الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد عبده غانم يستلهم تاريخ اليمن شعراً مسرحياً

محمد عبده غانم يستلهم تاريخ اليمن شعراً مسرحياً
13 أغسطس 2009 02:30
مشهد من المسرح اليمني قبل أن نقرأ نتاجات المسرح اليمني وما قدمه من أعمال إبداعية لابد لنا أن نقر - مع المؤرخين - أن البدايات التي نهض خلالها المسرح قامت على ثلاثة أعمدة مهمة وهم علي أحمد باكثير وعلي محمد لقمان ومحمد عبده غانم. وفي البدء نتفق مع الباحث السوداني الدكتور خالد المبارك حول أطروحته بأن المسرح اليمني قبل محمد عبده غانم لم يكن يتواجد على الساحة الثقافية بل ليس هناك ما يدل، بناء على المعلومات المعروفة، على أن اليمن عرفت الدراما في تاريخها القديم، والراجح أن أول اتصال لليمنيين بالمسرح كان بعد الحرب العالمية الأولى. يعزو الدكتور المبارك كل ذلك إلى أن الهنود المسلمين استقروا في اليمن بعد أن جلبوا معهم تقاليد مسرح غنائي ناطق بـ»الأوردو»، وكانت العروض المسرحية تقدم بنواديهم ولجالياتهم، غير أنها كانت تقام أحياناً في سرادقات في الأماكن العامة مما أتاح الفرصة لليمنيين لمشاهدتها. ويعتبر أن هذا الاتصال داخلياً بفعل هجرة الهنود المسلمين إلى اليمن، لم يكن كافياً حيث كان الاتصال بمصر ضرورة ثقافية، ولذا قام عدد من الشباب اليمني إبان الثلاثينيات بإخراج مسرحيات نجيب حداد وأحمد شوقي. رواد المسرح كان ارتحال رائد المسرح اليمني علي أحمد باكثير الذي كتب مسرحية «همام.. أو في بلاد الأحقاف» عام 1934م إلى مصر تجسيداً لهذه الصلة حيث بقي فيها بل وتحول إلى أحد أهم رموزها المسرحية، مما جعل النقاد خلال تناولهم المسرح المصري يعتبرونه أحد المؤثرين في صناعته، حيث أصدر كذلك «أخناتون ونفرتيتي» عام 1940، و»قصر الهودج» عام 1944 وهي أوبرا غنائية و»الوطن الأكبر» التي نشرت 1990 بعد وفاته، بالإضافة إلى «عاشق من حضرموت» 1978. مع ظهور علي محمد لقمان ومؤلفين آخرين شباب في البدايات كانت أعمالهم تنحو منحى تأليفياً بعيداً عن التشكل الدرامي العملي، أي أن الحركة المسرحية لم تكن قد شكلت سماتها الخاصة أو لنقل لا توجد حركة مسرحية بشكلها المعروف الآن. وكان علي لقمان قد نشر أولى مسرحياته الشعرية «بجماليون» عام 1948، والتزم فيها الشعر التقليدي حيث قد تشترك أكثر من شخصية في بعض الأبيات كما في مسرحيات شوقي، كما يقول الدكتور شهاب غانم جامع كتاب «المسرحيات الشعرية الكاملة» للدكتور محمد عبده غانم الذي صدر عن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث. كما نشر لقمان أربع مسرحيات شعرية أخرى هي: «الظل المنشود» عام 1951 و»العدل المفقود» عام 1957 وأهداها إلى محمد عبده غانم (أستاذه)، ومسرحية «قيس وليلى» في عام 1957 وأخيراً مسرحية «سمراء العرب» عام 1966، وهي مسرحية تاريخية تدور حول الزباء أو زنوبيا ملكة تدمر. ويذكر شهاب غانم أن علي محمد لقمان كانت له مسرحيات أخرى غير ما ذكر وهي: «أدونيس» و»عيون وقلوب» و»أحلام» و»قادم من بعيد». ولا تخفى مساهمات الشاعر اليمني محمد الشرفي في مسيرة المسرح الشعري اليمني في مسرحياته «أرض الجنتين»، و»حريق