السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كاليفورنيا تتأهب لاستغلال النفط الصخري

كاليفورنيا تتأهب لاستغلال النفط الصخري
15 مارس 2013 22:58
لا يزال حقل نفط ميدواي - سانست ينتج النفط طوال ما يتجاوز قرناً من الزمن، منذ طفرة النفط في جنوبي كاليفورنيا، ويلاحظ أن العديد من روافع مضخاته البارزة قصيرة نسبياً، ما يعني ضحالة الآبار وسهولة استخراج ما تحتويه من الخام. ولكن بعيداً عن هذه الغابة من روافع المضخات الواقعة على أرض سهلة، يمتد طريق إلى تلال شبه خالية إلا من عدد قليل من آبار استكشافية تضخ نفطاً من أعماق تفوق أضعاف أعماق آبار ميدواي سانست، هذه الآبار تنقب عن النفط مباشرة، مما يطلق عليه صخور مونتراي الطفلية، التي ربما تمثل صناعة نفط كاليفورنيا المقبلة - وساحة مرشحة لنزاع بين الحفارين وجماعات الحفاظ على البيئة الأقوياء في ولاية كاليفورنيا. في أحد تلك المواقع الاستكشافية تبرز روافع مضخات مرتفعة فوق بئرين نشيطتين في قطعة صغيرة من الأراضي الفيدرالية، وحتى الآن يعكف المشغل - شركة فينوكو - على تخزين النفط في خزانين ضخميين، ولكن من المقرر البدء قريباً في بناء خطوط أنابيب وحفر مزيد من الآبار. باحتوائها على ثلثي إجمالي ما يقدر من احتياطيات النفط الصخري الأميركي وامتدادها على مساحة 1750 ميلاً مربعاً أو 4530 كيلومتراً يمكن لصخور مونتراي الطفلية أن تجعل كاليفورنيا أكثر ولاية أميركية منتجة للنفط، وأن تحصد الثروات ذاتها التي أغدقتها آبار نفط صخري أصغر كثيراً على نورث داكوتا وتكساس. التكوينات الجيولوجية طالما شابت ثروات مونتراي النفطية الصخرية صعاب التكوينات الجيولوجية التي تجعل الاستخراج عملية بالغة التكلفة، غير أنه مع تقدم صناعة النفط التكنولوجي الذي نجح في استخراج الخام من أماكن متزايدة الصعوبة، هناك حديث جاد عن أن كاليفورنيا ستكون المرشحة لطفرة نفط مقبلة. وتعكف كبريات الشركات الموجودة أصلاً على التوسع في منطقة مونتراي الصخرية، بينما تقوم شركات مستجدة بفتح مكاتب في بيكرزفيلد عاصمة صناعة نفط كاليفورنيا، ومع استمرار ارتفاع أسعار النفط تبلغ إيجارات الأراضي الفيدرالية أكثر من ألف دولار للفدان أو 0?4 من الهكتار في مزادات اعتادت في الماضي على ألا تجذب سوى عروض لا تتجاوز دولارين فقط. وقال جابريال جارسيا مدير الحقول المساعد في مكتب إدارة الأراضي الفيدرالي في بيكرزفيلد: “شهدنا زيادة كبرى في السنوات الثلاث إلى الخمس الماضية في أسعار مبيعاتنا، ويتعلق هذا بالرهان على التقنيات الجديدة وكذلك على ارتفاع أسعار النفط”. تقنية الاستخراج كما أثار نفط مونتراي الصخري جماعات البيئة القوية في كاليفورنيا، فهي تضغط على الولاية لوضع قوانين صارمة تخص عمليات التفتيت الهيدروليكي تقنية الاستخراج التي أشعلت طفرة النفط والغاز الصخري في أماكن أخرى، بقدر ما لقيت معارضة جماعات المحافظة على البيئة. وفي شهر يناير، أصدرت دائرة البيئة في كاليفورنيا مسودة قوانين تخص التفتيت الهيدروليكي في أول خطوة ضمن إجراءات استغرقت سنة كاملة لصياغة تلك القوانين. وقال سيفرين بورينستاين المدير المساعد لمعهد الطاقة في كلية هاس لإدارة الأعمال بجامعة كاليفورنيا، بيركلي: “أدرك الجميع أن هناك نفطاً صخرياً ليس فقط في تكوينات مونتراي الطفلية، ولكن أيضاً في نورث