منتخبنا يستوعب درس الكويت ويبدأ التجهيز للقاء \سوريا

بالرغم من انشغال الجميع بحسابات التأهل والحالات التي يمكن أن يتأهل على إثرها منتخبنا الى الدور الأخير من التصفيات، إلا أن الوضع مختلف داخل المنتخب، حيث رفض اللاعبون الحديث عن مثل هذه الحسابات واعتبروا أن الهدف في لقاء الأحد هو الفوز والظفر بالنقاط الثلاث أولا من أجل إسعاد جماهيرهم والاحتفال بالتأهل، وثانيا حتى لا يكون مرور الأبيض الى الدور المقبل قيصريا ولا يشعر اللاعبون بفرحة التأهل· كما انصب اهتمام مسؤولي اتحاد الكرة على الفوز في مباراة سوريا تفاديا لأية مفاجآت وحرصا على استمرار النتائج الايجابية وتطور العمل من مباراة الى اخرى· ويستأنف منتخبنا الوطني تدريباته بالعين مساء اليوم، بعد الراحة التي منحها الجهاز الفني للاعبين من اجل زيارة عائلاتهم والخروج من اجواء المعسكر، ثم العودة بروح جديدة لإكمال المهمة بنجاح وحسم التأهل الى الدور المقبل من تصفيات المونديال امام سوريا الاحد المقبل· وبالرغم من الاجواء الايجابية التي غمرت الجميع بالفوز على الكويت والنقاط الثلاث التي قربت الابيض من الظفر ببطاقة التأهل، إلا أن ما حدث في المباراة الماضية وخلال الشوط الثاني بالتحديد يجب ان يكون درسا مفيدا للاعبينا والجهاز الفني من اجل تفادي تكرار الاخطاء التي كادت ان تقلب الاوضاع علينا، وان تحول الفرحة الى حزن كبير· وتمحورت اخطاء منتخبنا في ثلاثة عناصر مهمة، يتعلق الاول بالثقة المفرطة التي دخل بها لاعبو المنتخب الشوط الثاني، وذلك بعد ان توقعوا انتهاء المهمة في الفترة الاولى بالتقدم بثنائية نظيفة· وشاهدنا استسهال المنافس خاصة في الفرص الهجومية التي أتيحت للابيض وتم اهدارها بطريقة غريبة· وفي الوقت الذي كان من المفترض فيه ان يمنحنا الشوط الاول عزيمة اضافية لتدعيم تفوقنا واضافة اهداف اخرى تفيد المنتخب في بقية مشواره، خاصة أن نظام البطولة يعتمد فارق الاهداف لحسم افضلية المنتخبات المتعادلة، إلا أن عناصرنا اضاعت ما لا يقل عن خمسة اهداف محققة كانت ستريح المنتخب وستمنحه بطاقة المرور الى المرحلة الاخيرة من التصفيات بنسبة 99,99%· وتسببت اضاعة الفرص في تحفيز المنافس لنيل نصيبه من الهجمات والسعي بدوره الى قلب المعطيات، خاصة أن كرة القدم عودتنا على أن الفريق الذي لا يسجل يقبل الاهداف، وهو ما حدث في لقاء الكويت، حيث سجل الازرق هدفين، بينما لم يفلح منتخبنا في تسجيل سوى هدف وحيد في الوقت بدل الضائع، وذلك بعد ان عاش المنتخب ظروفا صعبة كان بامكانه تفاديها· ويتعلق الامر الثاني بفقدان اللاعبين للتركيز غياب تركيز داخل الملعب في الشوط الثاني وتراجع اداء العديد من العناصر، خاصة في منطقة الوسط، وهو ما منح المنافس فرصة التقدم والضغط على دفاعنا· ووضح فرق كبير في اداء لاعبينا بين الشوطين، حيث طبق لاعبو الابيض التعلميات الفنية والتزموا بالادوار بكل دقة في الشوط الاول، بينما اضاع المنتخب شخصيته في الشوط الثاني ولم يقدر على الوقوف بندية امام المنافس، الأمر الذي كلفه ضغطا كبيرا من لاعبي الكويت واربك طريقة اللعب واصبح منتخبنا دون شكل فني واضح وتائه هدفه الوحيد تشتيت الكرات والاكتفاء بالمرتدات· اما في الشوط الاول، فكانت شخصية الابيض الاقوى داخل الملعب بفضل امساك لاعبينا بزمام الامور والتحكم في مجريات اللقاء· وبالتالي ارتكب منتخبنا خطأين كبيرين