الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القهرية نواة السلوك العدواني لدى الطفل

القهرية نواة السلوك العدواني لدى الطفل
11 مايو 2017 09:01
القاهرة (الاتحاد) يشكو أهال من سلوكات أطفالهم الذين يبدو عليهم أنهم يقومون بها بشكل قهري من دون وعي أو سيطرة، وكأنهم مجبرون عليها. وعادة ما يتصرف الأطفال المتهورون بشكل فجائي وقهري أي غير طوعي. ورغم أن معظمهم بإمكانهم وصف النتائج السلبية التي لا يحبونها لسلوكهم إذا ما سئلوا عنها، إلا أنهم لا يأخذون النتائج بالاعتبار، بل يستجيبون بسرعة وبلا تفكير، وكأنهم تحت رحمة نزعاتهم. فهم غير قادرين على تحمل أي تأخير في إشباع رغباتهم، وهم غالبا لا يخططون لما يقومون به، وفي معظم الأحيان تكون ردود أفعالهم الأولى غير ملائمة. أسباب ودوافع تقول الدكتورة انتصار الحكيم، الخبيرة التربوية، واستشارية العلوم السلوكية، إنه من الصعوبة تحديد نسبة حدوث السلوك القهري عند الأطفال، وحتى سن الثامنة عشرة. رغم أن نسبة كبيرة منهم يتصرفون بشكل قهري ما يسبب مشاكل كبيرة لهم، ولذويهم، مشيرة إلى أن مثل هذا السلوك قد يكون نواة سلوكات عدوانية لاحقا، وهو ما يفسر كثرة اختلافهم وشجارهم، أو حتى ميولهم المستمر للنزاع، وقد يعانون مشاكل صعوبة التكيف، أو الفشل في إقامة علاقات اجتماعية ناجحة. وحول أسباب السلوك القهري عند الأطفال، تقول حكيم إنها ترجع إلى أسباب عضوية تجعل آليات الكف في الدماغ لا تعمل بشكل طبيعي، وقد يكون السبب العضوي وراثيا أو تكوينيا «جينيا»، أو بسبب تأخر النمو لوجود خلل عصبي، فنمط التفكير المتهور يدفع الطفل إلى الاستجابة الفورية لمعظم المواقف، موضحة أن الحرمان، والقلق، والمؤثرات والضغوط البيئية والاجتماعية، والمشاكل الأسرية والتفكك الأسري، تجعل الطفل شخصا متوترا، وقد يقع فريسة الصراعات النفسية، ويتصرف وكأنه في حالة ذعر بدلا من التفكير الهادئ المتزن. وتوضح «نجد الأطفال المحرومين يشعرون بالحزن، وغالبا ما يختارون الإثابة الفورية مهما كانت صغيرة، بينما يختار الأطفال السعداء المكافأة الأكبر ولو تأخرت، من دون أن يفوتنا أن بعض الأطفال الذين تتسم سلوكاتهم بالتهور، إنما يكتسبونه من ثقافة الأسرة والمجتمع السائدة». طرق العلاج حول طرق العلاج، تقول: «يعد التحدث مع الذات كأداة لتأخير الإشباع، أسلوبا فعالا جدا في التعامل مع السلوك القهري، فعلى المربين تعليم الطفل كيف يؤجل ويؤخر الحصول على أي نوع من المتعة، كأن ينتظر دوره في اللعب، أو لا يتناول الحلوى قبل وجبة العشاء، ولا يشاهد التلفاز إلا بعد الانتهاء من واجباته المدرسية، وأن يتعلم كيف ينصت للآخرين ولا يقاطعهم، وأن يعتاد ألا يقذف بالكلمات أو الأفكار جزافا من دون أن يعطي نفسه مهلة للتفكير، مشيرة إلى أنه من الأهمية أن يعتاد الطفل أن يخلو إلى نفسه لمراجعة سلوكاته وأفعاله، وينتقدها، ويتعرف بنفسه إلى سلبياته قبل إيجابياته، ويتعلم كيف يقول لنفسه «لا» عندما يفكر في الخطأ أو قبل أي تصرف مستهجن، ولا ينساق بسرعة لتلبية نزعاته القهرية». وتلفت إلى المحاكاة والتمثيل كأحد الأساليب العلاجية الفعالة التي يمكن للآباء اتباعها للتعامل مع السلوك القهري للطفل إلى جانب اللعب، حيث يمكنهم أن يظهروا للطفل كيف يفكر، وكيف يتصرف في حل مشكلة ما، أو خلال موقف معين، فإذا كان لا يعرف كيف يتصرف حيال مضايقات رفاقه - على سبيل المثال - فبإمكان الأب أن يتظاهر بأنه الطفل، وأن يقوم بتمثيل الأفكار والسلوك المناسب للموقف، وقد يقول: «لن أضربه رغم أنني غاضب منه.. سأخبره عن غضبي الشديد وأطلب منه عدم تكرار ما فعل». كذلك يجب أن يتعلم الطفل السلوك التأملي، بأن يتأمل قليلا ما فعل، أو يتأمل ويفكر فيما هو عازم على القيام به، وهذا الأسلوب يحقق فوائد كثيرة من شأنها الحد من السلوك القهري الاندفاعي المفاجئ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©