نظرة مفتوحة أشياء غير ضرورية

كم من الوقت يحتاج المرء لكي يفهم أن استسلامه الكامل للكماليات الضرورية وغير الضرورية في هذه الحياة كلفه الشيء الكثير من المال والوقت والمكان، ولو قدر وعاد الزمن لهؤلاء الأشخاص فهل سيختارون نفس هذه الكماليات، أم سيفكرون كثيراً في ما سوف يشترونه من هذه الأشياء؟ أن نحب أشياءنا القديمة، هذا أمر جيد، ويعبر عن مدى التصاق الشخص بماضية وهو أمر طبيعي، لكن أن نغرق في أشيائنا هذا هو غير الطبيعي .. إنهَ استسلامنا الكامل لهذه الكماليات من ملبس ومأكل وغيرها من أدوات التقنية الجديدة جعلنا في حيرة من أمرنا، وأجل اتخاذ قرارنا بشأنها، فتجد الشخص في كل أسرة يمتلك أكثر من 4 هواتف محمولة لا يستخدم منها سوى جهاز أو جهازين، أما التلفزيونات في المنزل فحدث ولا حرج، ففي كل غرفة وصالة من صالات المنزل جهاز، وكأنك في استديو تلفزيوني في إحدى قنواتنا الفضائية. يتصف المنزل العربي بشكل عام بأنه منزل يغص بهذه الكماليات، والإنسان العربي بصفه عامه يحب اقتناء الأشياء غير الضرورية في منزله، ولو فتش كل منا في زوايا منزله أو في خزائن ملابسه لوجد منزلاً داخل منزل قائم بمكوناته من أثاث وملابس وأشياء أخرى الله وحده أعلم بها. مع اقتراب شهر رمضان الكريم، جعله الله خيراً على المسلمين في الأمة العربية والإسلامية، تتجلى هذه الصورة بمعناها الحقيقي حيث بدأت العائلات تشحن من هذه المواد الغذائية، وتخزنها استعداداً للشهر المبارك. ولله الحمد وفرت الدولة من خلال وزارة الاقتصاد جميع السلع ودعمتها وراقبتها تحسباً لأي تاجر تسول له نفسه اللعب بأسعار السلع الرئيسية، واستحدثت نظام السلة الرمضانية التي تتبناها الجمعيات التعاونية في الدولة حيث يبلغ سعر السلة حسب العام الماضي 183 درهماً تشمل المواد الاستهلاكية الضرورية، وتكون أسعار هذه المواد مدعومة من قبل الجهات الحكومية، كما أن السلع متوفرة في جميع محال السوبر ماركت سواء الصغيرة أو الكبيرة، وهذا كله بفضل اقتصاد حر ومفتوح أمام الجميع، فلا داعي للقلق الذي ينتاب الأهالي مع اقتراب شهر الخير. إبراهيم العسم