الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكسب الحرام.. ضياع لثواب الصيام

الكسب الحرام.. ضياع لثواب الصيام
16 يونيو 2016 03:15
القاهرة (الاتحاد) شرع الله الصوم لعباده رحمة لهم وعناية بهم فهو الغني الذي جاد عليهم وتكفل بإيصال أرزاقهم وحوائجهم، ولم يرد لهم المشقة أو العذاب بالجوع والعطش وهو الرؤوف بهم والرحيم لشأنهم، وإنما أراد لهم عبادة تكف النفس عن الشهوات فيرتفع العبد المؤمن يترك طعامه وشرابه وشهوته لله. ومن أعظم ثمرات الصوم الإقبال على الله وتحصيل التقوى، وكسر شهوات النفس، والنشاط للعبادة، والشعور بحال المعوزين فالصوم من أعظم ما يتحقق فيه مقام الإحسان ولكل عبادة أجر، والحسنة بعشر أمثالها، حتى سبع مئة ضعف أما الصوم فله أجر لا يعلمه إلا الله القائل: «إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به». وقال الله سبحانه: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْث...)، «سورة آل عمران: 14»، وقال: (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا)، «سورة الفجر: الآية 20»، ولكن هذا الحب أمرنا الله أن نضبطه بضوابط الشرع حتى لا يدعونا إلى طلب المال من كل اتجاه وإلى الكسب الحرام. جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ)، «سورة البقرة: الآية 172»، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ، أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِه»، فيشير النبي صلى الله عليه وسلم إلى خطورة أكل المال الحرام، بأي طريقة، أو وسيلة، فالمال الحرام سبب لمنع إجابة الدعاء، وإغلاق باب السماء، ولقد نهى الإسلام عن الكسب الحرام لأنه شؤم وبلاء على صاحبه، فبسببه يقسو القلب، وينطفئ نور الإيمان، ويحل غضب الجبار. وشهر رمضان فرصة للترفع عن الكسب الحرام مهما كان هذا الكسب فهي فرصة لتنقية المال من شوائب الحرام، والصوم فريضة إسلامية وعبادة فيه الجوانب الروحية والأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية، فإذا لم يلتزم المسلم بالضوابط الشرعية للكسب والإنفاق وإذا لم ينضبط بالسلوكيات السوية ربما يضيع عليه ثواب كبير ويحبط عمله وهو لا يدرى وإن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، ولا تقبل صدقة من غلول ولا يقبل دعاء مسلم كسبه من حرام، فإذا كان هذا من الأمور الكلية العامة فإنه أشد وجوبا في شهر رمضان، شهر الرحمة والغفران والعتق من النار، فكيف يقبل الله عز وجل دعاء الصائم وهو يفطر وهو يصلى وهو يقرأ القرآن وقد اختلط ماله بالحرام بالرشوة والمال المغتصب والمسروق. وإذا كان الصائم يرجو رحمة الله والعتق من النار فكيف به وقد قال صلى الله عليه وسلم «كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به»، إنها فرصة في رمضان ليتوب كل من تعود على الكسب الحرام بأن يطهر نفسه وماله وبيته وليبدأ صفحة جديدة مع الله ويرد الأموال إلى أصحابها فإن لم يردها في الدنيا سوف يردها في الآخرة. ويجب أن يستشعر المسلم الصائم الورع التقي الذي يخشى الله عز وجل أن المال الذي بيده ملك لله وأن له وقفه يوم الحساب ليسأله عن هذا المال من أين اكتسبه وفيما أنفقه لذلك يجب أن يكون كسب هذا المال من حلال وإنفاقه في طاعة الله، ويؤكد العلماء أن الفطر من المال محرم قطعا، وهذه المعصية تؤثر على الصوم وقد تحبط أجره وتذهب ثوابه وعلى من ارتكب ذلك أن يسارع بالتوبة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©