الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بدويٌ على صهوةِ جواده

5 مايو 2010 20:15
وَقَفتْ تُحَدّثهُ الرياحُ .. وتشتكي.. لَكَأنها عَرفتْ بهِ.. عنوانَ رقصَتِها.. وطعمَ صباحِها.. وقفتْ تقولُ لهُ أيا بدويُّ أينَ تقاحُلي.. أرْدَيْتَهُ.. وترَكْتَني.. وحدي مع الصحراءِ أرشُفُ صوتَها.. وأَلمُّ أُفْـقَ نُواحِها.. لَكأنّني.. لا السيفُ سيفي.. والخيولُ تردّني.. عنْ صهوةٍ ويلوحُ رجعُ صهيلِها.. متشائلاً.. كي لا أزيد جراحَها.. فكأنها.. تشكو النَّوى.. وكأنّني، والليْلَ، يا بَدَويُّ قيدُ مَراحِها.. *** وقفتْ تحدّثهُ الرياحُ وتشتكي.. وقفتْ تحدثه.. أَمَالَ عقالَهُ.. وأصاخَ يسمعُ صمتَها.. لتلوحَ من عينيهِ.. صرخةُ صامتٍ.. فكأنَّهُ.. لا الصُّبحُ أينعَ.. لا دَواوينُ النخيلِ تَزفُّهُ.. وكأنّهُ.. كاللّيلِ يقبعُ ساكناً.. والنارُ تسرقُ وقتَها: يا ريحُ... يا ه?ذي الرياحُ تكلَّمي.. ردّي عليه سؤالَه.. ردّي: لماذا ?لبِيدُ تسكُبُ دمعها.. وتجيِئُه.. تشكو.. إذا عَجْزُ الرمالِ أذلَّها.. ضَعُفَتْ وتاهَ سبيلُها.. وإذا الرياحُ تنوءُ ـ آهِ ـ بثقلِها.. وتُقَيِّدُ الأثَلَ الجميلَ بعتمها...، تَجِدِ الأمانيِ.. مدلهمّاتٍ.. كما لونُ الهزائمِ.. والنَّوى.. قولي لَهُ.. ما خطبُها البيداءُ تسكبُ دمعَها.. وتَمُورُهُ.. فإذا يغيبُ صباحُها.. ذُهِلتْ ومن فيضِ الأسى، ذهبتْ تلاقي حتفها.. قولي له؛ ما خطبُها.. ذهبت تلاقي حتفَها.. *** وقفتْ تحدثه الرياحُ وتشتكي.. وقفتْ تحدثهُ.. ويُسمِعُها الحِدا.. حتى إذا سُهِبَتْ.. أمالَ عِقالهُ.. ومضى بها مُتثلِّماً.. ومضتْ بهِ... مُتلثِّما..
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©