تدخل «السبع» للحد من ارتفاع الين ينعش الأسواق الآسيوية

عواصم (وكالات) - شهدت البورصات الآسيوية وعلى رأسها طوكيو تحسناً كبيراً أمس بعد الاعلان عن تحرك مشترك للدول الصناعية السبع الكبرى للحد من ارتفاع سعر الين في اجواء من القلق بشأن تطور الازمة النووية في اليابان. واغلقت بورصة طوكيو على ارتفاع نسبته 2,72% بعد الاعلان عن تدخل مشترك لمجموعة السبع في أسواق المال لوقف ارتفاع الين الياباني، وانهى مؤشر “نيكي” لأسهم الشركات الكبرى التعاملات على ارتفاع قدره 244,08 نقطة ليبلغ 9206,75 نقطة. إلا أن المؤشر خسر 10,22% من قيمته لمجمل الأسبوع، أي في الجلسات الخمس الأولى التي تلت الزلزال والمد البحري اللذين ضربا شمال شرق اليابان، في كارثة تفاقمت مع سلسة من الحوادث النووية التي وقعت في مدينة فوكوشيما. وكانت مجموعة السبع تدخلت أمس لوقف ارتفاع سعر الين الذي بلغ اعلى مستوى له مقابل الدولار منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وقد أعلنت في بيان اثر محادثات في طوكيو أنها “تعبر عن تضامنها مع الشعب الياباني في هذه الأوقات الصعبة واستعدادها لتقديم أي تعاون يحتاج اليه وعن ثقتها في متانة الاقتصاد والقطاع المالي الياباني”. وأضاف البيان “كما قلنا في الماضي، التقلبات المفرطة والحركات غير المضبوطة في أسعار الصرف تؤثر على الاستقرار الاقتصادي والمالي وسنراقب اسواق الصرف عن كثب ونقدم التعاون المناسب”. واثر هذا الاعلان انخفض سعر الدولار، ليبلغ 81,81 ين غداة تراجع قياسي إلى 76,52 ين. ويلحق ارتفاع سعر الين ضرراً كبيراً بالشركات اليابانية التي تعمل في الخارج وتواجه اصلاً تباطؤ النشاط الاقتصادي إثر الكارثة الطبيعية التي وقعت في 11 مارس. وقال هيديوكي ايشيجورو من دار الوساطة “اوكاسان سيكيوريتيز” إن قرار الدول الكبرى يدل على أن “السلطات في الخارج أيضاً تأخذ الوضع في اليابان على محمل الجد”. وأضاف أن “احتمال تراجع النمو العالمي قائم بسبب اسعار النفط المرتفعة ومجموعة السبع تريد ألا تصاب اليابان بالانكماش”. وارتفع سعر سهم شركة الكهرباء اليابانية “تيبكو”، التي تدير المحطة النووية المتضررة في فوكوشيما 19%. ويراهن مستثمرون على حل مشاكل الشركة قريباً ويقومون بشراء اسهم “تيبكو”، التي تراجع سعرها بمقدار الثلثين من الاثنين إلى الخميس. وحذت البورصات الأخرى في آسيا حذو طوكيو. فقد ارتفعت بورصة هونج كونج 0,54% بعد الظهر وشنجهاي 0,61%. أما سيدني فاغلقت على ارتفاع نسبته 1,56% بينما كسبت سيؤول 1,13% وتايبيه 1,35%. وحققت مانيلا مكاسب قدرها 0,33% عند الاغلاق ومعها ويلينجتون التي تقدمت 0,30%. وأعلن بنك اليابان المركزي أنه ضخ مجدداً ثلاثة آلاف مليار ين (28 مليار يورو) في الأسواق النقدية لدعم الاقتصاد بعد الزلزال، ما يرفع المبلغ الاجمالي الذي ضخه منذ مطلع الأسبوع إلى 37 الف مليار ين (333 مليار يورو). وقام المصرف بعدة عمليات مماثلة منذ الإثنين، الذي ضخ فيه حوالي 15 الف مليار ين، في أكبر عملية ضخ تجري في يوم واحد. ويريد بنك اليابان عبر ذلك مساعدة المصارف على التمول لا سيما أن الحركة النقدية شهدت اضطراباً منذ وقوع الزلزال وموجات المد البحري في شمال شرق اليابان الجمعة، وقد دمرت مناطق بالكامل في شمال شرق جزيرة هونشو الكبرى من جراء الزلزال والتسونامي اللذين وقعا الجمعة فيما يتوقع ان تكون الاحتياجات المالية لاعادة الاعمار هائلة. وقال نائب وزير المالية الياباني فوميهيكو ايجاراشي إن مجموعة الدول السبع مستعدة “للتحرك بصورة حاسمة” مرة ثانية إذا ما استمرت المضاربة في اسواق الصرف.. وأوضح ايجاراشي أنه يشعر بالرضا عن تأثير التحرك المشترك النادر على الأسواق اليابانية الأمر الذي ساعد في رفع الأسهم واضعاف الين. وأضاف ايجاراشي “المضاربات كانت السبب وراء ارتفاع الين”، مضيفاً “إذا ما اذعنا لهؤلاء المضاربين الذين يستفيدون من مصائب الناس فسيتحطم الاقتصاد الياباني وسيتضرر اقتصاد العالم بأسره”. وأوضحت وزيرة المالية الفرنسية كريستين لاجارد أن قرار مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى التدخل في سوق الصرف يهدف إلى دعم اليابان ووقف ارتفاع الين. وذكرت لمحطة “إذاعة اوروبا 1”: “الهدف بوضوح هو مساندة شريكنا الياباني واظهار التضامن بوقف ارتفاع الين”، وقالت وزارة المالية البريطانية إن بنك انجلترا تدخل في سوق الصرف للحد من ارتفاع الين، بعد اتفاق وزراء مالية مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى على تدخل منسق لوقف ارتفاع العملة اليابانية. «هوندا» تمدد وقف الإنتاج حتى 23 مارس طوكيو (رويترز) - مددت شركة «هوندا موتورز» وقف انتاجها في اليابان حتى 23 مارس ابتداء من 20 مارس في أعقاب الزلزال العنيف الذي ضرب شمال شرق البلاد يوم الجمعة الماضي، وانتجت «هوندا» 69170 سيارة خلال يناير الماضي في اليابان، حيث تصنع 22%من انتاجها.