طبيعي 100%

طبيعي 100% عبارة منحوتة في أذهاننا منذ عشرات السنين، نتعامل معها دون أي تأمل، مثلها مثل الكثير من العبارات التي لا نلقي لها بالاً، اتباعا للقاعدة العربية الشهيرة (كله محصل بعضه). طبيعي أن لا تجد عربياً يحترم خطوط المشاة على الطريق، طبيعي ألا تجد من يحترم المواقف المخصصة للمعاقين، طبيعي أن نربي أبناءنا بطريقة خاطئة ونلخبط عليهم طفولتهم، ونشوه أيام مراهقتهم، طبيعي أن نهدر أوقاتنا في (التسدح) بالاستراحات والمقاهي مع اصدقائنا، بينما لا نجد وقتاً للذهاب بأحد اطفالنا للمستشفى لتطعيمه ضد الحصبة التي لا ينفع معها أي تأخير، طبيعي أن نظل حتى كتابة هذا المقال (ابن خالة الخبر) نفاخر بأجدادنا، ونراهم فوق الجميع، والأمم تمر أمامنا ونحن نتعارك على أهمية جد فلان أو علان..(جدي أحسن من جدود القبايل الثانية)، (لا..جدي هو الأحسن، والدليل أنَّه كان يركب الحصان على سرعة 120 كيلو متراً في الساعة، وبنفس الوقت يخليه يمشي على كفرتين) أي (تايرين أو دولابين). طبيعي أن لا تتمكن الأمة العربية من اختراع واحد يسترنا أمام الأمم الأخرى، بينما من الطبيعي أن نرى أننا نتسيد التقدم على كل الأمم الأخرى دون خجل، من الطبيعي أن يستقبلكم تجار(أكثر) بلادكم بنار غلاء الأسعار مع قدوم رمضان الكريم، لأن أكثرهم يرونكم كما يرى الفأر قطعة الجبن في مسلسل كرتوني لا ينتهي، ومن الطبيعي أن لا يموت فأر المسلسل الكرتوني حتى لو قتلته الآف المرات، طبيعي أن تجد كويتياً (مثل حالاتي) يكتب عن هموم لا دخل لها بمجتمعه، وكأن الهدف من مقالته نشر صورة له تبين وسامته وخدوده الموردة (مش مثل حالاتي طبعاً). طبيعي أن يسجن مواطن عربي في أي مكان عربي، فقط لأنَّ المسؤول يرى بأنه لا يستطيع (هضمه)، (يقبرني المواطن العربي شو ..مهضوم)! المحزن أنَّ الشي الغير طبيعي 100% في الأوطان العربية، هو كل ما كتب عليه طبيعي 100%! هاني الشحيتان