الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«العنابي» إلى أين

«العنابي» إلى أين
15 مارس 2015 22:45
محمد سيد أحمد (أبوظبي) تواصلت معاناة فريق الوحدة في دوري الخليج العربي، واستمر أداؤه المهزوز للمباراة الثالثة على التوالي، لتكون خسارته أمام الوصل محصلة منطقية للعنابي الذي ما زال يبحث عن نفسه منذ تسلم المدرب السعودي سامي الجابر قيادة الجهاز الفني للفريق، ويفتح هذا الوضع الباب أمام تساؤلات عديدة عن الأسباب التي قادت إلى هذا الواقع في فريق كان يمتع بمن حضر في سنوات خلت، ويعتبر من أميز فرق الدوري حتى وإن لم يحقق البطولات، والسؤال الأهم الآن هو الوحدة إلى أين؟ وكيف سيكون الحال فيما تبقى من الموسم؟! ومن المنصف القول إن المدرب سامي الجابر لا يتحمل مسؤولية كبيرة في الحالة التي وصل إليها الفريق، لكنه ليس معفياً تماماً، خاصة في النهج التكتيكي الذي تعامل به في المباراة الأخيرة، وافتقاده للواقعية في التوظيف أو الطريقة خاصة في الشوط الأول، وكان حالة النقص الحادة في العناصر الأساسية بالفريق، سواء للإصابة أو الإيقاف تستدعي الاعتماد على 3 محاور والتركيز على الدفاع بشكل أكبر واختيار العناصر التي تجيد هذه الأدوار والدفع بلاعب خبرة بين رباعي الدفاع الذي كان من العناصر الشابة. وبالتأكيد أن الظروف التي مرت بالفريق في الفترة الأخيرة من نقص حاد في العناصر المؤثرة، فضلاً عن انخفاض مستوى البعض لظروف إجبارية لعبت دوراً فيما يحدث حالياً، لكن الأسباب الرئيسية منها ما هو موجود منذ سنوات ليست بالقليلة، والآخر بسبب التغيير الفني الذي حدث بإقالة المدرب البرتغالي خوسيه بيسيرو، وهو قرار لم يكن موفقا في توقيته، خاصة في ظل التحول الكبير الذي أحدثه بيسيرو مع الوحدة بعد تسلمه للمهمة والتغيير الفني أحدث حالة من الإرباك لتأتي الظروف الأخرى، وتقود إلى ما يحدث الآن. ومع المردود الواضح لبيسيرو خلال فترة عمله مع الوحدة، كان يعاب عليه عدم تحضير عدد من اللاعبين الشباب أصحاب المستويات المتميزة، مثل خالد باوزير، ومحمد العكبري، وأحمد العكبري ومنصور عبد الله وعمر فوزي، وسلطان سيف، وأغلبهم لاعبي منتخبات سنية وحتى الفرصة التي منحها للواعد أحمد راشد كان مضطراً لها. لكن أساس المشكلة بدأت بعد موسم 2010 ـ2011، عندما بدأ الوحدة في التخلص من عناصر الخبرة في الفريق، ويجرى عملية إبدال كبيرة كان نتيجتها خروج لاعبين بحجم حيدر آلو علي وعبد الرحيم جمعة، وفهد مسعود، ثم رحيل بشير سعيد، ثم يستمر مسلسل الهجرة بعد ذلك من الجيل الثاني في الفريق ليكون الوحدة أكبر الأندية تقديما للنجوم للمنافسين، فيما ليضطر للاستقطاب من خارج أسواره لاعبين أقل من الذين فقدهم. ومن المفارقات أن من أفضل نجوم الدوري في المرحلتين الأخيرتين من المسابقة لاعبن سابقون للواحدة مثلاً بشير سعيد ويعقوب الحوسني (الجزيرة)، وحيدر آلو علي قائد الوحدة السابق (الإمارات) محمود خميس (النصر) إبراهيم مفتاح (الفجيرة)، وعبد الرحيم