الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قبل أن يطيح الفأس بالرأس!

16 يونيو 2008 02:35
جلست مرة في أحد مجالس الشباب، وكنا نتحدث عن الزواج والمهر وخلافه، وكان هناك شخص من (الشواب القدامى) انبرى وقال بالحرف الواحد: ''شباب أنا عرسي الأسبوع الجاي ترى معزومين'' فاستغربت من ذلك وقلت له: في هذه السن، وتفكر في الزواج، الله يهيدك (يا بوي)· وحاولت قدر الإمكان أن أحدثه عن السلبيات خاصة انه سيرتبط ببنت في سن أحفاده وليس بناته فقط· لكنه قال: ''الآن طاح الفأس بالرأس حيث اتفقت مع أهلها على موعد الزواج فكيف ارجع عنه''· من هنا أوضح لكل ''الشواب'' أن مسألة استقرار الزواج يتأثر بعمر الزوجين ومدى السنوات الفاصلة بينهما، فإذا كان الفاصل عشرين عاما أو أكثر، فإن العقليتين تختلفان خاصة المستوى الفكري لكل منهما· وما حديثي هذا إلا عن ''الشواب'' وليس الشباب الذين بقوا عوانس إلى سن الأربعين، فهؤلاء أوضاعهم تختلف عن سابقيهم، حيث صعوبة الظروف الاقتصادية التي يعاني منها معظم المجتمعات العربية مع تضاؤل فرص العمل وتدني مستوى الدخل قياساً إلى تكاليف المعيشة، مما يؤدي إلى تأخر عمر الزواج للرجل بشكل عام، لا سيما إذا تابع تحصيله العلمي حتى النهاية، ثم بدأ مسيرته المهنية ورسخها ليفكر بعد ذلك في اختيار شريكة حياته، الأمر الذي يجعل متوسط سن الزواج متراوحاً بين الثلاثين والخامسة والثلاثين بأدنى حد· لكن زواج هؤلاء العجزة، ومع احترامي الشديد لهم، في سن السبعين والثمانين بفتاة تصغرهم خمسين سنة أو يزيد، يخلف وراءه سلبيات عديدة منها، عدم التوافق بين الطرفين، الشك والغيرة العمياء خاصة من الرجل، بالإضافة إلى مرض العجوز ووفاته خاصة إذا خلف وراءه أطفالا يكونون بأمس الحاجة لمن يساعدهم على ظروف الحياة·· فنصيحتي لهم أن يعملوا لآخرتهم بدلا أن يتركوا خلفهم أطفالا أبرياء صغارا لا حول لهم ولا قوة· خالد عبدالله
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©