الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جمع السيارات القديمة هواية مكلفة تستهوي الأثرياء

جمع السيارات القديمة هواية مكلفة تستهوي الأثرياء
12 أغسطس 2009 01:02
هواية اقتناء السيارات القديمة، واحدة من أكثر الهوايات تكلفة في العالم، وهي هواية تكاد تتحول لدى المعجبين بها إلى هوس يشبه هوس جامعي التحف النادرة، لاسيما أن الكثيرين من أصحاب هذه الهواية يعتبرون أنفسهم جامعي تحف، لكن التحف هنا سيارات حقيقية، وهي هواية مكلفة، ليس فقط على الصعيد المادي، وإنما على صعيد الوقت والجهد. الكثير من الهواة توارثوا هذه الهواية من الآباء، فهي لا تعرف عمراً زمنياً يختص بالشغوفين بها، وبشكل خاص في بلد كلبنان، تجد مقتني السيارات من هذا النوع من مختلف الأعمار، لكنهم قطعاً ليسوا الاّ من شريحة اجتماعية واحدة، تمكنهم من متابعة شغفهم الذي يتطلب دخلاً عالياً، وهم في الغالب يهدون سياراتهم إلى الحد الذي يمنعهم من مجرد التفكير في بيعها او التخلي عنها. وقد يصل الأمر بالبعض إلى الاحتفاظ بها داخل «الكاراجات»، بعيداً عن أعين من لا يقدّرون مثل هذه التحف النادرة، ومحاطة بكل سبل العناية والتكريم. السينما وسباق السيارات يقول أحد هواة اقتناء السيارات القديمة: «بدأت هوايتي منذ الصغر، من خلال مشاهدة الأفلام السينمائية القديمة المتعلقة بسباق السيارات واقتنائها، حيث بهرتني تصاميمها، ليتنامى شغفي بها مع مرور الزمن، فبدأت أجمع المعلومات عن السيارات القديمة وصناعتها وتاريخها وقطع غيارها، فاقتنيت عدة سيارات كلاسيكية، منهم سيارتين من طراز كاديلاك، يعود تاريخ الأولى إلى عام 1937، والثانية إلى العام 1951، وهذا النوع لم يصنع منه سوى (4 آلاف سيارة) فقط، تبقّى منها حالياً 200 سيارة في العالم كله». ويضيف:»التشكيلة الباقية من السيارات تضم مجموعة من نوعية امبالا شفر 1964، وهذه السيارات كانت مشهورة وتشترك في المسابقات العالمية والمحلية، مع العلم بأنني أضفت تعديلات مهمة عليها لناحية تحديثها وصيانتها وإظهارها بشكل جديد يختلف عن مظهرها السابق». أما عن كيفية الحصول على هذه السيارات، فيقول:»سيارات أوائل الخمسينات، أغلى سعراً وأكثر ندرة، بسبب ارتفاع الحديد آنذاك، نتيجة التأثيرات الاقتصادية من جراء الحرب العالمية الثانية. وتعتبر الولايات المتحدة السوق الأكبر لهواة جمع السيارات القديمة، على اعتبار إنها أهم الدول المصنعة لهذا النوع من السيارات، الزمر الذي جعل الكثير من المسابقات العالمية الخاصة بأصحاب هذه الهواية وتجمعاتهم تقام فيها، الى جانب توفر قطع الغيار الملائمة للموديلات القديمة. تاريخ السيارة يحدد سعرها، وإذا ارتبطت بأحداث تاريخية، واستعملت بمشاهد سينمائية، ارتفع السعر، والمثال ان السيارات من طراز فورد جالكسي زاد الطلب عليها بعد حادثة اغتيال الرئيس كينيدي عندما كان يستقل إحداها. وتقييم سعر السيارة يعتمد على عمرها ومتانتها، واحتفاظها بصلابة تصنيعها، وتسلسل أرقام قطع غيارها التي تؤكد أصالتها كونها لم يطلها أي تغيير». أفضل «المرسيدس» اشتهر المهندس عاصم سلام نقيب المهندسين السابق بهذه الهواية بل بإدمانه على جمع السيارات القديمة، يقول: «أهوى السيارات عموماً وليس القديمة فقط، وفي شبابي كنت اقتني السيارات الفريدة من نوعها، سواء من حيث المحرك أو التصميم، وقد تكون هذه الهواية ناتجة عن تخصصي في الهندسة المعمارية، حيث ارتبط التصميم الهندسي الجمالي بالسيارات، وباعتقادي أن السيارة هي إحدى عناصر الفن الحديث، لذلك تجمعها مع الهندسة قواسم مشتركة». وحول عدد السيارات القديمة التي تقنيها، يبين:»أملك ثلاث سيارات «مرسيدس» تعود لما قبل 1965، وأنا لا أقتني أي سيارة صنعت بعد هذا العام، وأفضل أنماط «المرسيدس»، بالنسبة لي الـ(coupe) أي المكشوفة ببابين، وهي ذات قيمة أكثر، لان تصميم هيكل يعتمد على بابين أصعب من الهيكل ذي الاربعة أبواب، ووجوده اندر. وسياراتي من طراز (280 اس دي) و(250 أس أل)، وآخر سيارة اشتريتها منذ 15 سنة». ويضيف:»في الماضي كنت أمتلك سيارات بريطانية كالجاكوار والروفر، لكنني عدلت نحو الـ»مرسيدس» لسببين: أولاً لأنني أتعامل مع سيارات قديمة، فقطعها نادرة جداً، وبالتالي كنت أجهد لإيجاد قطعة عندما تتعطل أي واحدة. فقدرة السيارات الألمانية على التحمل أقوى من غيرها، وركزت على الـ»مارسيدس» لأنها أول من أنتج سيارة في العالم، ومن الناحية التقنية هي أقوى من أي سيارة، لاسيما الموديلات القديمة، وهيكلها جميل ثم أن لهذا النوع متحفاً للقطع القديمة، مما يجعل الحصول على أي قطعة مسألة سهلة للغاية». ويضيف سلام:«تعجبني سيارات الـ»اوستن مارتن»، والـ«بانتلي» القديمة، لكن في لبنان يجب إيجاد من يصلحها بحال طرأ عليها أي عطل. أما الـ«مارسيدس» فلا مشكلة من هذه الناحية، فلو كنت أقيم في لبنان، لما ترددت في اقتناء الـ«اوستن مارتن» والـ«بانتلي»
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©