الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

برك سليمان تسقي القدس وتخفي ذهب الأتراك

برك سليمان تسقي القدس وتخفي ذهب الأتراك
12 أغسطس 2009 01:00
تقع برك سليمان في الجانب الشرقي للطريق بين بيت لحم والقدس والخليل، وتعد برك سليمان الثلاث من أكبر البرك وأقدمها في فلسطين وهي ذات قيمة أثرية وسياحية واقتصادية لفلسطين عامة ولمدينتي القدس وبيت لحم خاصة، حيث يفد إليها السياح للتمتع بمناظرها الجميلة وهوائها ونسيمها، ويفد أهالي المنطقة لها أيضا كنوع من السياحة الداخلية ولكن الأمر لا يخلو من بعض حوادث الغرق للأطفال ولكن رغم ذلك فلا أحد يفكر بهجر هذا الجمال الطبيعي الأخاذ. وتحتوي برك سليمان على ثلاث برك ضخمة مستطيلة الشكل والتي تتسع لـ (160.000) متر مكعب من الماء، ويحيط بالبرك أشجار الصنوبر وتتجمع المياه في البرك عن طريق مياه الأمطار التي تسقط على الجبال حولها، ومن أهم الينابيع التي تغذي البرك بالمياه: وادي العروب، ووادي البيلو، ووادي البالوع (عين الخضر). وتقول الروايات القديمة إن السلطان العثماني سليمان القانوني هو الذي قام بإعداد البرك الثلاث، أثناء حكمه ما بين 1520 - 1566. وبينما يرجع تاريخ حفر البركتين العلويتين إلى نهاية القرن الثاني السابق للميلاد، فإن البركة السفلية بناها السلطان المملوكي قايتباي سنة 1483، ويرجع السبب في حفر هذه البرك إلى وجود أربع عيون طبيعية للماء في هذه المنطقة إحداها داخل قلعة تعرف بقلعة البرك على بعد 3 ونصف كم، جنوب غرب مدينة بيت لحم الفلسطينية بالضفة الغربية، وقد بناها العثمانيون في القرن السابع عشر، لحماية عيون سليمان التي تغذي مدينة القدس بالمياه، وحراسة طريق الحجاج إلى مكة، وهي أقرب موارد مائية اعتمدت عليها مدينة القدس في الأزمنة القديمة حيث كانت تضخ لها المياه مستخدمة قانون الجاذبية التي لم تعرف إلا بعد سنوات كثيرة أمام عبقرية من أنشأوها. وبنيت هذه القلعة على شكل مستطيل ولها برج للحراسة عند كل من الأركان الأربعة، ويقع مدخلها في الجانب الغربي ويحتوي الحوش على اسطبل الخيول إلى جانب ثكنات الجنود، وقد كانت المياه تمر داخل مجار محفورة في الصخر وأنابيب وسراديب، تنتهي مسيرتها أسفل الحرم الشريف. ورغبة منها في حماية منابع الماء وحراسة طريق الحجاج القادمين من الشام في طريقهم جنوبا إلى مكة، شيدت الإدارة العثمانية قلعة البرك في هذا الموقع جنوب بيت لحم بعدما كثرت هجمات قطاع الطرق على قوافل الحجاج التي تسير في دروب الحج بفلسطين. في العصور القديمة كانت تسمى «عيون أيتام» ثم حرف الاسم تدريجيا ليصبح عين عطن نسبة إلى القرية الرومانية «عيطام». أما في الفترة الإسلامية فقد ذكر الحنبلي في أحد كتبه أنها تنسب إلى سيدنا يوسف عليه السلام وسميت بالمرجيع حيث رجع إليها يوسف وهو مع إخوته في طريقهم لإلقائه في الجب، فتوقف في هذه المنطقة وبكى على قبر أمه، وصاح بقبرها يطلب النجدة فعاد به إخوته ولطموه، ثم أركبوه ثانية على الناقة واستمروا في سيرهم وألقوا به في الجب. واعتبرت هذه البرك، المستودع المائي، لمدينة القدس منذ أكثر من ألفي عام، وحتى عام 1948، حيث أدى احتلال الجزء الغربي من القدس، إلى وضع نهاية لمشروع تزويد القدس بالمياه الذي بدا رومانيا، ثم حافظ عليه المسلمون، وأسموا القنوات التي تزود القدس بالمياه قناة السبيل. وكانت المياه تصل إلى هذه البرك الضخمة، عبر قنوات تسير نحو 40 كلم في الجبال والوديان من العيون المحيطة بمنطقة العروب، وكذلك عبر قنوات وأنفاق من منطقة وادي البيار، بالإضافة إلى العيون المحلية في منطقة البرك، وكلها تتجمع في بئر واحدة قبل أن تصب في القنوات التي تحمل المياه بقوة الجاذبية عبر قنوات وأنفاق إلى مدينة القدس، وتصل إلى سبيل الكاس أمام المسجد الأقصى. وفي الوقت الحالي يقوم الباحثون عن الذهب التركي، إلى جانب لصوص الآثار، الذين يستخدمون آلات للكشف عن المعادن، ويقصدون الخرب الأثرية حول المدن والقرى والبلدات الفلسطينية، للتنقيب عن الآثار التي تجد طريقها إلى تجار إسرائيليين بأعمال تخريب في المنطقة الأثرية المحيطة بالبرك، وأدت حمى البحث هذه بمجهولين إلى تحطيم منشأة أثرية قديمة تجاور البركة الثالثة الأخيرة من برك سليمان، وقال مواطنون من قرية أرطاس القريبة من البرك، إن الشائعات تشير إلى أن الذين دمروا المنشأة، التي كانت مخفية عن الأنظار، عثروا فيها على جرة مليئة بالذهب التركي.
المصدر: فلسطين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©