في صنعاء» و»الانتظار لن يطول» و»الغائب يعود». استلهام التاريخ مع بزوغ نجم محمد عبده غانم (1912- 1994) في عالم التأليف المسرحي شهدت اليمن تشكل الملامح الأولى لهذا الفن الإبداعي المهم. ويبدو أن عبده غانم اتجه منذ البدء إلى التاريخ مستلهماً من الشخصيات التاريخية اليمنية أغلب مفاصل طروحاته، وإذا ما تصفحنا أهم أعماله لوجدنا أن أعماله المسرحية الخمسة «مسرحية سيف بن ذي يزن» 1964 و»مسرحية فارس بني زبيد» أي عمرو بن معدي كرب 1984 ومسرحية «علي بن الفضل» 1999 و»مسرحية الملكة أروى» 1976 و»مسرحية عامر بن عبدالوهاب» قد لجأت إلى التاريخ اليمني، ومن هذه الزاوية استطاع مؤلفها محمد عبده غانم أن يستعيد أمجاد التاريخ العربي. إذ نجد في جميع المسرحيات انتصار أبطالها «ذي يزن» و»أروى». ويبدو أن تلك الحقبة التي ظهرت فيها هذه الأعمال كانت تميل إلى استلهام البنى التاريخية العربية بفعل تصاعد وتيرة الحس القومي العربي والاستناد إلى التاريخ ليس فقط في المسرح بل في الرواية أيضاً ومنها أعمال «جورجي زيدان»، وفي الشعر وبخاصة أعمال أبو القاسم الشابي. الجانب الآخر أن أعمال محمد عبده غانم كانت تتمحور حول شخصية واحدة ممزوجة بالانتصار حتماً، وهذا التشخيص عندما يورده الدكتور المبارك لا يعيده إلى بنية المسرح العربي تمثلاً بالمسرح الشكسبيري، كما وجدنا عند شوقي «قيس وليلى» و»مصرع كليوباترا» وهو يضارع شكسبير في «عطيل» و»هاملت» وغيرهما. وتبدو خصائص أعمال محمد عبده غانم في تناوله ضرورات التناقض والصراع والتصادم وفي النتيجة أهمية الوحدة اليمنية، والتي أدت بالأبطال اليمنيين الأوائل إلى الانتصار في الواقع وفي أعماله المسرحية. ولأن محمد عبده غانم مسرحي وشاعر مفلق، وبارع في تجسيد معاناته الوطنية تراه يتعدى في قناعاته مفهوم الوحدة اليمنية إلى الوحدة العربية التي يقول فيها: يوم يمشي ابن الرافدين ببيروت وصنعاء فلا يقال غريب وبالطبع، كانت بدايات التأليف المسرحي الشعري العربي بالعربية الفصحى وبالشعر الكلاسيكي ربما تقليداً لشوقي أو ربما مناجاة وخطاباً للشارع العربي الذي كان يرى في اللغة العربية الفصحى والشعر العربي التقليدي رداً على الاستعمار الأجنبي وتمثلاً لوحدة العرب. إشكاليات المسرح الشعري من إشكاليات الكتابة المسرحية بالشعر العمودي «التقليدي أو الكلاسيكي» أنه يقيد حركة الشخصية ويحد من سعة أفقها في التعبير عن خلجاتها، لذا ترى المؤلفين من أحمد شوقي في مصر ومن بعده محمد عبده غانم في اليمن وخالد الشواف في العراق وعبدالله الطيب المجذوب في السودان يتحايلون على الشكل بإيراد أنصاف أبيات أو تقسيم البيت على أكثر من متحدث. يقول محمد عبده غانم في مسرحية الملكة أروى: أسماء: المصير الرداح: المصير المكرم: أقصد أني سوف أرتاح من عنائي قليلاً بعد أن ننتهي إلى جبلة أسماء: كيف ألن تستقر فيه طويلاً وكما هو ملاحظ أن نهايات البيتين هما «قليلاً» و»طويلاً» قد جاءتا في تقاطيع كلام الشخوص على أنصاف أبيات فقط. ينوع شاعر المسرح بحوره ويزاوج بين ألوانها، بل يقسمها ألفاظاً وعبارات وجملاً وأنصاف أبيات. ولكي نفهم ما قدم محمد عبده غانم