لندن (رويترز) - قالت وكالة الطاقة الدولية أمس إن إمدادات النفط من الدول غير الأعضاء بمنظمة “أوبك” ستنمو بوتيرة أقل من التوقعات السابقة خلال الربع الأول من العام الجاري، لكنها أبقت على توقعاتها لنمو الطلب العالمي دون تغيير.
وذكرت الوكالة، التي تقدم النصح بشأن سياسة الطاقة للدول الصناعية، أن إنتاج الدول من خارج “أوبك” سيرتفع بواقع 300 ألف برميل يومياً خلال الربع الأول من عام 2012، انخفاضاً من توقعات سابقة بزيادة قدرها 490 ألف برميل يوميا مع انقطاعات غير متوقعة في الإمدادات تجاوزت 750 ألف برميل يومياً.
وخفضت الوكالة توقعات لنمو الإنتاج من خارج “أوبك” للعام كاملاً إلى 730 ألف برميل يومياً من 900 ألف برميل يومياً. ويشكل تفاقم الأوضاع في سوريا وجنوب السودان أكبر تحد للإمدادات من خارج “أوبك”. وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أمس أن تتراجع صادرات إيران النفطية بنسبة الثلث على الأقل اعتباراً من منتصف 2012، بما يتراوح بين 0,8 ومليون برميل في اليوم بسبب العقوبات الدولية.
وسلطت الوكالة الضوء على تقلص المخزونات في الدول الصناعية وقالت إنه رغم أن الصين واقتصادات مستهلكة ناشئة أخرى تقوم ببناء مخزونات جديدة، إلا أن حيازاتها الفعلية لا تغطي الطلب بالقدر الذي تتيحه احتياطيات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وقالت الوكالة في تقريرها الشهري “بدأت المخزونات المتراكمة بعد الركود الذي أصاب دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تتقلص. فالمخزونات وبصفة خاصة مخزونات الخام في أوروبا والمحيط الهادي تبدو شحيحة للغاية.”
وأضافت أن مخزونات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ارتفعت بشكل ضعيف خلال يناير حيث زادت 13,6 مليون برميل إلى 2,61 مليار برميل مما يضع مستويات المخزون دون متوسط خمس سنوات للشهر السابع على التوالي.
وارتفع إنتاج منظمة “أوبك”، التي تضخ نحو ثلث النفط العالمي، للشهر الخامس على التوالي إلى مستويات غير مسبوقة منذ أكتوبر 2008 حيث بلغ 31,42 مليون برميل يومياً مع زيادة إنتاج السعودية وتعافي الإنتاج الليبي. وارتفع إنتاج السعودية على مدار الشهر، مقترباً من أعلى مستوى في ثلاثة عقود عند حوالي عشرة ملايين برميل يومياً مما يتيح لها طاقة إنتاج فائضة تقل عن مليوني برميل يومياً. وأبقت الوكالة على توقعاتها لنمو الطلب على النفط خلال 2012 دون تغيير عند 800 ألف برميل يومياً. كما أبقت أوبك على توقعاتها لنمو الطلب العالمي عند 900 ألف برميل يومياً هذا العام بدون تغيير عن توقعات الشهر الماضي. ورغم ذلك حذرت الوكالة من أن ارتفاع أسعار النفط يشكل تهديداً رئيسيا للانتعاش الاقتصادي. وارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت بما يزيد على 17 % منذ بداية العام لتقترب من 126 دولاراً للبرميل.
ورأت “وكالة الطاقة” أن مستوى الأسعار المرتفع حالياً ناتج جزئياً عن “التوتر الجيوسياسي” في وقت “يتركز اهتمام الأسواق على التذبذب المحتمل في أسعار النفط الإيراني” بعد تطبيق حظر تدريجي اقره الاتحاد الأوروبي على صادرات النفط بحلول الأول من يونيو. ويرى خبراء الوكالة أن “صادرات النفط الإيرانية قد تتراجع في نهاية المطاف بحوالي 800 ألف برميل في اليوم إلى مليون برميل في اليوم اعتباراً من منتصف السنة، على أساس حظر الاتحاد الأوروبي ومع الافتراض بأن الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية ستواصل شراء الخام الإيراني بمستويات أدنى”. وتقدر وكالة الطاقة إنتاج إيران النفطي بـ3,58 مليون برميل في اليوم عام 2011. وتصدر طهران 70% من إنتاجها.
عدد اليوم