وعبد السلام جمعة (مع الظفرة) والقائمة تطولن علما أن هؤلاء اللاعبين رغم كبر سن البعض منهم إلا أنهم يمتازون بثبات المستوى والأدوار المؤثرة مع الأندية التي يلعبون في صفوفها، وهو ما يكشف الأخطاء المتكررة في عملية الاستغناء التي قام بها الوحدة في السنوات الخمس الأخيرة، ليفقد الخبرة المؤثرة وقد عانى من ذلك وما زال. ومع كل هذا، فإن الفريق حالياً يعاني في جانب آخر ومهم، وهو تراجع مستوى بعض اللاعبين، ومنهم الأجانب، مثل الأرجنتيني داميان دياز الذي تراجع كثيراً، ويلعب بدون تركيز بجانب احتجاجاته المتكررة، والتي تسببت في نيله لإنذارات بدون جدوى، بجانب عادل هرماش الذي قل مستواه كثيراً، ويصاحب ذلك الإصابات المتكررة لعدد من اللاعبين، أبرزهم حمدان الكمالي أحد أعمدة الفريق الذي لم يخض سوى 6 مباريات تقريبا هذا الموسم. ويؤكد أحمد الرميثي رئيس شركة الوحدة لكرة القدم، أن تغيير الفني بغض النظر عن تداعياته جاء لأسباب كثيرة، أهمها عدم التزام المدرب بالاتفاق على منح فرصة أكبر للاعبين الشباب في الفريق، والدفع بهم تدريجيا، خصوصاً في مباريات كأس الخليج العربي حتى يتم تجهيزيهم لمواجهة مثل الظروف الحالية التي يعيشها الفريق، لكنه تجاهل هذا الاتفاق في فترة التوقف الأولى للدوري وفي الثانية، بجانب أن طريقة تعاطيه مع الإدارة اختلفت، وقال الرميثي: «هذا أوجد حالة من عدم الثقة بين الطرفين، ليكون قرار الإدارة العليا بالتغيير، ونحن نتحمل كل التبعات، فقد كان تركيز بيسيرو على المنافسة فقط، ولذلك أهمل أشياء أخرى، وهذا لا يمنع أنه حقق مكاسب عديدة مع الفريق منذ قدومه، وبعد أن خلفه سامي الجابر على رأس الجهاز الفني لو تحققت النتائج إيجابية، لما كان هناك حديث عن قرار الاستغناء عن بيسيرو، خاصة من أصحاب الأجندات الخاصة، ونحن نتحمل تباعات هذا القرار مهما كانت». وأضاف: «هناك حقيقة يجب أن تذكر، وهي أن سامي الجابر لا يتحمل مسؤولية النتائج الأخيرة والظروف التي تسلم فيها الإشراف على الفريق كانت غير مواتية، وأي مدرب غيره لو مر بهذه الظروف لواجه الصعوبات نفسها ونحن لا نلوم سامي، الذي لم يلعب أي مباراة من مبارياته الأربع مع الفريق (السد وما تلاها بالدوري) بتشكيلة واحدة، كما لا نلوم اللاعبين الذين اجتهدوا، لكننا في الوقت نفسه لسنا راضين عن أداء بعض اللاعبين الأجانب، وفي مقدمتهم داميان دياز الذي قل عطاؤه». وعن المرحلة المقبلة، قال الرميثي: «الظروف ستتحسن وستنعكس على النتائج، لأن تيجالي بدأ رحلة العودة، واقترب الموقوفون سيعودون في الفترة المقبلة، وسيكون هناك مزيد من العمل، وهدفنا الحصول على مركز متقدم في الدوري والمنافسة على كأس صاحب السمو رئيس الدولة، والفرصة ستكون متاحة بشكل أكبر للاعبين الشباب، وأي لاعب لا يحافظ على نفسه أو يجتهد ويثبت نفسه لن يدخل التشكيلة الأساسية التي ستكون للأجهز، والأكثر جدية، ولن تكون هناك مجاملة في هذا الأمر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©