عبر أعماله المسرحية الأربعة لابد أن نقرأ محتواها ونفصل في متابعها ومعالجاته ومدى خروجه عن النص التاريخي أو الواقعة تاريخياً، وهل استطاع أن يحقق توظيفاً دلالياً للشخصيات في مسرحياته، وكيف فعل ذلك، وإلى أي مدى استطاع أن يشكل قناع الشخوص لكشف واقعنا العربي الملتبس؟. الملكة أروى تضم مسرحية «الملكة أروى» أو «بلقيس الصغرى» 1976 شخصيات: الرداح والدة الملكة أروى، أروى زوجة المكرم وملكة الصليحيين من بعده، أسماء والدة الملك المكرم، المكرم ملك الصليحيين، الحسين بن القم كاتب الملكة أروى، لمسك قاضي الصليحيين، المفضل بن أبي البركات قائد من قواد الصليحيين وغيرهم. تدور أحداث المسرحية في أواخر النصف الأول من العصر الصليحي في اليمن، الذي امتد إلى حوالي 100 عام (440 حتى 532 هـ)، وأطلق عليه العصر الصليحي نسبة إلى مؤسس الدولة الصليحية علي بن محمد الصليحي، الذي تولى بعده الحكم ابنه المكرم بن علي الذي كان زوجاً لأروى. وقد اشتهرت بأنها سيدة حرة كان يؤذن لها بالمساجد، بعد أن ابتعد زوجها المكرم عن السلطة بسبب إصابته بمرض الفالج إثر استيلائه على مدينة زبيد عاصمة بني نجاح، وتخليصه أمه أسماء بنت شهاب من أسر سعيد الأحول سيد بني نجاح. وكان سعيد الأحول انتقم لأبيه نجاح مؤسس الدولة النجاحية من علي بن محمد الصليحي عندما فاجأه وهو في طريقه إلى الحج فقتله وأسر زوجته أسماء بنت شهاب وأعاد حكم بني نجاح في زبيد والتهائم. حكم الصليحيون في صنعاء، وعندما تولت أروى زمام الحكم انتقلت بالعاصمة إلى مدينة جبلة قريباً من تعز. انتقمت أروى من سعيد الأحول ثانية بعدما استولى على زبيد للمرة الثانية أيضاً وقضي عليه، غير أن ابنه جياش أعاد الكرة ليستولي على «زبيد» ويظل السجال قائماً بين الصليحيين والنجاحيين بين انتصار وهزيمة لكل منهما. ولأن المسرحية تتمركز حول «أروى» المرأة القوية التي استطاعت أن تقبض على زمام الحكم قوياً في يدها بالرغم من منافسة كبار الأمراء الصليحيين لها وكأنها بذلك تحارب في اتجاهين، الداخل والخارج، معتمدة في ذلك على دهائها وعلى تأييد الخليفة الفاطمي لها في مصر. كان الصراع عباسياً وفاطمياً في بغداد والقاهرة، وبمرور الأيام توالت الأحداث على الدولة الصليحية لتنقص من أطرافها ولكن أروى استطاعت أن تحتفظ بسيطرتها على مرتفعات اليمن الوسطى حتى وافتها المنية وقد ناهزت التسعين عاماً. الحوار شعراً تبدأ أحداث المسرحية في قصر المكرم بصنعاء في حوار بين «الرداح» و»أروى»: الرداح: قد بالغت «أسماء» فيما أرسلته إلى المكرم من سجنها طي الرغيف لسائل بالباب أسلم لما ادعت فيما طواه بنانها طيّاً فأحكم أن «النجاحي» اللئيم قد استبد بها وأرغم فترد عليها سجالاً الملكة أروى: أروى: قد أحسنت «أسماء» يا أماه بالقول المرجم لولاه لم نقهر أعادينا كما شئنا ونحكم ما مثل «يا للعار» للنيران في الهيجاء تضرم ويستمر النص الشعري في دخول الشخوص صلب الحدث في بناء محكم يستخدم فيه محمد عبده غانم التضمين من الشعر العربي «لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى/ حتى يراق على جوانبه الدم» وفي استحداث أسماء المدن القديمة