مقيمون ينعشون أسواقاً بأبوظبي عشية مغادرتهم لقضاء إجازة الصيف

انتعشت مبيعات محال التجزئة، وشهدت أسواق بأبوظبي، حراكاً مدعوماً بتزايد إقبال المقيمين على ابتياع حاجياتهم عشية استعدادهم لمغادرة الإمارة لقضاء الإجازة الصيفية في بلادهم، بحسب تجار· وقال أصحاب محال تجزئة إن مبيعاتهم ارتفعت بنسبة 50% في الآونة الأخيرة، مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي· واستقطبت العروض الصيفية الموسمية المقيمين، مما أسهم بارتفاع حجم المبيعات وخصوصاً على بضائع الملابس الجاهزة والأحذية والهدايا بأنواعها، التي لاقت رواجاً خلال الأسابيع الأخيرة· ''لاحظت تزايد عدد الزبائن في الفترة الأخيرة، ومن مختلف الجنسيات''، يقول طارق سمهوري الموظف في أحد محال العلامات التجارية العالمية، ''أدى ذلك إلى زيادة حجم المبيعات، التي تلقت دعماً من باقات العروض الهادفة لتشجيع المتسوقين''· أسعد زيدان كان واحداً من المقيمين الذين يستعدون لمغادرة الإمارة لقضاء فترة الإجازة الصيفية، وذلك ما دفعه للتسوق وابتياع هدايا متنوعة للعائلة، وأكد زيدان أن العروض الصيفية عززت لديه رغبة التسوق، بحثاً عن سعر ملائم لهدايا الصيف، ليتحول المقيمون الآن إلى أهم الزبائن بالنسبة للتجار· وبالتزامن مع رغبة التسوق، تقوم الإمارة في الوقت الراهن بحملات ترويجية لجذب السياح· وقال سمهوري: ''كانت العائلات تشكل في السابق أهم الزبائن والأكثر إقبالاً، لكن زيادة أعداد السياح والمقيمين في إمارة أبوظبي خلال الفترة الماضية كان له أثر كبير في زيادة المبيعات''، وأشار إلى أن مبيعاته زادت بنحو 50% خلال الفترة الماضية· واتفقت ليزا ابيسون، الموظفة في محل ملابس نسائية، في الرأي مع سمهوري، الذي اعتبر أن الحملات الترويجية ''كانت سبباً رئيسياً وراء انتعاش الأسواق والمحال خصوصاً تلك الواقعة ضمن مراكز التسوق''· وقالت إبيسون: إن ''الناس يهتمون بالأزياء وملابس الصيف والشتاء، مشيرة إلى أن ذلك يساهم في زيادة المبيعات في موسم الصيف للملابس الصيفية، وعلى الألوان الملائمة للأجواء الحارة التي تسود المنطقة''· ولاحظت إبيسون أن الإقبال من جميع شرائح المجتمع، وخصوصاً من النساء، وأشارت إبيسون إلى تزايد مشتريات السياح الأجانب خلال الأشهر الأخيرة، الذين باتوا يشكلون باعتقادها نسبة مهمة من الزبائن المهتمين بالبضائع ذات الجودة العالية والتي تحمل علامات تجارية مشهورة، وأكدت أن الشركة التي تعمل بها تستغل موسم الصيف وتعلن عن عروض وحملات ترويجية تساهم في اجتذاب المزيد من المتسوقين· أن بعض المستوقين يعتبرون أن المحال التي تتواجد خارج المراكز التجارية توفر بضائع بأسعار أرخص من نظيرتها في المراكز التجارية، ولو كان ذلك على حساب الجودة في بعض الأحيان· وقال أمجد الخصاونة إن موسم الصيف والإجازات والتوجه إلى شراء الهدايا، يجعل الإقبال على الأسواق والمحال الشعبية أفضل وأقل كلفة، وأضاف: ''البضائع التي تباع هنا جيدة وليس بها أية عيوب، بل إن هناك علاماتٍ تجاريةً عالميةً تجدها بأسعار أقل في مثل هذه الأسواق''· ورغم اختلاف التوجهات، إلا أن الحراك الذي أحدثته مشتريات المغتربين شمل العديد من البضائع والمحال· ولاحظ هذا الحراك كذلك إبراهيم الخرابشة، موظف المبيعات في محل أحذية، ومع أن حراك الصيف يقتصر عادة على المقيمين بشكل خاص، إلا أن الخرابشة يعتبره ''الأكثر ربحية''، وقال: ''نستعد لموسم الصيف عبر توفير البضائع الصيفية بأسعار تنافسية، واضعين في الاعتبار إقبال الناس على الشراء في هذه الأيام، ولذلك نحاول توفير كل الاحتياجات اللازمة''· وللعطور نصيب في حراك السوق، حيث قال عبدالرحمن الدرباسي، الموظف في محل عطور، إن تزايد السياح الأجانب في إمارة أبوظبي في الفترة الأخيرة أنعش أسواق العطور، حيث تلقى الزيوت العطرية والعطور العربية والعالمية إقبالاً من هؤلاء· بيد أن تحميل الهدايا يواجه تحدي سقف وزن الحقائب الذي تفرضه شركات الطيران على المسافرين، إذ يضطرون فوق هذا السقف دفع مبالغ مالية تختلف من وجهة إلى أخرى عن كل كيلوغرام إضافي· ولتفادي هذا العائق، طالب زيدان شركات الطيران بالسماح للعائدين إلى بلدانهم بزيادة سقف الوزن المسموح به للتحميل على متن الطائرة، وبيّن أن هذا العائق قد يدفع بعض المقيمين للسفر براً، تحاشياً لتكبد مصاريف إضافية تزيد من الأعباء التي تحملوها أصلاً عند ابتياع الهدايا· وفي ركن المطاعم من الأسواق التجارية، تجد العائلات وقد احتلت معظم الأماكن المخصصة· وقالت سميرة سامي إنها ربما لا تقبل على التسوق، لكنها تقضي الكثير من الوقت في ردهات المراكز التجارية هي وأطفالها بدلاً من اللعب في الأماكن المفتوحة التي تكون فيها درجة الحرارة مرتفعة· ولا يختلف الحال بالنسبة لسوزان المغربية، التي تفضل التسوق في المراكز التجارية· وقال فلاح محمد: ''أستعد وأصدقائي لقضاء إجازة الصيف في أوروبا وأقبلنا على ابتياع ملابس جديدة تناسب وجهتنا''·