الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إن الفنَاءَ بهِ فيض وإفضاءُ

إن الفنَاءَ بهِ فيض وإفضاءُ
15 مارس 2012
إسراء من لي إذا الدّاءُ مِني سَرى الداءُ وهمّ بالقَلْبِ عشقٌ فيه إغواءُ أخفيتَ بي ما سرى بالغيب فانكشفتْ نوافذُ الروح لي والكشفُ إخفاءُ كأنمَّا أسطر ما خطّهَا قلمٌ فاضتْ من اللّوحِ والألواحُ خرساء حملتُ ما لَوْ بَدا للنّاس حلَّ بهم من الصبّابة أشياءٌ وأشياءُ فالعِشْقُ إن شاءَ يُخفي سرَّ نشوته والسرُّ لا ينجلي كَشْفاً لمنْ شاؤوا نَفْنَى كما النَّهرُ يفنَى في عذوبتهِ إن الفنَاءَ بهِ فيض وإفضاءُ حملتُه فارتَدَتْ روحِي مسافَتَهَاْ وغبتُ عنّيْ وما للرّوحِ مينَاءُ حلّ الهَوى في دَمي سرّاً ليقتُلني فحلَّ لي منْهُ بعدَ القَتْلِ إحياءُ يا غائبَاً قد بَدا في غيبِهِ شَغَفِيْ وفي الخَفاءِ مرايا غبَّهَا الماءُ وما بدا مِنْ هوىً منّي بلا صفَةً فاقَ الذي قَدْ بَدا والرُّوحُ عَمْيَاءُ نَزلْتُ في منْزِلِ حفَّتْهُ عَتْمتُهُ والعَتْمُ في معجَمِ الأرواحِ إبداءُ فمادَ بيْ شَغَفيْ حينَ استَوَى بَصَريْ ورُحْتُ أُبصِرُ والأشياءُ أسمَاءُ حارَتْ بِكَ الرّوحُ والأشواقُ مُنْزَلَة فَضَمَّها للرُّؤى في الليلِ إسراءُ كأننّي والمدْى حَرْف أذوبُ بِهِ والوَجْدُ مِنْ نورِه وَحْيٌ وإيماءُ أطاوِعُ الشَّوقَ يَعْمَى حينَ أُبْصِرُهُ وتنطوي في مَدارِ الرُّوحِ آلاءُ فحلَّ بي كيفَ لي والشَّوقُ بددنيْ والكونُ أشرَقَ بي والرّيحُ إصْغاءُ في القُرْب يَمْنَحُني بُعْداً يُقرِّبُنِيْ والبُعْدُ في العِشْقِ إدنَاء وإغْراءُ وردَّدتْ أَضْلُعِيْ والحالُ في وَلَهِ ما قضَّ صحوتَها والصَّمْتُ إعياءُ مُشتَاقَة فاضَت الأشواقُ مِنْ وَلَهي وفجوةُ الآهِ في الأعْماقِ ظَلماءُ وذلَّنِيْ وَلهيْ فيَمنْ ولِهْتُ بهِ “إن الأعِزّا إذا اشْتاقُوا أذِلاّءُ” وكن روحي لتفنى لأني لا أرى غَيْرِي أراكَ فأنتَ أنا وفي سِرّي مَدَاكَ حملتُ إليكَ ما أُخفي فهامَتْ مسافاتِيْ إلى أقَصَى هَوَاكَ كأنَّكَ حينَ تشربُ من دِناني تصبُّ الخمرُ في روحي لظَاكَ فأرفعُ ما ترسَّبَ في دمائيِ إلى ما قدْ تَرَسَّبَ في دِمَاكَ أنا سِرٌّ خفيٌ لا يَراني ـ لأني لا أرى غَيْري ـ سِواكَ فخذْ ما شِئْتَ من شَكّي يقيناً ومن صَمْتِيْ حياةً أو هلاكَاْ أنا في وحدَتي كالماءِ وحدي وأنتَ هناكَ في قاعي هُنَاكَ أحبكَ إنّمَا لأُحِبَّ نَفْسيِ وأبلغَ سِرَّها في مُنتَهاكَ إذا ما اللّيلُ أغرانِي بلَحْنٍ وكانَ حنينُهُ فيَّ انتهاكَا تركتُ الروحَ تَسْري في مَدَاها لأدركَها إذا القلبُ احتواكَ أنا ما كنتُ إلا كي أَرَانِيِ وأعرِفَني وإن ضَلَّتْ رُؤاكَ أمَزِّقُ عن رُؤى روحي ضَبَاباً يحُوكُ على مَسافاتي شِباكاْ لأَكْشِفَ ما تراكَمَ في ضَلاليِ وأعرِفَ ما اعتَرانِيَ واعْتَراكَ أُحِبُّكَ فلتَكُنْ مِنِّي لأَنّيِ ـ وإن جاوزتَ آفاقِي ـ صَدَاكَ بلغتُ الصَّمْتَ حينَ أردتَ قتلي وسهمُكَ كنتَ تَشْهدُ إذْ رماكَ رأيتُك والهَوى أمسَى هِلال وكنتَ الريحَ تنصبُ لي شِراكاَ ولكنّي لأني لَسْتُ غيري سأبقى في حِمَى صَمْتي ملاكَاْ وأَمضي كيْ أرى أسْبابَ كَوْني وتمْضِي دونَ حُبِّيَ في عَمَاكَ أُعَلِّمُكَ الهَوى لا كَيْ تَرانِيْ ولكِنْ كي تَرَىْ ما في حِمَاكَ أنا الرُّؤيا وأنتَ هُنَا ضَلاليِ أنا أَهْديْكَ إنْ ضَلَّتْ خُطَاكَ فكُنْ ظلّي لتبلغَ سابِحَاتيِ وكُنْ سِرّي لتَبْلُغَ مُبْتَغَاكَ وكُنْ نَفْسِيْ لتَعْرِفَني تماماَ وكُنْ روحي لتَفْنَى كي أرَاكَ أنا المعنى أنا المَعْنى حضوري في غِيابِي وكَشْفي خلفَ أسرارِ الحِجَابِ أفيضُ من الحُروفِ إذا تجلَّتْ وأختصرُ العبارةَ في الخِطابِ أُخيطُ من السَّحابِ وَشَاحَ روحي ومن روحِيْ أَفيضُ على السَّحابِ إذا غابَتْ حُروفي ذُبْتُ فيها وطافَ الصَّمْتُ مِنْ وَجْدِ الكِتابِ وإن حارَ السُّؤالُ طَوَيْتُ فيهِ سؤالاً شفُّ عَنْ سِرِّ الجَّوابِ أُعلِّقُ من أصابِعِه خيَالِيْ ليدركَ في مسافِتِه اقترابِي أنا الحُبُّ اكتملتُ بهِ وفيهِ إذا ما شفِّني الوَجْد انطوَى بِيْ وأشرقَ من خفايا أُغنياتي وألقى بيّ على بابِ الضّبابِ هو الحبُّ الذي أسعَى إليهِ سعى ليْ حينَما أشْرَعْتُ بابيْ بهِ حلَّتْ قصائُد من خَيالٍ وخفَّ النّهرُ مُضْطرِبَ الإهِابِ فطاوعتُ الخُطا لمّا دعَانِيْ وطاوَعَنْي على صَحْويِ شَرابيْ وكلَّمني وألقَى الحرفَ بوحاً لينسُلَ من معانيِه تُرابيْ لمستُ الوردَ أشرَقَ من حَنيني دعوتُ البحرَ أمعنَ في رِكابي طويتُ الرّيحَ فاكتملَتْ غِنَاءً كأنَّ الريحَ والأسرارَ دابيْ أنا المعنى يُبدِّدُني وضُوحي ويكْشِفُني بغيبتِه غِيابِي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©