في سبعينيات القرن الماضي في الإمارات، كان التلفزيون هو المصدر المباشر لإعلان رؤية هلال شهري رمضان وشوال، وكان الإرسال حينها بالأبيض والأسود، وبعدها التلفزيون الملون في الإرسال، إلا أن معظم البيوت كانت ما زالت تستخدم التلفزيون الأبيض الأسود، وكان الإرسال ينتهي في الحادية عشرة ليلاً، ويوم الخميس يواصل إلى الثانية عشرة، وفي ليلة ترقب مشاهدة هلالي رمضان وشوال يمتد الإرسال قليلاً، إلا أن أغلب الناس كانوا معتادين النوم مبكراً للتبكير للمدارس والذهاب للدوام، وبسبب ضعف التواصل بين المدن والدول المتجاورة يأتي أحياناً خبر رؤية الهلال في ساعة متأخرة، ويكون الإرسال التلفزيوني انتهى.
كانت الهواتف الأرضية قليلة أيامها وغير منتشرة في جميع المنازل، وعليه كانت وسائل إعلام الجمهور تأخذ إشكالاً عدة، منها الإعلان في مكبرات المساجد، وتسيير دوريات الشرطة في الأحياء لتعلن عبر مكبرات الصوت رؤية الهلال، كما كان الجيران عند صلاة الصبح يطرقون المكيفات المنازل من الخارج أو النوافذ لإيقاظ الجيران وإبلاغهم بثبوت رؤية الهلال.
كم مرة وصلنا لمقر العمل قبل الساعة السابعة صباحاً، وفوجئنا بأنها غرة رمضان والمكاتب مغلقة حتى بداية دوام شهر رمضان في التاسعة صباحاً. تم تحسنت وتطور الأمور وانتشر الهاتف الأرضي في معظم البيوت، وكان وسيلة ناجحة بإبلاغ الأقارب والجيران والأصدقاء برؤية الهلال عبر هذه الهواتف، فشتان بين الماضي والحاضر في ثوانٍ نعلم ونشاهد مباشرة أي خبر يحدث في أقاصي العالم فور وقوعه مباشرة.
عيدروس محمد الجنيدي
عدد اليوم
