الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«تويتر» تتأهب لطرح أسهمها في اكتتاب عام أولي

15 مارس 2013 22:58
يعد توجه شركة تويتر إلى السماح لقدامى موظفيها بالاستفادة ببعض أسهمها في تعاملات خاضعة لمراقبة مُحكمة، آخر ما يدل على سعي الشركات إلى تلافي مصير شركة فيسبوك، التي باتت مثالاً تحذيرياً على ما يمكن أن يحدث من عواقب حين تتداول أسهم شركات بادئة متسارعة النمو تداولاً مفتوحاً في سوق خصوصية زائفة. تسعى تويتر إلى منع تكرار التداول الثانوي واسع النطاق الذي ضخم سعر فيسبوك قبل اكتتابها العام الأولي العام الماضي. ولذلك عمدت تويتر إلى الاحتفاظ بقيمة أكثر تواضعاً من خلال عرض بيع بعض أسهمها مقابل 80 مليون دولار، وهو ما يعني أن قيمة الشركة الآن تساوي 9 مليارات دولار، وهو مبلغ يعبر عما تعتقده تويتر بأنه قيمتها العادلة المعقولة، وليس ما يحدده مستثمرون خارجيون من قيمة. خلال السنوات التي سبقت طرح فيسبوك اكتتاباً عاماً أولياً اعتمدت الشركات التي سهلت التداول الثانوي لشركات بادئة غير مدرجة بالسوق، مثل شركتي سكندماركت وشيرزبوست سبيل الموظفين وأوائل المستثمرين إلى تحقيق مكاسب (عن طريق بيع أسهمهم) في وقت اعتادت الشركات البادئة الواعدة على إرجاء طرحها اكتتاباً عاماً ابتدائياً لسنوات. غير أنه بعد أن شاهدت شركات بادئة أخرى المشاكل التي خلقتها هذه الأسواق لموظفي فيسبوك الماليين، وشاهدت أيضاً هبوط سعر سهم فيسبوك من 43?5 دولار، في واحد من آخر التداولات في السوق الخاصة إلى 25 دولاراً بعد الطرح العام الابتدائي بثلاثة أسابيع، أضحت تلك الشركات البادئة الساعية إلى إدراج ذاتها في أسواق عامة في أعقاب دخول فيسبوك السوق تفرض قيوداً صارمة على تداول أسهمها في أسواق ثانوية خاصة. وتعكف شركات استثمار، مثل سيكويا إحدى أوائل المستثمرين في تويتر على إبلاغ شركات محافظها بإدراج فقرات في لوائحها أو سياسات تداولها الداخلي تحد من تحويل الأسهم والشركات الوسيطة، مثل شيرزبوست وسكندماركت. وقال بيل جورلي أحد الشركاء في بنشمارك: «يضع العديد من هذه الشركات سياسات، بحيث لا تؤثر عليها تلك الشركات على النحو ذاته». أسواق ثانوية منذ عامين اثنين غيرت تويتر سياستها الخاصة بمنح موظفيها خيارات بيع وشراء أسهمها منعاً للتداول في أسواق ثانوية، بحيث لا يمكن السماح بالتداول إلا من خلال الشركة، ومن أجل تقييد التداول الثانوي، فإنه حين يشتري أحد موظفي الشركة - أو مستثمريها أسهم فيها لا يسمح ببيعها مرة أخرى. وهذا يعني أنه إلى أن يجري طرح اكتتاب عام ابتدائي يكون هناك سقف لحجم التداول في أسهم تويتر. ولن يتمكن سوى أقلية من موظفي تويتر البالغ عددهم 1400 موظف من الاشتراك في العرض المطروح من صندوق بلاكروك، والمتوقع أن يقفل في شهر مارس. وتوقفت تويتر عن عرض خيارات أسهم على الموظفين الجدد في مطلع عام 2011، حيث لم يحصل الموظفون الجدد إلا على أسهم مقيدة لا يمكن بيعها في الطرح. ومن خلال القيام بدور الوسيط، في مقدور تويتر الاتفاق على سعر مع كل مشتر على حدة، الأمر الذي يمنحها مراقبة صارمة على قيمة الشركة. مثل هذه التوجهات دفعت شيرزبوست وسكندماركت إلى الإسراع بتعديل أسلوب عملهما. وكلاهما يتخلى حالياً عن كثير من التحكم لمصلحة