سامي عبدالرؤوف (دبي)
أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن مبادرة إنسانية طبية، تتمثل في توفير العلاج من داء الروماتويدي لـ 300 مريض من المقيمين، سنوياً، لمدة 3 سنوات، بإجمالي 900 مريض، حيث يمنح المريض 13 حقنة في العام قيمة الحقنة الواحدة ألف دولار، ما يعني أن التكلفة الإجمالية لعلاج المريض الواحد تصل إلى 39 ألف دولار خلال السنوات الثلاث من العلاج.
وتتعاون في تنفذ هذه المبادرة، التي تعد الأولى على مستوى الدولة لعلاج مثل هؤلاء المرضى، مع 4 جمعيات خيرية: هيئة الهلال الأحمر، دار البر، دبي الخيرية، الشارقة الخيرية، وشركة «نيوبريدج فريزون» وشركة «أكسيوس الخليج».
وأوضحت الوزارة، أن المستفيدين من المبادرة، لابد أن يكونوا من هؤلاء المرضى غير قادرين مادياً على تحمل تكلفة العلاج، والذين ليس لديهم تأمين صحي أساسي لا يغطى هذا العلاج، بحيث تقوم الجمعيات الخيرية المشاركة بالمبادرة ببحث الحالة والتأكد من انطباق الشروط عليها، مشيرة إلى أنه يوجد لديها حالياً مجموعة من الحالات التي تحتاج إلى توفير العلاج لها، وسيتم البدء في الإجراءات مباشرة.
وأكدت الوزارة، أن الحالات المستفيدة من هذه المبادرة، ستمنح فترة العلاج كاملة لمدة 3 سنوات، حيث يعتبر عدم اكتمال فترة العلاج أحد أهم الإشكاليات التي تواجه المصابين بهذا المرض وتودي إلى عدم الشفاء، مشيراً إلى أن هذه المبادرة، هي نوع من الشراكة بين القطاع الحكومي، ممثلاً في وزارة الصحة، والقطاع الصحي الخاص في توفير العلاج للحالات الإنسانية، باعتبار أن الحصول على العلاج من الأهداف المهمة التي تسعى الوزارة إلى تحقيقها.
وقال الدكتور أمين الأميري، وكيل الوزارة المساعد بقطاع سياسة الصحة العامة والتراخيص، في مؤتمر صحفي عقد أمس في ديوان الوزارة بدبي للإعلان عن توقيع مذكرة تفاهم مع الشركتين المشاركتين في المبادرة: «يوجد حالياً حالات لمرضى مقيمين محتاجين للمساعدة، لذلك اتخذنا هذه الخطوة، وتقوم الوزارة بتسهيل تطبيق البرنامج ونشر المبادرة، وسيتم تأهيل مرضى الروماتويدي لدواء السيمزيا وفق خطة علاجية.
وأضاف: تهدف المبادرة إلى إسعاد فئة معينة من المرضى يحتاجون لمن يقف معهم، وتأتي ضمن استراتيجية الوزارة في إطار مفهوم السعادة العلاجية بنظام رعاية صحية مستدام يستقرئ أفضل الحلول العلاجية للمرضى، لاسيما المصابين بالداء الروماتويدي، من خلال توفير اقتصاد دوائي يرسخ جهود الحكومة الرشيدة في مجال العلاجات الدوائية المبتكرة والمأمونة.
جدير بالذكر أن الروماتويدي مرض مزمن، من الأمراض الانضدادية التي تؤدي بالجهاز المناعي لمهاجمة المفاصل، مسببة التهابات وتدميراً لها. ومن الممكن أيضاً أن يدمر جهاز المناعة أعضاء أخرى في الجسم مثل الرئتين والجلد. وفي بعض الحالات، يسبب المرض الإعاقة، التي تؤدي إلى فقدان القدرة على الحركة والإنتاجية.
ويتم تشخيص المرض بوساطة تحاليل دم مخبرية مثل تحليل العامل الرثياني(بالإنجليزية: rheumatoid factor) والأشعة المقطعية. ويتم التشخيص والمعالجة الطويلة للمرض بوساطة أخصائي طب الأمراض المفصلية، وهو المختص في علاج أمراض المفاصل والأنسجة المحيطة بها.
وأكد الأميري أن توقيع مذكرة التفاهم مع شركتي نيوبريدج وإكسيوس الخليج، مبادرة إنسانية وطبية تأتي تنفيذاً لاستراتيجية وزارة الصحة ووقاية المجتمع للارتقاء بالخدمات الصحية والبحث العلمي، وفق أفضل الممارسات العالمية وتعزيز الشراكات العالمية وتقديم مشاريع مبتكرة مع مؤسسات رائدة في مجال الخدمات الصحية.
وأشار أن الجمعيات الخيرية المشاركة في المبادرة، ستتولى القيام بعمليات البحث الاجتماعي للحالات المتقدمة والتحقق من انطباق الشروط عليها، فلابد أن يكون المرضى من المستحقين طبياً ومالياً للمبادرة، فالاستحقاق الطبي هو أن يكون المريض بداء الروماتويدي مؤهلاً لدواء السيمزيا «Certolizumab pegol»، والاستحقاق المالي يتم بعد دراسة الحالة الاجتماعية والمادية لكل مريض، من خلال متابعة المرضى بعد توفير العلاج لهم لاستكمال خطة علاجهم حسب توصيات الطبيب المعالج، وذلك بتوجيه جهود كل شركاء البرنامج بما يصب بمصلحة المريض في مكافحة مرضه المزمن.
ولفت الأميري إلى مسؤولية الوزارة، ضمن مذكرة التفاهم، بمراجعة سير عمل البرنامج والمواد المطبوعة لأغراض البرنامج وإعطاء الموافقة عليها طبقاً للقوانين المعمول بها بعد العمل على تنفيذ التوصيات والتوجيهات، وتسهيل تطبيق البرنامج على مستوى الدولة، وإعلام جميع المرافق عن البرنامج وتشجيعهم على استخدام المبادرة بما فيه فائدة للمرضى، ونشر هذه المبادرة لكل الأطراف والجهات المعنية.
من جهته، أشار الدكتور جوزيف حنين، الرئيس التنفيذي في شركة نيوبريدج، إلى أن الشراكة مع وزارة الصحة، تعكس مسؤولية مجتمعية لتوفير دواء السيمزيا لمرضى الداء الروماتويدي، مما يدعم جهود وزارة الصحة ووقاية لمجتمع كمقدم خدمات رعاية صحية ذات نوعية لمكافحة الأمراض وإطلاق تسهيل تعايشهم مع المرض.
وأكد حنين مسؤولية نيوبريدج لتوفير دواء سيمزيا «Certolizumb pegol» لكامل مدة العلاج خلال الفترة الزمنية المحددة لتنفيذ المبادرة لعدد من المرضى الذين تم تشخيص المرض لديهم والمستحقين للعلاج بعد تقييم حالتهم المادية وضمان أهليتهم للبرنامج.
من ناحيته، أكد الدكتور أنس السفاريني، مدير العمليات الإقليمي في شركة أكسيوس الخليج، دعم جهود وزارة الصحة ووقاية المجتمع من خلال التنسيق مع الجمعيات الخيرية والجمعيات غير الحكومية المعترف بها بالدولة، وتقييم الحالة المادية والاجتماعية للمرضى لضمان أهليتهم للبرنامج واستحقاقهم للدواء وتحديد خطة دعم العلاج بالنسبة لكل مريض مستحق على حدة، وتقديم تقارير شهرية تتعلق بتنفيذ خطة العلاج لكل المرضى.
عدد اليوم