لصنعاء «أزال» لكي يضع المتلقي داخل الأجواء التاريخية للحدث. سيف بن ذي يزن تعد هذه المسرحية من إنجازات محمد عبده غانم الإبداعية المهمة في مدرسة المسرح الشعري التاريخي؛ رغم أنها من بواكير إنتاجه المسرحي الشعري (نشرت عام 1964 من قبل دار العلم للملايين ببيروت)، وشخوص المسرحية هم: سيف بن ذي يزن وهو أمير حميري، بلال خادم سيف، شمس بنت ذي نواس، حسان ابن ذي جدن، ذو نواس ملك حمير، ذو جدن وزير ذي نواس، معد يكرب صاحب ذي نواس وسفير ملك الأحباش، هند وكوكب وصيفتا شمس، أبرهة قائد الجيش، أرباط القائد الحبشي الأكبر، أعرابي، زينب بنت الأعرابي، حاجب كسرى، كسرى ملك الفرس، بهرام وزير كسرى، ورستم قائد الفرس الأكبر وآخرون. وتتناول المسرحية غزو الأحباش لليمن في عهد ذي نواس بعد أحداث الأخدود التي جاء ذكرها في سورة «البروج» ومحاولة أبرهة الأشرم «الحبشي» هدم الكعبة الشريفة كما جاء ذلك في سورة «الفيل» وفي النهاية تحرير اليمن على أيدي سيف بن ذي يزن بمساعدة الفرس. تبدأ المسرحية بسيف بن ذي يزن بقصره ينشد شعراً يبث فيه الشوق إلى حبيبته «شمس» ابنة ذي نواس «الملك» التي منعها أبوها من رؤيته بفعل دسيسة «حسان» قائد الحرس الملكي وهو ابن ذي جدن. وبالرغم من أن التدرج الرسمي في الدولة يبدأ من ذي نواس أول الاقيال في اليمن أو رئيسهم وذي يزن ثاني الاقيال في اليمن وذي جدن ثالث الاقيال في اليمن إلا أن سيف بن ذي يزن يمنع من الاتصال بحبيبته فيقول فيها شعراً وسط حديقة قصره التي يظهر من ورائها البحر وتلمع النجوم في سمائه: ثائر الأمواج في الظلماء وفؤادي آه ما أشجى فؤادي فجّرت فيه براكين الأسى لوعة الوجد وأشجان السهاد يا لحب كاد لي فيه العدا بالنوى، أواه! من كيد الأعادي ما أمر البين والخل على غلوة يقطعها صوت المنادي وتصل «شمس» متخفية لتلتقي بـ»سيف» ويبلغهما خادمه بوصول «حسان» بحثاً عن «شمس» حيث يفتش القصر بأمر من «ذي نواس» فيجد حسان منديل شمس الذي وقع منها في استعجالها. يتصادم حسان وسيف ويشهران سيفيهما. يصل ذو نواس الملك وبصحبته ذي جدن والد حسان، ويتوقف القتال وينصرف الجميع ما عدا سيف وذي نواس الذي يدرك أن المنديل هو - فعلاً - لشمس ويأمر سيف ألا يحاول الالتقاء بها لمدة عام - شرطاً - وكأنه يلمح له بموافقته ولكن بعد عام. في المشهد الثاني نرى سفير النجاشي يصل إلى قصر ذي نواس ويبلغه تحيات مليكه وبعد أن يقول له الملك ذي نواس: ذو نواس: كيف فارقت يا سفير النجاشي في سلام وفي هناء مقيم السفير: هو يهديكمو التحايا ويرجو أن تكونوا في بهجة ونعيم وهو يوصيكمو بنجران خيراً فهي تشكو من العذاب الأليم النصارى فيها يساقون للموت ويصلون في أوار الجحيم وتدور الأحداث بأن النصارى يتعرضون للموت حيث يصل رسول من نجران يخبر المجلس عن إبادة النصارى ويتدخل سفير النجاشي وكأن النصارى تابعون لمليكه فيحتد ذو نواس ويقول: قل للنجاشي يا سفير بأننا في أرضنا وفعالنا أحرار أنا عاهل اليمن العظيم وأنني في حكمه المتصرف القهار احتدام المعركة وفي المشهد الثالث من الفصل الأول نرى شمساً واقفة عند نافذة تراقب المعركة بين جيش ذي نواس والأحباش، وفي حديثهما