الشركات جذباً لمزيد من العملاء، الأمر الذي يكفل للشركات البادئة مزيداً من التحكم على من يستطيع أن يبيع ويشتري، ومتى وبأي سعر. يعتبر ذلك تغيراً جذرياً عن الوقت الذي كانت فيه فيسبوك الحاضر المهيمن على هذه الأسواق. فمنذ أدرجت فيسبوك في السوق في شهر مايو الماضي انخفضت أحجام التداول انخفاضاً حاداً. تضرر المستثمرين وذلك يرجع سببه في المقام الأول إلى أن فيسبوك أجرت معظم تلك التداولات بما فاق 50% لكلا الشركتين، ولكن أيضاً بسبب أن التداول في شركات خاصة أخرى تقلص في ظل خشية تضرر المستثمرين، نظراً لأن الكثير من المشترين أتوا بعد اكتتاب أسهم فيسبوك رسمياً. وقال جريج بوجر مدير شيربوست: «إن ذلك بمثابة صدمة للسوق أصابت الكثير بالإحباط». عقب تسجيل حجم تداول بلغ 558 مليون دولار في عام 2011، نحو 343 مليون دولار منه كان تداولات فيسبوك ذاتها، رأت السوق الثانوية أن حجم التداول لم يعد مقياساً حقيقياً لنشاطها، فأوقفت رصد حجم التداولات. وتحولت نسبة التداولات في أسهم مواقع التواصل الاجتماعي في سكندماركت من 61% آخر عام 2011 إلى واحد في المئة في الربع الرابع من العام الماضي. كانت فيسبوك أول شركة تخوض كارهة في تطور هذه الشركات. وارتبك موظفو فيسبوك الماليون من كثرة ما يتلقونه من مكالمات هاتفية من مستثمرين مجهولين جدد ليستعلموا عن مراكز فيسبوك المالية، وبات من الصعب جداً تمييز من يستحق الحصول على تلك المعلومات الخطيرة والسيطرة على مجمع المستثمرين. وحدث أن السهم الذي اعتقد الكثيرون أن مصرفيي فيسبوك الذين أداروا الاكتتاب العام الأولى قد حددوا سعره عند 38 دولاراً للسهم الواحد خرج تماماً عن سيطرتهم. كان الأمر أشبه بمسرحية مثيرة شهدتها تويتر عن كثب. وبعد أن جمعت تويتر 800 مليون دولار في عام 2011 بما يوصل قيمة الشركة إلى نحو 8 مليارات دولار سرعان ما ترددت أنباء عن قيمة فيسبوك البالغة 100 مليار دولار. منذ ذاك فقدت فيسبوك ثلث تلك القيمة، ما أنزلها إلى قيمتها السوقية الراهنة البالغة 67 مليار دولار، وسط جو جمع بين توقعات مبالغ فيها سبقت طرحها لاكتتاب عام أولي، والقلق من قدرتها على النجاح في مجال الأجهزة المحمولة. ورغم تأكيد مصادر قريبة من تويتر على أنه لم يتم تحديد تاريخ طرح اكتتاب عام أولي بعد، إلا أن التوقعات تتزايد والضغوط تتنامى - بأن الشركة قد تقدم على هذه الخطوة في وقت لاحق من هذا العام، أو في مطلع عام 2014. وتقول مصادر، إن العرض البالغ قيمته 80 مليون دولار الذي تقدمت به بلاكروك يعتبر متواضعاً، بحيث لا تخرج توقعات الاكتتاب العام الأولي عن سيطرتها. ورغم أن بلاكروك التي تعرض شراء أسهم عند قيمة 9 مليارات دولار، قد منحت الحق في الاطلاع على معلومات تويتر المالية، إلا أن تداولات ثانوية - مثل الصفقتين الصغيرتين اللتين أجريتا في نوفمبر وديسمبر واللتين قيمتا تويتر بما يتراوح بين 10 مليارات دولار و11 مليار دولار - ليست محجوبة عن البيانات التي يمكن على أساسها حساب قيمة الشركة على نحو أكثر دقة. ويقول المستثمرون الذين يتجنبون هذه الأسواق الثانوية إن ذلك هو السبب ذاته الذي يجعل الأسواق الثانوية غير معول عليها. عن - فاينانشيال تايمز ترجمة - عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©