السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فهد مبارك: أشتاق إلى أهلي وشمس الإمارات

فهد مبارك: أشتاق إلى أهلي وشمس الإمارات
18 مارس 2011 18:57
الثقة بالنفس التي يتمتع بها الطالب المبتعث فهد مبارك كانت حافزاً له للبدء في تحقيق طموحه، ليسافر في طلب العلم ولو في «الولايات المتحدة»، هي مهمة في نظره يجب إنجازها لأنها الخطوة الأولى في الطريق إلى النجاح لتحقيق ما يريده من أهداف في حياته يدرس فهد مبارك حمد (21 عاما) العلوم السياسية في جامعة اورايجون بالولايات المتحدة الأميركية، وهو في السنة الثالثة، ويعد العدة بعد التخرج ليلتحق بالسلك الدبلوماسي، هذا حلمه الذي تربى عليه منذ الصغر ليصبح عشقاً أكثر منه طموحاً ويختلط بدمائه يقول فهد: «منذ صغري وأنا أتطلع إلى أن أكون سياسياً وسفيراً لأخدم بلدي في الخارج، وهو ما أعمل بجد من أجله». لم يتبادر إلى ذهن الطالب فهد أنه وعند نجاحه في الثانوية العامة سيسافر للدراسة، ولكن شاء الله تعالى أن يتم قبوله للابتعاث لينطلق إلى بلد يبتعد آلاف الأميال عن دولة الإمارات، أحس آنذاك بالخوف الذي امتزج بفرحة عارمة لأنها بداية تحقيق الحلم» بعد النجاح في الثانوية لم أكن أعلم بأني سأذهب إلى الخارج، وكانت الفكرة خارج نطاق تفكيري إلى أن وصلني قبول البعثة، حينها شعرت بالخوف وفي نفس الوقت كنت متشوقا للدراسة واكتشاف العالم من حولي» يقول فهد. مساهمة الأخ ساهم «غانم» وهو شقيق فهد الأكبر في اختيار الجامعة التي سيدرس فيها شقيقه، واضعاً نصب عينه المقومات الرئيسية من الناحية الأكاديمية الواجب اعتبارها في اختيار أية جامعة للدراسة، وبما أنها تطابق المعايير العالمية فقد تم الموافقة عليها للدراسة فيها. لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يسافر فيها بن مبارك وحيداً، ولكنه وفي داخله أحس بأنها ستكون ذات مذاق مختلف هذه المرة، فقد كان الحزن يغالبه لأنه سيعيش وحيداً خارج البلاد، وعندما حانت ساعة الرحيل لتحصيل العلم، ليبدأ بحزم الأمتعة في لحظات اختلط فيها الأمل في حياة جديدة بالألم لفراق الأهل والوطن، تأكدت لديه مشاعر الحزن والخوف، ولكنه مدفوع بطموحه، فقد أصر على اجتياز كل العوائق إن وجدت، مع العلم بأنه لم يكن هناك أية عوائق حسب ما أوضحه الطالب فهد: «لم تواجهني أية صعوبات إدارية في إتمام إجراءات الابتعاث والحمد لله، المسؤولون عن هذا الموضوع لم يقصروا، ولكن شوقي للأهل والأصدقاء كان أحد الصعوبات التي عملت وبجهد على تذليلها مقابل الهدف الأسمى في الدراسة وخدمة الوطن» يقول فهد. الإيمان زاد الإنسان شعور لن ينساه فهد حين وصوله إلى مكان الدراسة، إحساس هائل بالوحدة يخالج مشاعره ويمتزج بالقلق، بسبب عدم اعتياده على العيش منفرداً في مكان بعيد، يقول «في الحقيقة لقد صدمت بنمط الحياة بعد السفر، من حيث الاعتماد على النفس في كل شيء، يجب على الشخص تسيير أموره بنفسه في كل نواحي الحياة، وكنت أتساءل هل سأرتاح أم لا؟، وهل سيتقبلني الشعب الأميركي أم سأكون في نظرهم شخصا غريبا، كانت مشكلة التأقلم مع المجتمع الأميركي تؤرقني» يضيف قائلاً. يحاول فهد أن يتغلب على تغيير نمط حياته بالتقرب من الله، كما يختلط بأقرانه من العرب وزملائه الإماراتيين الدارسين في الخارج؛ لأنهم يبقونه على تواصل مع ذكرياته في الإمارات، «أتغلب على صعوبات الحياة هنا في الولايات المتحدة عندما أكون مع الطلاب العرب لأنهم يذكرونني بالإمارات والحياة والعادات في بلدي الحبيب». ويبدأ يومه الدراسي بالصلاة، ثم يذهب إلى جامعته وهو على أكمل الجهوزية في مهمته الأكاديمية، ويقضي بعض الوقت عند انتهاء المحاضرات مع أصحابه العرب والأميركان، ليقفل عائداً إلى المنزل، ويبدأ بالدراسة وإتمام الواجبات، منهياً يومه بشيء من الترفيه بلعب «البلاي ستيشن»، وعندما يحين وقت النوم يخلد إلى فراشه، وحلمه بأنه