صور غير باهتة

غياب أرادته مهندساً وتمناه طبيباً، كان ابنهم الوحيد.. وكان بالنسبة لهم أغلى ما في الوجود، حلم المستقبل وفرحتهم الكبيرة، مضت أيام وليال وهم ينتظرون تخرجه... ثم زواجه، وفي ليلة مظلمة رن هاتف المنزل: ـ ابنكم في السجن بتهمة تعاطي المخدرات.. سكن كل شي في البيت حتى الأرواح. رحيل هددها بالزواج لأنها لم تنجب، بعد عدة سنوات رزقهم الله بأول مولود، ثم تبعه الثاني فالثالث والرابع. قال لها: لم أتزوج جهاز تفريخ. طلقها ورحل. وحدة احتضنت أطفالها بعد رحيل والدهم، قامت بتربيتهم وتعليمهم، كبروا وكبر الأمل معهم. غادروا البيت مع زوجاتهم. تركوا أمهم تبكي وحيدة وتحتضن صورة جمعتهم معها. حادث تعرضت العائلة لحادث سيارة، ظل الجميع بالداخل ماعدا الأم، التي ارتطمت بزجاج السيارة وسقطت خارجها من قوة الحادث. نزيف بالداخل ونزيف بالخارج، ولكنها لم تفقد الوعي.. زحفت نحو السيارة، لتنقذ زوجها وأطفالها. قبل أن تصل إليهم دهستها سيارة مسرعة ماتت... وعاشوا جميعاً. مطر أحبها في ليلة ماطرة... تزوجها رغم اعتراض أهله. حارب العالم من أجلها.. لأنها حبه الأول. عاش معها أسعد أيامه، وفي ليلة ماطرة أيضاً دخل الشك في قلبه، بعد أن قرأ رسالة في جوالها، كانت قد وصلتها بالخطأ. في ذلك اليوم ترك كل شيء، وعاد الى حياة العزوبية. مدرسة أمسكت طفلتها بيدها.. كانت الصغيرة تبكي بحرقة، لا ترغب في الذهاب الى المدرسة. أجلستها على أول كرسي وهمت بالرحيل. بكاء طفلتها الوحيدة صم أذنيها، وصلت البوابة وعادت الى حيث تركت طفلتها الصغيرة، احتضنتها وأكملت اليوم معها في الفصل.