الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ألعاب سياسية

16 يونيو 2008 02:11
دفع الإعلان الأخير بأن محادثات غير مباشرة تجري بين إسرائيل وسوريا في تركيا، الكثيرين لأن يطرحوا سؤال ''هل لأميركا دور في أنقرة؟'' فيما كانت هذه الجولة من المحادثات تمثل ما هو أكثر من مجرد ألعاب سياسية، إذا أخذنا بالاعتبار بأن رئيس وزراء إسرائيل يواجه تحقيقات معمقة بتهمة الفساد وأصوات أعلى تطالبه بالتنحي، وفي ضوء المفاوضات المتعثرة مع الفلسطينيين، يفترض الكثير من الفلسطينيين أنه يستخدم غطاء محادثات السلام مع سوريا لتحويل الانتباه عن التحديات السياسية التي تواجهه· إلا أن التصريحات الرسمية غير العادية في ''تل أبيت'' و''دمشق'' أفادت بأنه قد تم التوصل إلى اتفاق حول عدد من القضايا الجوهرية يؤكد على أن الأمر يتعدى الألعاب السياسية، لكن ما بقي أن نراه، وله الأهمية القصوى في إتمام الصفقة، هو ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدخل كمشاركة؟ لدى الزعماء الإسرائيليين تاريخ في التصرف بشجاعة تحت القصف السياسي، فبينما تبشر المشاكل السياسية على الجانب الإسرائيلي بتحركات نحو السلام، تفرض المشاكل الاقتصادية على الجانب السوري ضغوطات على الرئيس بشار الأسد لإجراء تغييرات في الوضع الراهن، في هذه الأجواء، ليس من الغريب أن تقوم الحكومتان الإسرائيلية والسورية بفحص الأوضاع، ولكن وبينما سارت المحادثات قدماً بقيت الولايات المتحدة -كمكون رئيسي- مفقودة·جرى التوقع، حتى فترة وجيزة، بأن تعمل الولايات المتحدة كوسيط في محادثات السلام بين إسرائيل وجيرانها، أثناء فترة ''بيل كلينتون'' الرئاسية قام المسؤولون الأميركيون برحلات مكوكية بين دمشق والقدس للإشراف على المفاوضات بين الجانبين، ولكن اليوم، ليس للولايات المتحدة اهتمام مشترك مع إسرائيل في إبعاد سوريا عن إيران وإيقاف تدفق الأسلحة إلى حزب الله فحسب، وإنما لها اهتماماتها الخاصة فيما يتعلق بلبنان، وهي ضمان بقائها مستقلة عن سوريا، وهو أمر لا يهم إسرائيل· أوضحت وزيرة الخارجية الأميركية في التعليق على احتمالات محادثات إسرائيلية سورية أن الولايات المتحدة ''لا ترغب في الوقوف عائقاً أمام أية محاولة لتحقيق السلام''، ولكنها أضافت أنه ''يتوجب على سوريا أولاً أن تظهر رغبة في السلام في الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بلبنان''، يشكل دور سوريا في لبنان، بما فيه الادعاءات بأنها قامت باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري عام ،2005 هجمة مباشرة على واحدة من أولويات الرئيس ''بوش'' في المنطقة، ألا وهي تشجيع الديمقراطية· في الوقت نفسه اختلفت الأمور على الجانب السوري، الذي لم تعد اهتماماته الرئيسية في المحادثات مع إسرائيل تنصب على عودة مرتفعات الجولان، ورغم أن هذه تعتبر متطلبات أساسية إلا أنها ليست حافزاً كافياً للتوصل إلى اتفاق، فسوريا تكافح مع اقتصاد يعاني من الجمود، تضيف إلى أعبائه كلفة الطاقة التي ما فتئت ترتفع، وأعداد اللاجئين العراقيين الذين يشكلون ضغوطاً على البنية الأساسية للدولة· ويتوقع بعض المحللين أن تواجه الدولة ''يوم حساب'' عندما لا يعود بإمكان الاقتصاد التعامل مع النمو السكاني والاحتياجات المحلية، لذا تسعى سوريا إلى أية علاقات مالية أو دبلوماسية تستطيع تحقيقها مع الولايات المتحدة· السؤال المطروح أمام جولة المحادثات الحالية، هو ما إذا كانت الولايات المتحدة ستشارك ليس كوسيط وإنما كطرف مشارك، حتى الآن، لم يعرب البيت الأبيض، رغم علمه بالاجتماعات واللقاءات، عن رغبة بالانضمام إليها، ولذا، ورغم إمكانية تحقيق تقدم بين إسرائيل وسوريا تحت إشراف تركيا، سوف تكون هناك حلقة مفقودة في عملية السلام، ولكن ذلك قد لا يطول، حتى لو لم تشارك الإدارة الأميركية الحالية، فباستطاعة تركيا رعاية المحادثات حتى مرحلة تستطيع فيها الإدارة الأميركية الجديدة إنهاء الصفقة· آرييل كاستنر باحث في مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط بمعهد بروكنجز في واشنطن العاصمة ينشر بترتيب خاص مع خدمة كومن جراوند الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©