تتضح ملامح المعركة التي يقاتل فيها سيف بن ذي يزن بكل شجاعة إلا أنه يصاب بسهم فترى شمس ما حصل وترتدي لباس الحرب وتنزل للمعركة. ويؤسر القادة اليمنيون ويبدأ الفصل الثاني في مشهد يضم أرباط وأبرهة وهما يحكمان في أمر الأسرى حيث يريد الأول استمالتهم ويريد الثاني قتلهم، ويدخل ذي جدن فلم يقبل الأرض فيقتل بينما قبل ابنه حسان الأرض من أجل مصالحة أبرهة ليفوز بشمس. ويؤتي بشمس وسيف أسيرين جريحين حينها يرى سيف جسد ذي جدن فيقول: سيف: كان شيخاً أبرهة: إيه لكن رأيه كان طفلاً لم يحنكه الزمن انظر الفرق فهذا نجله كان في الموقف من أهل الفطن ويتطور الفعل المسرحي ويهيم أرباط بشمس التي تقول: أنا بنت بلقيس ومثلي لا ينال بدون مهر إن كنت تهواني فكن مثل سليمان الابر وأجد وهيئ للزفاف العرش من ذهب ودر وتطلب منه إطلاق سراح سيف بن ذي يزن فيفعل ذلك، وحين يزور سيف - سراً - شمس يسألها عن زواجها من أرباط فتخبره بأنها لغاية إثارة حمية الشعب على أميرتهم. وكي تثير أرباط ضد أبرهة وحسان فيتصارعون. وتتم المكيدة فعلاً وتنجح ويتصارع الجميع. ويصبح أبرهة الحبشي حاكماً على اليمن وينوي مهاجمة الكعبة الشريفة، ويستعرض النص المسرحي لقاء أبرهة بعبدالمطلب جد الرسول الكريم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب «صلى الله عليه وسلم» كما تتناول المسرحية قصة الفيل والطير الأبابيل وعودة أبرهة الأشرم والأحباش مكسورين مهزومين في ذاك العام الذي ولد فيه الرسول الكريم. وتختتم المسرحية في الفصل الرابع الذي ضم 4 مشاهد يتحدث أولها عن سيف بن ذي يزن في مضارب أعرابي وجده بين الحياة والموت في الصحراء بعد أن هرب من الأحباش فاعتنى به وأخبره سيف بضرورة اتصاله بالقبائل العربية لمحاربة الأحباش فيذكره الأعرابي بأن العرب غير متوحدين وهم مشغولون بحروبهم القبلية وصراعات الأخ لأخيه. سيف: أين أنا؟ الأعرابي: في مغربي بين كرام العرب سيف: ممن تكون يا أخا أعراب؟ الأعرابي: من خبّه بن أدد سيف: أكرم به من نسب الأعرابي: وأنت ممن يا فتى؟ سيف: من حمير بن يشجب ولأن العرب متصارعون يجد سيف بن ذي يزن أنه لابد من الاستعانة بالأجنبي «كسرى». ثم يلتقي سيف بكسرى ويطلب منه النجدة ويبعث كسرى جيشاً من السجناء لقتال الأحباش لا لمساعدة العرب ولكن للتخلص من السجناء أولاً ولكي لا يسيطر الروم على الجبال في اليمن. كسرى: لا أبالي بالخيل تذهب والأفيال لكنني أعز رجالي فيقول له هرمز: عندنا يا مليك من عامّة الجند ألوف في السجن والاغلال ويلتقي سيف بشرحبيل «صديقه» ويخبره الأخير عن مقتل أرباط واتهام حسان باغتياله ويخبره أيضاً عن ضعف الأحباش بعد انكسارهم أمام جند الله من طير الأبابيل في مكة. وفي نهاية المسرحية ينتصر سيف والجيش الفارسي ويطلب من سيف بن ذي يزن أن يكون ملكاً ويؤتي بأبرهة الأشرم مكبلاً ويأمره شرحبيل أن يسجد أمام العرش العربي ولكن فروسية سيف تأبى ذلك فيتناول سيفه ويدعوه للمبارزة ثأراً لمقتل شمس في السجن على يدي أبرهة بعد محاولتها الفرار وتنتهي المبارزة بمصرع أبرهة الحبشي وتنتهي المسرحية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©