الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانتخابات المحلية السريلانكية... وبقايا «نمور التاميل»

الانتخابات المحلية السريلانكية... وبقايا «نمور التاميل»
12 أغسطس 2009 01:23
شهدت الانتخابات المحلية التي نظمتها سريلانكا نهاية الأسبوع الماضي فوزاً لافتاً لأحد الأحزاب السياسية المؤيدة لمتمردي «نمور التاميل» في مؤشر واضح على استمرار توقهم إلى شكل من أشكال الحكم الذاتي، وذلك رغم الهزيمة التي تعرض لها المتمردون في الفترة الأخيرة وبسط الحكومة لسيطرتها على المناطق الشمالية. وتعد الانتخابات التي نظمت يوم السبت الماضي الأولى من نوعها التي تشهدها المناطق الشمالية للجزيرة منذ أكثر من أحد عشر عاماً كانت خلالها حركة «تحرير نمور التاميل»، التي قاتلت الحكومة من أجل وطن مستقل لأقلية «التاميل» منذ عام 1983 الحاكم الفعلي للجزء الشمالي من سريلانكا حتى شهر مايو الماضي عندما سيطرت الحكومة على المناطق المتمردة وأنهت الحرب. وتبارى في الانتخابات الأخيرة ممثلون عن أحزاب سياسية لدخول مجلسين في المناطق الشمالية التي يقطنها «التاميل»، وكانت في السابق خاضعة لسيطرة المتمردين، حيث فاز في أحد المجلسين «التحالف الوطني للتاميل» الموالي للمقاتلين بعدما حصل على خمسة مقاعد من أصل 11 مقعداً يتشكل منها المجلس، فيما حصد «تحالف حرية الشعب الموحد» الموالي للحكومة أغلبية المقاعد في مجلس مدينة «جافنا» بواقع 13 من أصل 23 صوتاً، وإن كان «التحالف الوطني للتاميل»، جاء في المرتبة الثانية بفارق بسيط. وكان يُتوقع من الحزب الموالي للحكومة أن يحرز تقدماً أكبر في الانتخابات التي شهدتها المناطق الشمالية بالنظر إلى الوعود الحكومية بتنفيذ مشاريع تنموية مهمة تخرج مناطق «التاميل» من حالة التردي التي تعيشها بسبب حروب السنوات الماضية. وعن هذه الانتخابات، يقول «جيهان بريرا»، المدير التنفيذي لمنظمة «السلام الوطني في سريلانكا» غير الحكومية: «لقد كان التصويت في الانتخابات الأخيرة مؤشراً واضحاً على تمسك التاميل بحق الحكم الذاتي، وهي أيضاً مؤشر على التحديات التي تنتظر الحكومة في المرحلة القادمة». ومع أن «نمور التاميل» عملوا طيلة السنوات الماضية على ترويع أغلبية السكان «التاميل» في الشمال بحجة تحقيق هدف الاستقلال وإقامة وطن يجمعهم، إلا أن الحزب الموالي لهم مازال يحظى بتأييد الأهالي الذين عانوا عقوداً من التمييز على يد الأغلبية السنهالية، وهو ما يفرض حسب العديد من المراقبين للوضع في سريلانكا ضرورة التفكير في صيغة تمنح «التاميل» حرية إدارة شؤونهم في إطار حكم ذاتي. وقد عُقدت الانتخابات أيضاً في محافظة «أوفا» بجنوب البلاد، حيث حقق الحزب الموالي للحكومة فوزاً سهلاً في إشارة واضحة إلى تأييد الأغلبية السنهالية للحرب التي خاضتها الحكومة على «التاميل»، لا سيما بعد النجاحات الأخيرة وتشتيت صفوف المتمردين بعد هزيمتهم النهائية. والأكثر من ذلك، جاء الاعتقال الأخير للقائد الجديد لنمور «التاميل» ليعزز من شعبية الرئيس، فقد اعتُقل «سيلفارسا باتمنتان» يوم الأربعاء الماضي في أحد بلدان جنوب شرق آسيا ورُحّل إلى سريلانكا للتحقيق معه ليتبين أن الرجل كان يسعى إلى إعادة بناء حركة التمرد ورص صفوفها في الخارج بعد مقتل رئيسها خلال المعارك التي أنهت الحرب. وحسب مسؤولي الانتخابات، كانت المشاركة ضعيفة في المناطق الشمالية، بحيث لم تتجاوز 50 % في مدينة «فايونيا» و20% بمدينة «جافنا»، بل إنه في هذه الأخيرة لم تُوزع سوى نصف البطاقات الانتخابية بسبب مغادرة الأهالي للمنطقة، أو سقوطهم في المواجهات الأخيرة. ويرى العديد من المراقبين أن الانتخابات نظمت على نحو مستعجل، لا سيما أنها جاءت مباشرة بعد انتهاء الحرب ولم يُتح للناس فرصة التصويت واختبار الديمقراطية. ولا شك في أن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً قبل عودة الشمال إلى وضعه الطبيعي في ظل الأعداد الكبيرة من التاميل - يصل عددهم، حسب الإحصاءات، إلى 300 ألف شخص - الذين مازالت تحتجزهم الحكومة في معسكرات كبيرة بالمناطق الشمالية، ولا يمكن للقاطنين فيها المغادرة دون إذن. المراقبون نفوا وجود تقارير تشير إلى اندلاع أعمال عنف أثناء الانتخابات، أو تعرضها للتزوير، وهو ما يعني حسب البعض أن الأحزاب السياسية التاميلية فهمت أن السكان في المناطق الشمالية اكتفوا من الصراعات والحروب ويريدون العيش بسلام. ميان ريدج - نيودلهي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©