داكوتا ووايومنج وفي أنحاء الدولة”. وأضاف: “عودة إلى سبعينات القرن الماضي كانت هناك مناقشات عن وجود كل هذا النفط وكل ما كان علينا فعله هو استخراجه، الآن وبعد 40 عاماً أضحت التقنيات متاحة للحصول على هذا النفط بطريقة اقتصادية التكلفة”. وفي الوقت الذي يوجد فيه النفط على عمق أقل من 2000 قدم أو 610 أمتار تحت سطح الأرض في حقول مثل ميدواي - سانست إلا أنه على الشركات أن تحفر إلى أعماق تتراوح بين 6 آلاف و15 ألف قدم لاستخراج النفط من حقول مونتراي الصخرية. ورغم تضاؤل إنتاج النفط لسنوات، لا تزال كاليفورنيا رابع أكبر ولاية منتجة للنفط في الولايات المتحدة بعد تكساس ونورث داكوتا وألاسكا، وحتى الآن لم يتم استخراج سوى القليل من حقول مونتراي الصخرية التي تقدر احتياطياتها بنحو 15?4 مليار برميل أو ما يفوق أربعة أمثال احتياطيات حقول باكن الصخرية في نورث داكوتا، حسب الإدارة الأميركية لمعلومات الطاقة. وقال نيل اورموند رئيس إدارة أراضي البترول في كلوفيس كاليفورنيا: “يوجد مليارات من براميل النفط مدفونة في مونتراي الصخرية وعلى حد علمي لم يتمكن أحد من استخراجه بعد، ولكني أعتقد أنه سيكون هناك مزيد من الباحثين عنه”. اشترى اورموند رخص استغلال أكثر من 10 آلاف فدان من الأراضي الفيدرالية في مزاد نُظم في شهر يناير مكتب إدارة الأراضي. جهود استكشافية وتعكف الشركتان الحاصلتان على أكبر حصص في منطقة مونتراي الصخرية - اكسيدنتال بتروليم وفينوكو - على زيادة جهودهما الاستكشافية بما يشمل مسحاً سيزمياً ثلاثي الأبعاد لإحدى المناطق، وبدأت مؤخراً شركات ذات خبرة باستغلال منطقة باكن الصخرية، منها شركة هيس، عملياتها في بيكرزفيلد، وقال جون بيبر المتحدث باسم هيس إن الوقت لم يحن بعد للتحدث عن أشياء محددة فيما يخص خطط الشركة في منطقة مونتراي الصخرية. غير أن خطط شركات النفط في تلك المنطقة استدعت بالفعل مراقبة متزايدة من جماعات البيئة، ورغم انشغال شركات نفط في عمليات تفتيت هيدروليكي في كاليفورنيا لعقود، إلا أن الإجراءات لم تكن صارمة من قبل مشرعي الولاية. تقتضي تكوينات منطقة مونتراي الصخرية الجيولوجية من الشركات إجراء عمليات تفتيت هيدروليكي أكثر كثافة وعمليات حفر أفقي أعمق، وقالت جماعات البيئة إن ذلك ينطوي على مخاطر في منطقة نشطة زلزالياً مثل كاليفورنيا. وأقامت جماعات البيئة بما يشمل سييرا كلوب ومركز التنوع الحيواني دعوى ضد المكتب الأميركي لإدارة الأراضي ووزارة الحفاظ على البيئة لمنع إتاحة المزيد من الأراضي لاستكشاف النفط ولفرض معايير بيئية أكثر صرامة. وقالت كاسي سيجل المحامية في مركز التنوع الحيواني: “إذا توصلت شركات النفط إلى كيفية استغلال ذلك النفط الصخري يمكن لكاليفورنيا أن تتحول مقدراتها بين عشية وضحاها”، وأضافت: “إن عملية التفتيت الهيدروليكي تسمم الهواء الذي نتنفسه والمياه التي نشربها، إنها واحدة من ضمن أهم المشاكل البيئية في كاليفورنيا إن لم تكن أهمها على الإطلاق”. وقال تاير هال المتحدث باسم جمعية بترول الولايات الغربية، إحدى جماعات الضغط الصناعية، إن شركات النفط استخدمت لعقود عمليات التفتيت الهيدروليكي بأمان في كاليفورنيا مصحوبة غالباً بعمليات الحفر التقليدي الرأسي. عن: انترناشيونال هيرالد تريبيون
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©