اتفاق سوري إسرائيلي على مفاوضات دورية

اقترحت إسرائيل في الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة مع سوريا أمس في اسطنبول عقد لقاء مباشر بين رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس السوري بشار الأسد على هامش اجتماعات القمة الأوروبية الأوسطية في باريس في 13 يوليو المقبل· فيما وصف الوسيط التركي أجواء المفاوضات بأنها إيجابية وبناءة، وأشار إلى اتفاق الجانبين على استئنافها بشكل دوري ومنتظم وتحديد توقيت عقد الجلستين الثالثة والرابعة· وترأس الوفد السوري إلى المفاوضات مدير الدائرة القانونية بوزارة الخارجية رياض داودي· فيما ضم الوفد الإسرائيلي شالوم ترجمان ويورام تربوفيتس وهما من كبار مستشاري أولمرت الذي حذر من أن الطريق للتوصل إلى اتفاق لا تزال طويلة، وقال إن مواصلة المفاوضات مع سوريا أمر يفرض نفسه، لكن هذا لا يعني أن إسرائيل مستعدة للتنازل عن كل شيء ''في إشارة إلى هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل في يونيو 1967)· وذكرت مصادر إسرائيلية أن الهدف من جلسة المفاوضات غير المباشرة هو إعداد أجندة عمل محتملة لاجتماع مباشر محتمل الشهر المقبل· وقالت إن الموفدين الإسرائيليين نقلاً رسالة إلى نظرائهما السوريين مفادها أن إسرائيل تعتزم المضي في المفاوضات على الرغم من أي تفاعلات للازمة السياسية في الحكومة الإسرائيلية والمرتبطة بشبهات الفساد التي تحوم حول أولمرت· وقال مصدر إسرائيلي آخر: إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يحاول ترتيب اجتماع ثلاثي يجمعه مع أولمرت والأسد خلال قمة الاتحاد من أجل المتوسط، لكنه لم يتلق بعد تأكيداً نهائياً من دمشق· وأضاف المصدر: ''الفكرة ليست بالضرورة إجراء حوار لساعات وإنما مجرد مقابلة وجهاً لوجه ستدفع في حد ذاتها الأمور إلى الأمام·· هذه واحدة من الأفكار الجديدة التي يجري طرحها في تركيا''· لكن مصدراً إسرائيلياً آخر قال إن وفد أولمرت ليس متفائلاً بشأن فرص موافقة الأسد على لقاء أولمرت في هذه المرحلة، وأضاف: ''التقييم في إسرائيل هو أن الأسد سيحتاج إلى شيء ملموس في يده أولاً''· ودعا الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز علناً سوريا إلى إجراء مفاوضات مباشرة مثلما فعل الرئيس المصري الراحل أنور السادات الذي قام في نوفمبر 1977 بزيارة تاريخية إلى إسرائيل، وقال إنه يتعين على الأسد أن يثبت جديته بشأن التفاوض بغية التوصل لاتفاق سلام، وذلك عبر محادثات مباشرة مع أولمرت في القدس ودمشق· وأشار خلال جولة قام بها في التجمعات السكنية الواقعة في محيط قطاع غزة إلى أن جميع من صنعوا السلام مع إسرائيل اتبعوا هذا النهج وعقدوا لقاءات مباشرة معها بهدف تسريع العملية السلمية''· وأضاف: ''إذا اراد السوريون اختصار الوقت كي لا يتدهور الوضع مرة أخرى فينبغي أن تكون المفاوضات وجهاً لوجه وعلى أعلى المستويات''· ووصف وزارة الخارجية التركية أجواء المحادثات السورية - الإسرائيلية التي عقدت على مدى يومين بأنها إيجابية وبناءة وأكدت في بيان اتفاق الجانبين على عقد محادثات دورية· لكن مصدراً غير رسمي قال: ''إنه من السابق لاوانه الحديث عن اتفاقات سياسية بين الطرفين''· وقال مسؤول إسرائيلي طالبا عدم ذكر اسمه إن المحادثات تناولت خصوصا مسائل إجرائية وجرت في أجواء ايجابية وبناءة وإن الطرفين كررا التزامهما بتحقيق تقدم في هذه المحادثات والالتقاء بانتظام· وذكر مصدر في الحكومة الإسرائيلية أن الجولتين المقبلتين ستنعقدان خلال الأسابيع المقبلة وستتواصل بوساطة أنقرة· وقال تم الاتفاق على مواصلة الاجتماع بشكل دائم لكن الإعداد لاجتماع محتمل بين أولمرت والأسد لم يكن جزءا من المفاوضات·