الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

بالفيديو .."داعش" يقطع يد بشار في سوريا

بالفيديو .."داعش" يقطع يد بشار في سوريا
15 يونيو 2016 18:15
يغطي بشار وهو فتى عمره 16 عامًا، ساعده بضمادة بيضاء اللون، لعله يخفي فظاعة ما اقترفه تنظيم «داعش» الإرهابي بقطع يده إثر اتهامه بالسرقة في بلدة الهول السورية، قبل طرد الإرهابيين منها منذ سبعة أشهر. في منزله المتواضع في بلدة الهول في محافظة الحسكة (شمال شرق)، يستعيد بشار قاسم أسمر اللون لحظات محفورة في ذاكرته مع التنظيم المتطرف. ويقول «كنت عائدًا من زيارة لشقيقتي في مدينة الحسكة حين اوقفني عناصر التنظيم عند احد الحواجز واتهموني بسرقة هاتف خلوي». أصر بشار على رفض اتهامات التنظيم وعلى براءته، لكن شدة الضرب الذي تعرض له أرغمه على الاعتراف بجرم لم يرتكبه، على حد قوله. ونقله الإرهابيون حينها إلى مدينة الشدادي التي تبعد حوالى ثمانين كيلومترا جنوب غرب الهول، حيث بقي في السجن «حوالى أربعين يوما». وطردت قوات سوريا الديموقراطية في نوفمبر 2015 «داعش» من بلدة الهول، وفي فبراير من الشدادي التي كانت تعد معقله الأساسي في محافظة الحسكة. بعد أيام طويلة في السجن، ابلغ عناصر التنظيم بشار انه حان الوقت للعودة إلى المنزل، لكن الفتى لم يصدق ما قيل له باعتبار انه يعرف «انهم كاذبون» حسب قوله. ويروي "وضعوني في سيارة وقالوا لي بعدها إننا وصلنا إلى البيت، رفعوا الرباط عن عيني فوجدت الناس من حولي ينتظرون تنفيذ القصاص" في إحدى ساحات قرية الدشيشة في ريف الشدادي. ويتابع «حين رأيت العالم ظننت انهم سيقطعون رأسي.. حاولت الهرب لكنني لم أتمكن بسبب القيود في يدي. أجلسوني على طاولة ورفضت أن اعطيهم يدي في البداية لكنهم ضربوني، من ثم حقنوني وخدروني وقطعوا يدي، وحين استعدت وعيي وجدت نفسي في المستشفى يدي مقطوعة». ليس هذا وحده ما يزعج بشار حين استعاد هذه الحادثة، إذ يتذكر جيدا كيف أن «الناس من حولي كانت تضحك كما لو انه أمر اقل من عادي» لافتا إلى أن أحداً لم يبد اهتماما إن كان "هناك من ظلم" في القصاص الذي يتم تطبيقه. ويبث تنظيم "داعش" في المناطق الواقعة تحت سيطرته الرعب خلال الاعدامات الوحشية والعقوبات غير المسبوقة التي يطبقها على كل من يخالف أحكامه أو يعارضه، من دون تمييز بين طفل وامراة ورجل او عجوز، عدا عن تحكمه بمفاصل الحياة اليومية كافة.في بلدته الهول حيث المنازل المتواضعة والازقة الرملية، يمضي بشار وقته اليوم في التجول مع شقيقه الاصغر سنا في الاحياء الشعبية. يزور اصدقاءه ويشتري البوظة التي يحبها بعدما يئس من امكانية ايجاد عمل يمكنه من المساهمة في اعالة أسرته في غياب والده الذي ترك العائلة عندما كان طفلا في السادسة من عمره. لا يرغب بشار اليوم بمتابعة دراسته ويسأل بانفعال «نسيت المدرسة ولا اريد الذهاب إليها، كنت اكتب بيدي اليمنى، لكنهم قطعوها ولا اعرف كيف اكتب بيدي اليسرى، ماذا ساستفيد من المدرسة؟». ويضيف بتأثر بعد أن ينزع الضمادة عن ساعده «يا خسارة يدي». في إحدى غرف منزله المتواضع، يحاول بشار بالرغم من الصعوبة إصلاح عجلة دراجته الهوائية مستخدما يده اليسرى، هو الذي اعتاد على العمل ايضاً منذ الصغر. ويقول "عملت في محل للخضار وآخر للسمك والفراريج" لمساعدة أسرته "لكنني اليوم من دون يدي لست قادرا على العمل ولا على مساعدة نفسي". على بعد خطوات منه، تجلس والدته آسيا بردائها الأسود والتجاعيد ملأت وجهها. ترمق طفلها بنظرات حزن وتأثر، وتستعيد تلك اللحظات التي رفضت خلالها أن تصدق ما حصل لابنها. وتشرح "بقيت طيلة يومين أو ثلاثة أيام لا أصدق ما حصل، هل يصل بهم الأمر إلى قطع يده؟ وحين أتى ورأيت يده مقطوعة، جننت" متسائلة عما اقترفه ليستحق هذا العقاب. وليست يده التي فقدها الشاهد الوحيد على وحشية التنظيم والتي يحتفظ بها بشار بعدما أمضي أربعين يوما من الاعتقال في أحد سجون الإرهابيين الذي كان يضيق بالسجناء من رجال ونساء وحتى أطفال. ويوضح أن السجن في الشدادي كان «من ثلاث غرف، واحدة للنساء واثنتان للرجال بالإضافة إلى ساحة خارجية يسمح للسجناء بالخروج إليها لمدة نصف ساعة فقط». يتذكر بشار كيف أن "طفلين يبلغان من العمر تسعة وعشرة أعوام كانا معي في السجن بتهمة (بيع) الدخان، أخذوهما وجلدوهما أمام العالم، ثم غرموهما قبل أن يطلقوا سراحهما". وبالرغم من أن بيع الدخان كان يشكل مورد الرزق الوحيد للعديد من الأهالي، لكن هذا الموضوع يشكل خطا أحمر بالنسبة إلى تنظيم "داعش" الإرهابي. ولا يغيب عن بال بشار صراخ النساء أثناء التحقيق معهن داخل السجن، وكذلك العقاب الذي أنزله عناصر التنظيم بحق شخص من دمشق تم توقيفه وبحوزته هاتف خلوي وجدوا فيه عدد من الصور والأغاني. ويضيف «كان عقابه الذبح ووضعوا لنا شاشة على حائط السجن» لمتابعة العملية. ويتابع بشار بغضب ««يمنعونك عن التدخين أو تجارة الدخان، حتى المارتديلا والسردين والماجي، كل شيء ممنوع. يريدون من العالم أن تموت من الجوع حتى تصبح معهم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©