هما الثقة المفرطة وغياب التركيز، الأمر الذي يجب تفاديهما في مباراة سوريا الاحد المقبل؛ لأن حسابات التأهل لا تزال قائمة لدى المنافس واللعب بتركيز واحترام المنافس سيجنبنا المفاجآت غير السارة وسيعفينا من مواجهة أية صعوبات، بل على العكس التجهيز الجيد والتركيز من البداية الى النهاية يمهدان الطريق امام الابيض لحسم بطاقة التأهل وتأكيد جدارته بالمرور إلى المرحلة الأخيرة والحاسمة· أما العنصر الثالث فيتعلق بالجانب الفني ويخص المدرب برونو ميتسو، حيث تحتاج مباريات التصفيات الى المزيد من اليقظة في التعامل مع المنافسين وايجاد الحلول بسرعة وفي التوقيت المناسب حتى لا يتعرض الابيض الى ما تعرض له في الشوط الثاني من مباراة الكويت· حيث تأخر ميتسو في تعويض سبيت خاطر بسبب ارهاقه وعدم اكتمال جاهزيته البدنية بنسبة 100% واخرج احمد دادا الذي كان له دور كبير في ايجاد التوازن في منطقة الوسط· وبالتالي تراجع اداء خط الوسط بصفة واضحة في الشوط الثاني، ولم تكن التغييرات فاعلة في اعادة التوازن، خاصة أن منتخبنا يملك الحلول القادرة على تعديل الوضع في خط الوسط في وجود عبدالله مال الله ومحمد ابراهيم وكذلك اسماعيل الحمادي· بصفة عامة خرج منتخبنا بدروس وعبر من رحلة الكويت يجب العمل بها في المباراة المقبلة لتجاوز سوريا من خلال الفوز عليها، ثم لتأكيد جدارتنا بالتأهل من المجموعة الخامسة وإثبات أننا قادرون على المنافسة بقوة في الدور الأخير وجعل لقاء الأحد بمثابة تجهيز للمرحلة المقبلة· فارس جمعة الأقرب لتعويض حيدر ألو علي يبدأ الجهاز الفني للمنتخب اليوم البحث عن بديل للاعب حيدر الو علي والذي سيغيب عن مباراة سوريا بسب حصوله على الانذار الثاني في التصفيات· ويتوقع أن يعول ميتسو على اللاعب الشاب فارس جمعة بعد أن جربه في الدفاع امام ايران وتأكد من إمكاناته الطيبة وقدرته على افادة دفاع الابيض في المرحلة المقبلة· اما في بقية المراكز فيتوقع ان يحافظ المدرب على استقرار مختلف العناصر والعمل على اصلاح الاخطاء، خاصة في خط الوسط والسعي الى معالجة اهدار لاعبينا للفرص الهجومية· وسيتدرب الابيض على مدار خمسة ايام، حيث سيخصص الجهاز الفني حصة اليوم لتدريبات خفيفة من اجل استعادة الجاهزية البدنية، على أن يدخل المدرب غدا في الامور الفنية وتجهيـــــز العناصــــــر التي ستلعب مباراة سوريا· عودة الأزرق إلى مرانه في أجواء حزينة إيهاب شعبان الكويت- عاد أمس المنتخب الكويتي لكرة القدم إلى تدريبه استعداداً للسفر غداً إلى إيران للعب مع منتخبها الجولة الاخيرة من تصفيات المجموعة الخامسة الآسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم ·2010 وأدى الأزرق مرانه في هدوء بسبب الحزن العميق الذي أصاب اللاعبين بعد الخسارة من الإمارات في الوقت الحرج بالجولة قبل الاخيرة، وحرص أعضاء اتحاد الكرة الكويتي على الحضور إلى المران لتطييب خاطر اللاعبين، مؤكدين لهم انهم فعلوا ما عليهم، والمهم أن ينهوا التصفيات بشكل مشرف أمام إيران· وأعرب اسامة حسين مدير المنتخب عن أسفه لخروج الأزرق من التصفيات، متمنياً أن يكون المنتخب الحالي محط الاهتمام من المسؤولين، ويتم دعمه والمحافظة عليه، ولم يحمًّل اللاعبين المسؤولية أو الجهاز الفني، مؤكداً أن الكل قام بواجبه كل حسب دوره، وعبر عن تقديره للجماهير الوفية التي كانت بطل المواجهة الأخيرة·