الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استعراضات حالمة للباليه على أنغام أعلام الموسيقى العالمية

استعراضات حالمة للباليه على أنغام أعلام الموسيقى العالمية
16 مارس 2013 11:10
شهد مسرح قصر الإمارات سيمفونية جسدها مشهد فني أشبه ما يكون بالأحلام، من خلال العروض الرائعة التي قدمتها باليه وأوركسترا مارينسكي، وكانت بعنوان «تحية لميخائيل فوكين»، مصمم الاستعراضات، والتي أدتها الفرقة في مختلف أعمالها، وذلك ضمن أمسيات برنامج «مهرجان أبوظبي 2013» احتفالاً بعشرة أعوام من نجاح ما قدمه من حفلات وندوات جعلت الإمارة مركزاً ثقافياً وفنياً يتميز بمكانة عالمية. فاطمة عطفة (أبوظبي) - تضمنت الأمسية السيمفونية أربع لوحات ومشاهد من استعراضات الباليه الساحرة على أنغام أربعة من أعلام الموسيقى الكبار في العالم، حيث بدأ العرض الأول «شوبنيانا»، من تأليف فريدريك شوبان، وهو يعبر عن أطياف رومانسية حالمة قدمتها فنانات الاستعراض من خلال حركات رشيقة وإيماءات معبرة وكأنهن فراشات تحوم في أجواء ليلة مقمرة، وانسجاما مع ألحان الفرقة الموسيقية بأداء رشيق، من خلال عرض استمر 35 دقيقة، وفي ختام هذا الفصل عبر الجمهور عن سروره وإعجابه بالوقوف والتصفيق لهذا العمل الفني الرائع. وبعد الاستراحة الأولى عادت الفرقة لتقدم لوحتين فنيتين، الأولى «طيف الوردة» من تأليف كارل ماريا فون فيبير، وهي رقصة منفردة تحكي بحركات وإشارات رمزية قصة فتاة أخذها النوم إلى عالم الأحلام فترى في حلمها أنها تراقص وردة لعلها وردة الحب والأمل، لكنها تفاجأ عند استيقاظها أن الوردة ذابلة، وهكذا ينكسر الحلم وتنتهي القصة بهذا المشهد الحزين المؤثر، وقد ضاعت بهجة الحلم الجميل، ولا يمكن أن ننسى هنا أن الموسيقى بألحانها الهادئة هي التي أوحت بهذا الطيف الوردي الجميل الذي صمم رقصاته فنان عبقري وأدته فراشة راقصة بالانسجام وتناغم بين حركات الرقص وأنغام الموسيقى. «موت البجعة» وكانت اللوحة الثانية «موت البجعة» من تأليف كاميل سانت - ساينس، وهي تحكي بأنغام وحركات رمزية تعبر من خلال رمز البجعة عن قصة الأم التي تضحي في سبيل أبنائها، وهي مستوحاة من قصيدة للشاعر الإنجليزي تينيسون، وأدت الفنانة الاستعراضية هذه اللوحة الفنية بانحناءات والتواءات معبرة عن المعاناة التي يعيشها الإنسان، روحاً وجسداً، وهو يواجه لحظات الموت القاسية، ويظل الفن بلغته الرمزية وإيحاءاته فضاءً واسعاً يمنح الأمل ويتحدى الصعاب. وبعد الاستراحة الثانية لتغيير المشهد وإعداد المسرح ليظهر في جو شرقي ويأخذ إطاراً مناسباً لقصة شهرزاد، وهي من تأليف نيكولاي ريمسكي - كورساكوف. والقصة هنا تختلف قليلاً عن روايتها الأصلية لأن البطلة تضحي بنفسها حين يقوم شهريار بتأثير من أخيه فيقوم بخدعة ويدعي أنه ذاهب إلى الصيد لكي يكتشف مدى إخلاص غلامه له، لكن المحظيات يقنعن الغلام بفتح الأبواب أمام الغلمان وينغمس الجميع في جو من الملذات، كما ينجذب الغلام لأجمل محظيات القصر، وهنا يظهر شهريار فجأة ويأمر بقتل الجميع. لكن الفتى يتوسل إلى شهريار أن يعفو عنهم، ولكن بلا جدوى، وهنا تبادر حبيبته فتطعن نفسها لتضع خاتمة مؤثرة لهذه القصة. وإذا كانت حكايات شهرزاد من أشهر الكتب العربية في الغرب، وقد اقتبسوا منها أعمالاً فنية كثيرة دون الالتزام حرفيا بالنص، لكنهم أدخلوا لمسات مختلفة كما في هذه الحكاية. والجميل في هذا العرض أن الديكور والأزياء بتصميمها وألوانها، بالإضافة إلى سحر الموسيقى، كل ذلك كان يوحي بالأجواء الشرقية المعبرة عن الحضارة العربية في عصرها الذهبي في بغداد أيام الرشيد. لغة عالمية وقبل أن تبدأ فرقة البالية عرضها الفني التقى يوري فاتييف القائم بأعمال إدارة الفرقة، بعدد من الإعلاميين والمهتمين بفن الباليه، فتحدث عن أهمية هذه اللغة العالمية بموسيقاها ورقصاتها، وهي تتجاوز الحدود بين البلدان والشعوب، لتشكل لغة كونية تعبر عن المشاعر الإنسانية في كل زمان ومكان ومها اختلفت الظروف، وهذا ما جعل لهذه الفرقة مكانة عالمية راقية في جميع البلدان التي أدت عروضها فيها من أستراليا واليابان إلى أميركا. وبعد أن استعرض فاتييف البلدان التي قدمت فيها الفرقة عروضها، وجه التحية إلى أبوظبي والقائمين على تنظيم هذا المهرجان لاستقبالها باليه وأوركسترا مارينسكي، لتؤدي عروضها أمام جمهور متنوع يتشوق لسماع ومشاهدة فن الباليه على أنغام أوركسترا متميزة. وكان للجمهور رأيه بهذه الأمسية الموسيقية الراقصة، إحدى الحاضرات: جميل أن نرى في أبوظبي مثل هذا العرض الفني الجميل ونستمع إلى هذه الموسيقى الراقية، حين نستقبل فرقة باليه وأوركسترا بهذا المستوى، فهذا يلبي آراء الناس من مختلف الجنسيات، كما أنها تزيد من معرفتنا وتغني ثقافتنا، وإن كانت بعيدة عن أجوائنا، وكنت أتمنى لو أن يكون بين الحضور عدد أكبر خاصة من طلبة الجامعات لتشجيعهم على مشاهدة هذه الأعمال الفنية الراقية. ويرى إبراهيم عزام أن هذا المهرجان أكد في كل سنواته على النجاح والتميز، فحين تقدم فرقة «مارينسكي»، فهذه ثقافة أوروبية جديدة علينا ونحن نحتاج إلى سنين لنتعود عليها، كما يزيد هذا من التواصل مع مجتمعات متنوعة ستظهر آثارها بعد سنين، لأن الأثر الثقافي للفنون يأتي ثماره وفائدته على المجتمعات بعد حين. أما الطالبة مهرة الكويتي فترى أن هذا العرض يثري الثقافة لدينا، مبدية إعجابها بتقديم حكاية شهرزاد، وهي من حكايات الشرق، بقالب أوروبي متميز جداً، حيث استطاعت الفرقة أن تؤدي بصورة فنية جيدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©