بيروت، واشنطن (وكالات) - صرح وزير الدفاع اللبناني فايز غصن أمس، بأن الوضع في لبنان برمته «غير مطمئن»، محذراً من أن «رياح الفتنة بدأت تلوح في الأفق».
واتهم غصن، في تصريح للصحفيين عقب لقائه قائد قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان الجنرال باولوا سيرا، «إن البعض يشعل نار الفتنة عن قصد أو عن غير قصد دون تقدير نتائجها المدمرة على لبنان». أضاف «الوضع بات يحتاج إلى جهد استثنائي من جميع اللبنانيين لحماية بلادهم من براثن هذه الفتنة الخبيثة». وتابع «ما يقوم به الجيش اللبناني أكبر بكثير من قدراته، لكنه لن يتوانى عن القيام بمهماته على أكمل وجه، والحكمة التي يعتمدها الجيش في معالجة المستجدات ليست دليل ضعف أو عدم قدرة».
وشدد على أنه «لا يستطيع أحد لي ذراع الجيش، مهما علا شأنه، أو ارتفع صوته”. وخلص إلى القول: «إن تعامل المؤسسة العسكرية مع أي تطور أمني، ينطلق بالدرجة الأولى من المصلحة الوطنية العليا ويصب في خانة الحفاظ على الأمن والاستقرار وعدم السماح لأي فتنة بالتغلغل في النسيج اللبناني».
إلى ذلك، تعهد قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، خلال اجتماعات عقدها مع أركان القيادة العسكرية وقادة الوحدات الكبرى، بضرب مثيري الفتنة المذهبية والطائفية بيد من حديد. جاءت تصريحات قهوجي وضباطها حيث استعرض معهم شؤون المؤسسة الأمنية والأوضاع الدولية والإقليمية والمحلية.
وقال بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني «إن قهوجي أكد عزم الجيش أكثر من أي وقت على منع انعكاس الصراعات الإقليمية على لبنان والتصدي لأي جهة تسعى إلى إثارة الفتنة المذهبية والطائفية بهدف النيل من هيبة الدولة وضرب الوحدة الوطنية».
وأضاف أن الجيش سيتصدى لمحاولات «إعادة إحياء مشاريع التفتيت المدمرة التي عاناها الوطن (لبنان) طويلاً خلال مراحل سابقة، ولن تتكرر أبدا وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى تماسك الجيش ومناعته وقراره الحازم بالتصدي للفتنة والتفاف اللبنانيين حوله بكل انتماءاتهم وأطيافهم».
ودعا قهوجي الضباط إلى «بقاء وحداتهم على جهوزية تامة لمواجهة مخططات العدو الإسرائيلي والإرهاب والمواكبة الدقيقة لكل الاستحقاقات المقبلة، والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه الاعتداء على أرواح المواطنين وممتلكاتهم».
من جانب آخر دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، اللبنانيين كافة إلى نبذ العنف وحل خلافاتهم بطريقة سلمية، في ضوء استعداد لبنان لإجراء الانتخابات العامة المرتقبة.
وقال كيري في بيان بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لثورة «قوى 14 مارس» المعارضة ضد الوجود العسكري السوري السابق في لبنان، إن يوم أمس يمثل ذكرى خروج اللبنانيين في تظاهرات سلمية تطالب بالسيادة والديمقراطية ومنع التدخلات الخارجية ومعرفة الحقيقة وراء اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري”. وأضاف «الشعب اللبناني لا يزال يواجه تحديات ويعمل لضمان وجود دولة مستقرة وذات سيادة ومستقلة توحد الجميع، ونؤكد دعم الولايات المتحدة لتحقيق اللبنانيين تطلعاتهم».
ودعا كيري جميع قادة الأحزاب اللبنانية إلى نبذ استخدام العنف وتسوية خلافاتهم سلمياً وعبر صناديق الاقتراع، بما يتفق مع الدستور اللبناني.
وخلص إلى القول «إن العملية الديمقراطية في لبنان تُعدُّ إنجازاً قيِّما، ونحث لبنان وقادته على الوفاء بالتزاماتهم في هذه العملية وإجراء انتخابات في الوقت المحدد».
عدد اليوم
