السودان يدعو مصر إلى تكثيف مشاركتها في قوة دارفور

طلب السودان أمس من مصر نشر عدد كبير من قوات الشرطة في دارفور في اطار القوة المهجنة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي، المقرر أن تتولى حماية المدنيين في الإقليم· في وقت أعلنت الأمم المتحدة أن قوة مشتركة من الجيش السوداني ومن قوات المتمردين الجنوبيين السابقين ستبدأ الانتشار اليوم في منطقة ابيي المتنازع عليها بين الطرفين· فقد أعلن وزير الدفاع السوداني الفريق أول ركن عبدالرحيم محمد حسين بعد لقائه امس في القاهرة الرئيس المصري حسني مبارك أنه تم التشاور بشأن رغبة بلاده في تكثيف الوجود المصري في دارفور لاسيما بالنسبة لتواجد وحدات من الشرطة لما تتميز به من كفاءة، فضلا عن قرب هذه الوحدات من وجدان الشعب السوداني وعدم وجود حواجز لغوية أو دينية أو ثقافية مع ابناء دارفور· واضاف ان السودان يأمل في أن يكون أكبر عدد من وحدات الشرطة التي ستنتشر في دارفور هي من الوحدات المصرية· وشدد حسين على أن بلاده تبذل جهودا كبيرة لدعم المصالحة في دارفور وعقد المؤتمر الدارفوري لأن المتمردين في الاقليم لا يمثلون الأغلبية وأن هذا المؤتمر هو الحل حيث يجمع كافة ابناء دارفور، لكنه قال ''الواقع ان بعض القوى الدولية لا تريد ذلك''· وأكد أن حركة ''العدل والمساواة'' المتمردة دمرت تماما ولن تقف على قدميها من جديد إلا اذا تلقت دعما خارجيا كبيرا· وأشار إلى أن قوات الحركة المتمردة دخلت ام درمان ومعها 220 عربة وانسحبت منها وليس معها سوى خمس عربات، فضلا عما تكبدته من خسائر كبيرة في الافراد والمعدات، وليس هناك أي منطقة في دارفور يمكن القول انها تحت سيطرة المتمردين، فهم مجرد عصابات تتحرك من منطقة لأخرى· وانتقد موقف بعض الجهات والقوى الدولية والاقليمية المتساهل مع الفصائل المتمردة في دارفور، وقال ان المتمرد عبدالواحد محمد النور يتجول ما بين تل ابيب وفرنسا والمانيا بل ان هناك بعض المتمردين من ابناء دارفور يتدربون في معسكرات داخل اسرائيل وهو امر ليس سرا· ونفى حسين ما تردد عن ضلوع إيران في الهجوم الاخير على ام درمان، وقال ''لم نجد حتى الآن بصمات لإيران في هذه القضية أو مستندات تدل على ذلك''· وأوضح أن سبب إشارته لضلوع قوى إقليمية ودولية في الهجوم على ام درمان انما يرجع لحقيقة ان الهجوم بالشكل الذي تم به انما يتجاوز امكانيات تشاد وحدها وان تكلفته تقدر بحوالي 100 مليون دولار، فضلا عن أن نوعية الاسلحة والمعدات المستخدمة بما فيها مضادات الطائرات والصواريخ تؤكد ضلوع قوى دولية واقليمية· وأشار إلى أن بعض القوى الحزبية السودانية الداخلية شاركت ايضا في العملية· ونفى حسين أي تواجد لتنظيم ''القاعدة'' في السودان، وقال ''ليس هناك تواجد عسكري للقاعدة في السودان ولكن قد يكون هناك تواجد فكري لفئة محدودة''· محذرا من انه ''في حال زعزعة الأمن والاستقرار في دارفور، فيما تطلق عليه الفوضى الخلاقة على غرار ما يحدث في العراق وافغانستان، فإن هذا يمكن أن يوفر مناخا مواتيا للقاعدة خاصة في دارفور التي لها حدود مفتوحة على عدة دول بالمنطقة، وهو ما يؤكد أهمية ألا تخرج دارفور عن نطاق سيطرة الدولة في السودان''· وأكد الوزير السوداني أنه اطلع مبارك على الاتفاقية التي وقعت اخيرا مع الحركة الشعبية لتحرير السودان (متمردين جنوبيين سابقين) حول منطقة ابيي التي يتنازع الشماليون والجنوبيون حول السيادة عليها، معربا عن أمله في أن تكون الاتفاقية خطوة كبيرة نحو حل نهائي لهذه المشكلة· وأوضح أنه تطرق خلال اللقاء ايضا الى الاعتداء التشادي الأخير على السودان ودور تشاد في هذه القضية وكيف كانت تشاد معبرا وواجهة لدول اقليمية ودولية دفعت بهذه القوات الى السودان حتى وصلت الى أم درمان· الى ذلك، قال الناطق باسم الامم المتحدة في الخرطوم بريان كيلي ان قوة مشتركة من الجيش السوداني ومن قوات المتمردين الجنوبيين السابقين ستبدأ الانتشار اليوم في منطقة ابيي المتنازع عليها تنفيذا لخارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها قبل اسبوع· وأكد أن هذه الخطوة التي تتفق مع النقطة الاولى في خارطة الطريق وهي نشر قوات مشتركة سوف تبدا الاثنين· وكان الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه الاول رئيس الحكومة الجنوبي سالفا كير وقعا في الثامن من يونيو الجاري اتفاقا لتسوية مشكلة ابيي ينص على ترتيبات امنية مشتركة وعودة عشرات الآلاف من النازحين الذين فروا بسبب المعارك العنيفة التي شهدتها المنطقة اخيرا، كما يتضمن ترتيبات مؤقتة لادارتها الى جانب ترتيبات الحل النهائي للنزاع عن طريق هيئة تحكيم دولية· وقال قائد القوة المشتركة بين الشمال والجنوب فالانتينو توكماك إن الكتيبة المؤلفة من 320 جنديا من جيش الجنوب و319 من القوات المسلحة السودانية الشمالية ستتلقى تدريبا لمدة عشرة أيام قبل أن تبدأ الدوريات· واضاف ''سنبدأ إرسال أفراد الكتيبة اعتبارا من اليوم وجميع أفراد الوحدة المشتركة المتكاملة سيصلون بالكامل إلى أبيي بحلول 18 يونيو''·