يكون سفير بلاده يسبقه. احترام متبادل وعن المواد الدراسية في الجامعة، يوضح فهد أنه لم يواجه صعوبات في اللغة بالتواصل مع الآخرين؛ لأنه يتقنها من خلال اهتمامه بتعلم الإنجليزية منذ الصغر، ولكن التحدي الأكبر في البداية كان في طبيعة الدارسة بالجامعة كونها مغايرة عنها في المدارس، عن ذلك يقول فهد«كانت المواد صعبه في البداية لأنني لم أعتد الدراسة بغير اللغة العربية، ولكن بمزيد من الجهد تكيفت على الدراسة بمفهومها الجديد، ويرجع ذلك إلى فضل الله تعالى عليَّ». يتعامل فهد مع محيطه الاجتماعي الجديد بكل احترام، وثقة ولكن المشكلة التي تغلب عليها مع الوقت كانت في المناخ البارد جداً، والذي يختلف تماماً عن الطقس الحار في الإمارات، يقول «الناس هنا محترمون ويقدرونك كشخص بغض النظر عن أصلك ودينك، اختلاف المناخ كان أصعب شي، لأنه وكما هو معروف أن المناخ في الإمارات حار جداً، بعكس المناخ البارد في أميركا، ولكن مع الوقت استطعت التغلب على هذه المشكلة». فرق كبير يجد فهد فرقاً شاسعاً بين حياته في الإمارات وحياته التي تأقلم عليها في الولايات المتحدة، وعلى جميع الأصعدة، حيث إن الإمارات وبمختلف مدنها تجد فيها كل ما تريد وفي أي وقت، بينما لا يوجد الكثير في منطقة أورايجون التي يدرس فيها، لأنها تعتبر منطقة أكاديمية وصغيرة وغير مجهزة للترفيه، يقول فهد: «لا يوجد هنا الكثير لنعمله، المنطقة دراسية وصغيرة، ولا يوجد وقت للرفاهية إلا في الإجازات، ونذهب فيها إلى الولايات المجاورة، نستخدم المواصلات العامة المتوافرة بكثرة، نستقل الباصات المجانية، أما عندما يكون السفر إلى أماكن بعيدة، فإننا نستقل الطائرات، وفي الحقيقة ليس هناك للمقارنة بين دولتنا الحبيبة وما توفره من تسهيلات، وبين المكان الذي أدرس فيه حالياً». الشوق إلى الأهل والشمس يفتقد فهد الأهل والوطن في الخارج، ويزور الإمارات مرة واحدة سنوياً، في فصل الصيف الذي ينتظره بفارغ الصبر ليستمتع بالشمس التي يفتقدها كثيراً في الولايات المتحدة. ويحاول مع أصدقائه العرب والإماراتيين استحضار العادات والتقاليد الإسلامية وخاصة في الأعياد والمناسبات الدينية في مسجد المنطقة التي يعيش فيها، حيث يجتمعون مع بعضهم لأداء الصلاة، ومن ثم يلتقون في أحد منازل الأصحاب لتناول الطعام العربي والإماراتي، ويسترجع كل شخص منهم الذكريات في بلده الأم. الاتصال بالسفارة ويحاول الطالب فهد النأي بنفسه عن أية مشاكل قد تحصل معه على الصعيد الدراسي، وينصح بالاتصال بالملحقية الثقافية الإماراتية في حال حصولها؛ لأن لديهم الخبرة الكافية في التعامل مع هذه الأمور، كما يتصل بالأخصائيين في الجامعة لحل المشكلة إن حصلت: «الاتصال بالسفارة الإماراتية هي أول خطة ليساعدوني في حل المشكلة، كما أقوم بإعلام (الأدفايزر) في الجامعة لان واجبه مساعدة الطلبة». طموح دبلوماسي يتواصل فهد مع الطلبة الإماراتيين في الولايات الأخرى بشكل عام ومع الطلبة في محيطه بشكل خاص، علماً أنهم لا يتجاوزون الخمسة عشر طالباً في المنطقة التي يعيش بها، ويتوجه بالنصح لكل المبتعثين الجدد في عدم الاستسلام لأية مشاعر سلبية قد تنتاب الطالب التي قد توهن من نفسيته، وأن يضع نصب عينه المستقبل والنجاحات التي سيحصدها المبتعث عند إنهاء دراسته. وينهي الحوار بأن طموحه في أن يكون سفيراً للإمارات «لتمثيل وطني وأهلي وأجعل دولتي تفتخر بي كشخص وممثل لها هو أقصى ما أصبو إليه». هوايات وأنشطة لم تمنع الدراسة فهد من ممارسة هوايته وهي لعب كرة القدم التي يعشقها، كما يشارك أحياناً في لعب كرة السلة، ولكنه حسب ما يقول «لا أسمح لهواياتي بأخذي من الدراسة، عندما يكون لدي وقت أحياناً وعندما أنهي دراستي أمارس هواياتي»، كما يقوم مع أصحابه بالعديد من الأنشطة في الذهاب إلى السينما ولعب البولينج.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©