الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشاي بكِ.. لا بالحليب

5 مايو 2010 20:15
سريري واسعٌ وقلبي ضيّقٌ والبشائرُ المكمّمة بما تبقّى من نحاسِ الندم تطاردُ أقربَ صباحٍ يبتسمُ في شوارعِ المدينة وتهفو إلى هناك كان يصرخ لا كفَّ لي بينما سبابتي تشيرُ إلى أولئك الذين يركضون في السماء سوّاي الذي يخشى الأماكنَ التي ترتفع كلما أطرقتُ رأسي ترتفع مثل أسوارٍ مبلّلةٍ بخوفها في انتظارٍ ساخنٍ بليدٍ أجسادٌ لا تتركُ خلفها غيرَ ظلالِ بهجةٍ خادعة بهجةٍ تكمّمُ أصابعَك التي ترتفع الحلوى في جيبي لم تعد تكفي الأطفال الأملُ الخجولُ كذلك والوحدةُ التي تزدحم وليس لها سوّاي تجاذرُ تلك النظرةَ الخاطفة لامرأةٍ تطاردُ أنوثتَها في التقاويمِ والجدرانِ والمركباتِ التي ترتفع الوسائدُ لا تكفُّ عن الارتفاع تغيبُ ولا أميراتِ في فم المسرة تتوقفُ الأجنحة والكلامُ يأتي يابساً مثلَ نخلةٍ مغلقة لينذرَك بأنك مولعٌ بالأعالي التي تنخفض حين يغريك القلبُ بالتوقّفِ قربَ نادلةِ الشاي دون أن تتمنى لها ليلةً سعيدةً مسالمة لا صافراتُ الجوعِ في قريتِها البعيدة لا عرباتُ التفاح التي نصطادُها من سوق جميلة (1) أو الكتبُ المدرسيةُ المهملةُ التي طوقتْها نارُ الخميس (2) أو حتى حروفُ الطغاةِ فوق سبورةِ الوطن كفيلةٌ بارتفاع فسائلِنا من كتفِ الدموعِ والمسرّاتِ والأسئلة لكني طلبتُ من السماء أن تمطرَ على رأسي لنصفِ دقيقة نصفِ دقيقةٍ فقط وبعدها ستكونُ الأرضُ لنا لا شيء لا شيءَ يتحرّكُ في هذا العدم غيرَ نبوءة المزامير التي تخطئُ دائماً نكهتَكِ الصامتة في تلك الحقولِ التي أعلنتْ شيخوختَها في البراري الكاذبة البراري التي تأكلُ عذوبتَنا كلما اقتربْنا من زجاج الوطن رغم ذلك الحلوى لم تعد تكفي الأطفالُ بعيدون والأماكنُ مازالت ترتفع ترى ما الذي ينتظرُ حلواي هناك؟ في ميتم النور سأبقى مثلَ كرةٍ مثقوبة يتقاذفُني الأطفالُ الفقراءُ بأقدامهم سأكونُ سعيداً حتماً شريطةَ أن لا أرتفع أو أنخفضَ مجدداً لكن لا تقلقي فبمجرد أن أكتبَ اسمكِ في القصيدة ستمنحُني السماءُ رئةً ثالثة سريري ضيق وقلبي واسع قلبي الذي يرتفع ولا يرتفع. * شاعر عراقي (1) سوق شعبي كبير في بغداد. (2) إشارة إلى الإطلاقات النارية صباح كل خميس في الطوابير المدرسية مطلع الثمانينيات في العراق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©