أولمرت: إسرائيل ستواصل الاستيطان في القدس

أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت، لوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، أن إسرائيل ستواصل بناء منازل جديدة في القدس الشرقية، رافضا انتقاداتها لخطط بناء مستوطنات في المناطق الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن أولمرت أبلغ رايس التي اختتمت زيارتها لإسرائيل امس، إنه بينما لن تصادر إسرائيل مزيدا من الاراضي الفلسطينية ستبني في أحياء القدس اليهودية التي يتوقع أن تحتفظ بها كجزء من أي تسوية نهائية مع الفلسطينيين باعتبار ''القدس الموحد عاصمة أبدية لإسرائيل''· لكن في الوقت نفسه أُعلن أن اسرائيل ستصادر أراضي في الأغوار لإقامة قاعدة عسكرية· وقد اختتمت رايس رحلتها السادسة الى المنطقة هذا العام، دون اشارة تذكر على تحقيق تقدم في دفع الجانبين باتجاه التوصل لاتفاق سلام بحلول نهاية 2008 وهو هدف يُنظر اليه على نطاق واسع، على انه غير واقعي· وسعت اسرائيل امس لتخفيف التوقعات الاميركية بشأن التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين هذا العام، رافضة اي ضغوط من واشنطن بشأن المستوطنات، ومطالبة بإرجاء اي قرارات بشأن القدس· وكان أولمرت ورايس قد التقيا مساء الاحد ،بعد أن أجرت وزيرة الخارجية محادثات في وقت سابق مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني والرئيس الفلسطيني محمود عباس· وقال مسؤولون اسرائيليون، ان الحكومة لم تعبأ بانتقادات رايس للاستيطان ،وان اسرائيل أبلغت واشنطن ان مشروعاتها الاستيطانية تتسق مع سياسات قائمة منذ حين ولا تتناقض مع جهود السلام ،لأن اسرائيل تعتزم الاحتفاظ بهذه المناطق، في حين يخشى الفلسطينيون ان تمنعهم جيوب الاستيطان هذه من اقامة دولة قادرة على البقاء· وقال مكتب اولمرت امس، انه يقترح ترك القرارات الصعبة بشأن مستقبل القدس خارج اي اتفاق قد يمكن التوصل اليه هذا العام مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس· وعقدت رايس محادثات ثلاثية صباح امس، مع وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض· وقال مارك رجيف المتحدث باسم مكتب اولمرت للصحفيين اثناء زيارة لحدود اسرائيل مع قطاع غزة ''ما زال الهدف هو التوصل لاتفاق مع الفلسطينيين بحلول نهاية ولاية بوش'' نهاية العام الجاري، لكن رجيف اضاف ان اولمرت يعتقد بانه سيكون ''صعبا'' التوصل لاتفاق بشأن مسألة القدس الحساسة بحلول نهاية العام· واقترح التوصل الى وثيقة مشتركة بشأن طرق المضي قدما في المفاوضات حول مستقبل المدينة المقدسة· وقال رجيف ''يمكنكم التوصل الى اطار عمل متفق عليه·· منهجية بشأن كيفية المضي قدما·· بحيث يشار الى القدس لكن يشار اليها بمعنى كيفية المضي قدما''· وقال رجيف ''لا نريد ان نرى هذه المسألة (القدس) تفسد فرص التوصل لوثيقة''· واشار الى ان القدس هي اكثر موضوع مثير للانقسام في المفاوضات· ورفضت الرئاسة الفلسطينية ''بشدة'' تصريحات أولمرت خلال اجتماعه مع رايس بأن عمليات الاستيطان الجارية في القدس تنفذ في أحياء يهودية· وقال نبيل أبوردينة الناطق باسم الرئاسة في بيان صحفي ''إن موقف اولمرت محاولة لتقرير وضع المدينة من جانب واحد وفرض أمر واقع على المفاوضات وعملية السلام يتعذر تجاوزه، ولا يمكن قبوله بأي حال من الأحوال''· وأضاف أبو ردينة ''أن جميع العطاءات المعلن عنها من قبل الجهات الرسمية الإسرائيلية لإقامة أو توسيع مستوطنات تقع في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وبالتالي فإنها جزء لا يتجزأ من هذه الأراضي، وتخضع لقوانين الشرعية الدولية ذاتها التي تعتبرها أراضي محتلة يحظر الاستيطان فيها أو تغيير معالمها وتركيبها الديمغرافي''· وحذر الناطق باسم الرئاسة ''من أن مواصلة الاستيطان في القدس المحتلة ومحيطها أدى إلى احتضار عملية السلام، ذلك أنه لا يمكن التوصل إلى أي حل دون عودة القدس العربية المحتلة كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة''· وقالت مصادر فلسطينية امس، إن إسرائيل شرعت بمصادرة مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية في منطقة الأغوار الشمالية في طوباس شمال الضفة الغربية المحتلة، بغية إقامة قاعدة عسكرية· وقدرت المصادر مساحة هذه الأراضي بـ 356 دونما، مشيرةً إلى أن مالكي الأراضي التي أعلنت السلطات الإسرائيلية نيتها مصادرتها، تسلموا قرارات بهذا الشأن صادرة عما يسمى القائد العسكري لمنطقة الاغوار· وندد عزت صوافطة نائب رئيس بلدية طوباس بهذا الإجراء الإسرائيلي ''الذي يأتي استمرارا لسياسة الاحتلال في استهداف طوباس وتحديدا الأغوار''· وأوضح أن الإخطارات تشير إلى أن السلطات الإسرائيلية تنوي إقامة قاعدة تدريب في المنطقة، محذرا من خطورة هذا الإجراء الذي ستكون له آثار جسيمة على الأراضي الفلسطينية في المنطقة· وأضاف صوافطة إلى أن السلطات الإسرائيلية وزعت إخطارات بالمصادرة على الفلسطينيين في خربة سمرة الواقعة إلى الشرق من طوباس، مبينا أن إخطارات المصادرة تطال 356 دونما من أراضي تلك المنطقة التي يستخدمها أصحابها لأغراض الزراعة والرعي·