مثلاً أعلى وقدوة مشهوراً وناجحاً خاصة لو اختار مجال عمل والده نفسه، أما التأثير السلبي فأحياناً تسبب شهرة الآباء أو الأمهات نوعاً من الإحباط للأبناء خاصة إذا كانت قدراتهم الذهنية ومستواهم العلمي محدودين ولا يتيح لهم شهرة آبائهم، لا سيما إذا كان الأب المشهور شخصية مسيطرة، وهذا قد يؤدي إلى الإحباط والاكتئاب والتمرد والسلوك غير الاجتماعي الذي يؤدي بالضرورة للانحراف. ويقول: الدكتور محمد السيد خليل أستاذ الطب النفسي: يصعب أن نعمم الظاهرة، وأن نجزم بأن شهرة الأمهات هي سبب انحراف الأبناء، فحتى الآن لا توجد إحصاءات دقيقة تثبت ذلك، والمسألة ليس لها علاقة بالشهرة وإنما ترتبط بالعلاقة بين الأم والأبناء فمن الممكن أن يكون الآباء مشاهير، وشهرتهم تلك لا تؤثر على أبنائهم لأنهم يحتضنونهم ويرعونهم ولا يغيبون عنهم ساعات طويلة، فالشهرة إضافة ولا تنتقص من حالة الأمهات أو الآباء، لكن ما يجعل كثيراً من الناس يعتقد أن معظم أبناء المشاهير منحرفون هو تسليط الأضواء عليهم، وبالتالي وسائل الإعلام تتلقى هذه الأخبار وتعمل على نشرها، لكن مئات الجرائم البشعة تحدث لأناس عاديين ولا يلتفت إليها أحد. وتقول الدكتورة سهير عبدالعزيز، أستاذ علم الاجتماع: طبيعة حياة الفنان أو الشخص المشهور تجعله دائماً تحت الأضواء، وتجعل أولاده عرضة للشائعات والأقاويل، لذلك يعمد بعض المشاهير إلى إبعاد أولادهم عن عدسات المصورين حتى يحتفظوا باستقلالية وحرية في حياتهم اليومية وانحراف أبناء المشاهير يرجع إلى طمع الآباء الذين يريدون لأبنائهم أن يصبحوا مثلهم وأن يسيروا على نفس الدرب الذي ساروا عليه، وتناسوا شيئاً مهماً هو أن أولادنا لم يخلقوا ليحققوا طموحاتنا أو ما نعجز نحن عن تحقيقه، أو كي يصححوا فشلنا؛ لذا لا بد أن نعتبرهم أنفسهم وليسوا ما نريد نحن.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©