الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إماراتي وافتخر

12 أغسطس 2009 01:03
تقودك رجلاك المنهكة إلى أحد المطاعم المتواجدة في المركز التجاري، لتشبع بطنك الذي هلك من الجوع بعد اللف والدوران لشراء احتياجات المنزل ورمضان والعيد.. وعند وصولك تتطلع إلى المأكولات المعروضة بنصف عين، ثم تأخذ نفساً عميقاً و«ترطن» (أي تتحدث) بالإنجليزية ظناً منك أن البائع لا يعرف العربية، «وتتحرطم» (تتذمر) مع نفسك: (لم لا يضعون بائعين عرب، بما أننا في الإمارات ليسهل لنا التعامل معهم.. هل يجب علينا أن نتقن لغتهم وهم لا يتقنون لغتنا)، بعدها يجيبك البائع (أخوي الحساب كذا....). تبلع ريقك محاولاً التركيز على لهجته (اللهجة وليس اللغة) فأنت واثق بأنها اللغة العربية، ولكن اللهجة غير بعيدة عنك.. إنها اللهجة الإماراتية.. والبائع الموجود أمامك إماراتي 100%، فجأة يختفي التعب وتعلو وجهك ابتسامة ممزوجة بالاستغراب.. وتبدأ بعدها التحقيق الداخلي معه.. كيف تعمل هنا؟ ولماذا؟ أليس عندك شهادة؟ والله زين شبابنا يشتغلون في هالمهن، الله يزيد من أمثالك. لله الحمد أصبح شبابنا واعياً وقادراً على تحمل المسؤولية في كل المهن، ولم يعد يخجل من وقوفه في مركز الاستعلامات أو وراء طاولة المطعم، أو حتى تحت السيارة، لعلمه أن العمل شريف مهما كانت بساطته.. وهناك من ترك الوظيفة الحكومية ليلاحق أحلامه بالدخول إلى عالم المشاريع والأعمال، وإنشاء مطعم خاص يكون فيه المدير والبائع في نفس الوقت. والدولة لم تقصر أبدا بأمثاله، إذ أن هناك دعماً لا محدود من صندوق خليفة لدعم المشروعات الصغيرة، ومؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب لأي فكرة جديدة تطرح في السوق، كما أن هناك العديد من الجهود التي تدعمهم وتستغل قدراتهم بما يعود بالخير لأنفسهم وللمجتمع. وبصراحة لا يكفينا أبداً أن يكون التوطين في الوظائف الحكومية ذات المكاتب المكيفة والباردة، بل نتمنى أن يتحرك الشباب ليوطنوا بعض المهن بأنفسهم، ولا يخجلوا من النظرات المحدقة فيهم لوجودهم بالمكان.. فهي نظرات الإعجاب قبل التهكم.. ونظرات الفخر قبل العتاب. أفراح جاسم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©