الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الصيام فرصة لتحصين الشباب من الأفكار المتشددة

الصيام فرصة لتحصين الشباب من الأفكار المتشددة
5 مايو 2017 02:55
حسام محمد (القاهرة) أيام تفصل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها عن نفحات شهر رمضان المبارك، وفي حين استعدت الفضائيات بمسلسلاتها وأعمالها الدرامية والبرامجية لعرضها خلال الشهر الفضيل، فإن علماء الدين يقفون على الجانب الآخر ينتقدون هذا الكم من الأعمال الدرامية، مؤكدين أن استقبال شهر رمضان لا بد أن يكون بوضع خطة إيمانية خاصة، يربح من خلالها المسلم الثواب الكبير من شهر النفحات. وأشار علماء الدين إلى أن الصيام فرصة كبيرة لتحصين الشباب من الأفكار المتشددة، عن طريق برامج توضح صحيح الإسلام، ويقوم على تقديمها الدعاة والعلماء الموثوق في علمهم، حتى لا نترك الشباب، نهباً للأفكار الضالة. نفحات مباركة ويقول الدكتور محمد كمال إمام، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر وأستاذ الشريعة بجامعة الإسكندرية: نحن نعيش اليوم نفحات شهر شعبان وعلى بعد أيام قلائل من شهر رمضان الفضيل، ولا بد أن يكون الجميع منشغلين بالدعاء كي يبلغهم الله هذا الشهر، حتى ينهلوا من فضل الله من خلال صيامهم وقيامهم، ولنا أن نتذكر أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- كان يبشر أصحابه بقدوم رمضان، فيقول: «جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم»، لكن للأسف، فإننا نلاحظ في كثير من الأحيان أن نسبة كبيرة من المسلمين يحرصون على وضع برنامج خاص لولائمهم والأماكن التي من المقرر أن يقوموا بزيارتها خلال ليالي الشهر الفضيل، فيعدون برنامجاً يغفلون فيه عن أهم شيء وهو العبادات، فقلما تجد من يضع برنامجاً لاستغلال رمضان روحانياً، بحيث يخرج منه وقد استفاد بغنيمة الحسنات الكبرى، والأغلبية تهتم بمواعيد البرامج والمسلسلات وتضع العبادات جانباً، وهو خطأ كبير يتسبب فيه المسلم نفسه وتتسبب فيه للأسف قنواتنا الفضائية المختلفة، ونتناسى قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، «سورة البقرة: الآية 183»، وقال جلّ وعزّ: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ...)، «سورة البقرة: الآية 185». يضيف د. إمام: من هذا المنطلق علينا أن نستعد جيداً لشهر رمضان، فكله خير، وعلى الجانب الآخر يجب على المسؤولين عن إعلامنا العربي والإسلامي أن يتوقفوا عن تخصيص كل أوقات بثهم للأعمال التي تلهي المسلمين عن فضائل رمضان، وعلى الفضائيات أن تسعى لتقديم برامج نافعة تحث المسلمين على الالتزام بدينهم الصحيح دون إفراط أو تفريط، وأن يتم ترسيخ الشعور بأن رمضان شهر الخير والعبادة والصيام والبركة والهدى والفرقان، والمقصود أن نصوم ونقوم ونعبد الله تعالى، وتنعكس تلك العبادات على نفوسنا وعقولنا، وقلوبنا وعلى سلوكنا، بحيث تغيرنا إلى الأفضل، وفي نفس الوقت، تحصن شباب المسلمين في مواجهة الفكر التكفيري الضال؛ لأن الشاب المسلم عندما يرى كل تلك الفضائيات، وهي لا تهتم بنفحات الشهر الفضيل وتخصص جل برامجها للهو واللعب والطبخ وغيره، يكون لقمة سائغة أمام الجماعات الإرهابية، ويسهل التغرير به. استقبال الأسلاف ويقول الدكتور عبد الفضيل القوصي، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر وزير الأوقاف المصري الأسبق: يجب على المسلم أن يستشعر عظمة الأيام المقبلة، ونحن في انتظار هذا الضيف الكريم رمضان المبارك، فعليه أن يستقبل الشهر بكل أحاسيسه ومشاعره وعواطفه بالعزم على ترك الآثام والسيئات والتوبة الصادقة من جميع الذنوب، والإقلاع عنها وعدم العودة إليها، فهو شهر التوبة، وقد قال تعالى: (... وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، «سورة النور: الآية 31»، ولا بد أن يسعى المسلم إلى وضع برنامج لوقته وأعماله، سواء عمله الذي يتكسب منه، أو عبادته خلال الشهر، بحيث يكون صيامه وحياته طوال شهر رمضان مثل السلف الصالح، تصوم جوارحه عن المحرمات ويعمل على وأد الفرقة والخلافات، سواء على المستوى الأسري، أو حتى المجتمعات ككل، وبلا شك، فإن الصوم أحسن وسيلة لعلاج نفوسنا التي ستتزكى ويتحقق لنا الصفاء الروحي، ويختفى معظم مشكلاتنا ونحقق الهدف من الشهر الفضيل. يضيف د. القوصي: لقد كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يحث الأمة على الاستعداد الجيد لشهر رمضان، ولهذا علينا أن نستعد من الآن كي يكون صيام رمضان وقيامه تسكيناً لفؤادنا وتطهيراً لألسنتنا عن الكذب أو النطق بفحش القول أو النميمة أو غيرها، كما يكون تطهيراً لأبصارنا من النظر لما حرم الله وتنقية للقلوب عما علق بها من آثام، ونحرص على الاستغفار في كل لحظة. العمل الخيري يقول الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أستاذ الشريعة بجامعة حلوان: لا بد ألا ننسى العمل الخيري خلال شهر رمضان، بحيث نستعد من اليوم لإدخال السرور على قلوب الفقراء والمساكين، ونسعى إلى التراحم والإحسان وصلة الرحم وحفظ الجوار، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فرسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة، وثبت عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ»، وبلا شك، فإن إعانة الفقراء على قضاء حوائجهم في هذا الشهر الفضيل هو أفضل أعمال الخير، خاصة أن رمضان شهر تضاعف فيه الحسنات وترفع فيه الدرجات، فيتقرب فيه العبيد إلى مولاهم بكثرة الأعمال الصالحات، فلا بد أن ينطلق المسلمون ونحن نقترب من الشهر الفضيل إلى العمل الخيري، بحيث نرسم البسمة على شفاه الفقراء والأيتام في كل مكان. وحتى ندرك أهمية العمل الخيري في شهر رمضان علينا أن نعي كيف يفرح الفقراء لقرب قدوم الشهر الفضيل، لثقتهم في أن الله سيسخر لهم أغنياء المسلمين كي يساعدوهم، فرمضان شهر التراحُم بين المسلمين، وبالنِّسبة للفقراء موسم الجود الذي يفيض عليهم، ما أعطى الله الأغنياء وفتح لهم من أبواب الرزق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©