الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تصاميم عصرية تحيي تراث الأثواب الإماراتية التقليدية

تصاميم عصرية تحيي تراث الأثواب الإماراتية التقليدية
18 مارس 2011 19:02
دخلت مصممة الأزياء الإماراتية عائشة المهيري عالم تصميم الأزياء منذ 10 سنوات، ومضت متأثرة بموهبتها وخبرتها التي اكتسبتها بالعمل مع دور أزياء عدة معروفة في الدولة، حيث برعت في تصميم فساتين الأعراس وليلة الحناء والخطوبة والسهرات فهي تلبي كل ما تحتاجه العروس وأهلها وأهل عريسها من فساتين تتواءم مع طبيعة المناسبة والعمر ودرجة القرابة. بما أن كل مصمم يتخذ خطاً يسيراً وفقه في تصاميمه، فإن مصممة الأزياء الإماراتية عائشة المهيري اتخذت خطاً مميزاً يوصف بالسهل الممتنع فهي تقف في وسط الطريق الذي يربط الماضي بالحاضر، لا تريد أن تغفل أحدهما أو تجعله يطغى على الآخر، تبحث بعمق وتروي وذكاء عن لمسات ونفحات من هذا وذاك تمزجها بروحها الإماراتية الأصيلة فتخرج قطعا فنية راقية. تناغم وانسجام عن الخط الذي اختارته لتصاميمها وما يميز المجموعة الأخيرة التي أطلقتها تقول المهيري “أحاكي في تصاميمي مختلف الحضارات القديمة، وأفتش فيها عن كل ما هو جميل وأمزج فكرته بأفكاري، وفي الوقت ذاته لا أبتعد عن الروح الإماراتية واللمسة التراثية القديمة فهي موجودة في كل فستان أصممه، كما أحاول أن أزاوج بين أكثر من حضارة في ذات الفستان فقد تجدين أكثر من 5 حضارات في ذات الفستان وتبدو جميعها متناغمة منسجمة مع بعضها البعض دون مبالغة أو تكلف”. وتضيف “من بين الحضارات التي استهوتني في تصاميمي واستوحيت منها القصة أو اللون أو الاكسسوار الحضارة الصينية واليابانية والرومانية والفكتورية والبربرية والهندية والظفارية العمانية والفرعونية”. وتتابع “على سبيل المثال في أحد فساتيني استوحيت من الحضارة الصينية شكل التنين ورسمته على الصدر مع الشك والتطريز النافر، ومن الحضارة اليابانية ربطة حزام أحد الفساتين التي جاءت على شكل باقة ورد مستوحاة من حزام الثوب الياباني، وعرجت في حزام أو خصر فستان آخر على الحضارة أو العصر الفكتوري الذي ينحت الخصر ويبرز جماله ويعرف بالكورسيه وجعلته بقماش ضيق مشبك عريض، أما الحضارة الرومانية التي نفذتها في اختلاف أكمام الفستان وانسدال أحده على الأرض مع لف القماش بطريقة انسيابية مائلة في تنورته، ولم أستطع مقاومة جمال التطريز والشك الهندي والألوان الصارخة فيها والتي عادة ما تكون مطلوبة لدى أغلب العرائس، وسافرت إلى ليبيا والجزائر خصيصا لأنتقي اكسسوارات فضية بربرية قديمة وركبتها على الفستان مثل العقود الطويلة والحزام الضخم والأساور التي زينت اليدين والرجلين، كما ضمنت فستان ليلة الحناء بفكرة الظفار العماني الذي يكون قصيرا من الأمام وطويلا من الخلف وتحته بنطلون، وأعجبتني فكرة ياقة ملكة مصر نفرتيتي التي تصل إلى الذقن بعلوها فطبقتها على أحد فساتيني”. أفكار حديثة لأن المهيري تعشق التراث الإماراتي وتريد إحياءه وترغيب الفتيات الصغيرات بارتدائه صممت فساتين حاكت فيها الثوب الإماراتي المعروف بـ”الميزع”، والذي كان قديما عبارة عن جلابية ملونة مطرزة أكمامها وصدرها بخيوط التلي ويلبس تحتها سروال حيث كانت الأمهات والجدات يحرصن على لبس السروال من باب الحشمة، فاستخدمت المهيري ذات الأفكار لكن بثوب عصري أكثر فاختارت قماش الأفوايت الحرير وطرزت حوافه جميعها بخيوط التلي الذهبية وأدخلت فيه قماشا قديما جدا من القطن المصوف ملون بالزهري والأزرق والأخضر اشترته من سوق العرصة التراثي بالشارقة، وأسهمت خامة الأفوايت في إبراز جمالية ألوان القماش الملون المتصل به، وجعلت على الخصر حزاما من باقة ورد مستوحاة من الثوب الياباني القديم وزينت الصدر بالخوار العربي، وعندما عرضته في إحدى عروض أزيائها صممت معه مهفة تراثية طرزتها وشكتها بالكرستالات. وفي ثوب إماراتي آخر أحيت المهيري فكرته التراثية القديمة استخدمت فيه قماش “بوقليم” أي قماش مقلم سميك كانت الجدات يستخدمنه قديما في أثواب المناسبات والأعراس حيث قامت المصممة بدمجه مع قماش آخر سادة حرير باللون الزهري، وشغلت الصدر بالزري والتلي والتطريز اليدوي المشكوك بالكرستالات لتمزج أيضا في هذه الجزئية بين القديم والحديث، وتعمدت إضافة عباءة تلبس فوق الفستان من التول الأسود اللامع شغلت أطرافها بالزري والتلي مستوحاة من بشت الرجال أما طريقة وضعها على الرأس فمستوحاة من عباءة المرأة الإماراتية قديما. ومن الأفكار التي أدخلتها المهيري إلى فساتينها لبس “فيزون” تحت الفساتين ويظهر منها وجعلته بطريقة عصرية، حيث قامت بشكه وتطريزه بتطريزات هندية وتارة مستوحاة من الرسوم والكتابات الفرعونية، وأخرى استعانت بها بتقنية الليزر فتبدو الفتاة وهي ترتديه تحت الفستان وكأنها رسمت التاتو على ساقيها. ألوان صارخة تميل المصممة عائشة المهيري إلى الألوان الصارخة الغامقة في تصاميمها مثل الموف والعنابي والأخضر والأحمر والذهبي التي تدخلها كثيرا إلى فساتينها بالذات الخاصة بالعروس فهي تعطيها إشراقة تتناغم مع الذهب الذي تلبسه أما الأقمشة فهي قديمة وحديثة من أهمها الحرير الطبيعي والهندي والشيفون والقطن والمخمل وسترتش التور الإيطالي للسراويل.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©