الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

من فضائل الأمة الإسلامية

من فضائل الأمة الإسلامية
5 مايو 2017 02:55
الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام، وشرح صدورنا للإيمان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:- يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ باللّهِ)، «سورة آل عمران: الآية 110». لقد ختم الله سبحانه وتعالى الرسالات برسالة الإسلام، وختم النبوة بسيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم-، وفضَّل أمة هذا النبي الكريم- صلى الله عليه وسلم- على سائر الناس وجعلها خير الأمم التي قادت وَهَدَتْ وأنقذت، وقد خصها الله بميزتين: الخيرية: فهي خير الأمم ما اعتصمت بكتاب الله وسنة نبيه- عليه الصلاة والسلام- (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ باللّهِ). والوسطية: والوسطية هنا ليست النقطة بين طرفين، لكنها الخيار والأفضل (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)، «سورة البقرة: الآية 143»، ومما يؤكد هذا المعنى قوله تعالى في سورة القلم: (قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ)، «سورة القلم: الآية 28»، ومعناها قال: خيارهم، وفي الحديث: «...فَإذِا سَأَلْتُمُ اللهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ؛ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ، وَأَعْلَى الْجَنَّةِ»، (أخرجه البخاري). ومن المعلوم أن أمتنا الإسلامية التي ختم الله بها الأمم، وختم برسولها- عليه الصلاة والسلام- الأنبياء والمرسلين، وخصَّها الله تعالى بأكمل الشرائع وأوضح المناهج وأقومها؛ لتقوم برسالتها وتؤدي مهمتها العظيمة في الحياة، فقد أكمل الله لها الدين وأتم النعمة ورضي لها الإسلام ديناً، كما في قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا)، «سورة المائدة: الآية 3»، وكان نزول هذه الآية الكريمة في حجّة الوداع قبل شهور من لحاق الرسول- صلى الله عليه وسلم- بالرفيق الأعلى، وتأكيداً لمضمون الآية الكريمة قال- صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلاَّ هَالِكٌ»، (أخرجه أحمد). ونذكر هنا بعض الفضائل التي أكرم الله بها الأمة الإسلامية: أنتمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الأرْضِ أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قال: «مَرُّوا بجَنَازَةٍ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وَجَبَتْ، ثُمَّ مَرُّوا بِأُخْرَى، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ: وَجَبَتْ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: مَا وَجَبَتْ؟ قَالَ: هَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا فَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَهَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ»، (أخرجه البخاري). وفي رواية أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «أَيُّمَا مُسْلِمٍ شَهِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ بِخَيْرٍ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ، فَقُلْنَا: وَثَلاثَةٌ؟ قَالَ: وَثَلاثَةٌ، فَقُلْنَا: وَاثْنَانِ؟ قَالَ: وَاثْنَانِ، ثُمَّ لَمْ نَسْأَلْهُ عَنْ الْوَاحِدِ»، (أخرجه البخاري). فُضِّلْنَا عَلَى النَّاسِ بثلاثٍ أخرج الإمام مسلم في صحيحه عَنْ حُذَيْفَةَ - رضي الله عنه- قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «فُضِّلْنَا عَلَى النَّاسِ بثَلاثٍ: جُعِلَتْ صُفُوفُنَا كَصُفُوفِ الْمَلائِكَةِ، وَجُعِلَتْ لَنَا الأَرْضُ كُلُّهَا مَسْـــجِدًا، وَجُعِلَتْ تُرْبَتُهَا لَنَا طَهُورًا إِذَا لَمْ نَجِد الْمَاءَ»، (أخرجه مسلم)، وَذَكَرَ خَصْلَةً أُخْرَى. لقد اختص الله سبحانه وتعالى أمتنا الإسلامية بأن جعل صفوفها في الصلاة كصفوف الملائكة، قياماً بين يدي رب العزة والجلال، كما يَسَّرَ الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة أمورها، فما جعل علينا في الدين من حَرَجٍ في تأدية أركان الإسلام وعباداته، ومنها أداء هذا الركن العظيم ألا وهو فريضة الصلاة، ومن المعلوم أن من أبرز سمات التشريع الإسلامي الحنيف: سماحته وَيُسْرُ أحكامه، فليس فيه حرج أو مشقة، ولا عسر أو تنفير، بل فيه اليسر والرحمة، والخير والتبشير. أرْجُو أنْ تكُونوا نِصْفَ أهْلِ الْجَنةِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا آدَمُ، فيَقُولُ لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، فَيُنَادَى بِصَوْتٍ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُخْرِجَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إِلَى النَّارِ، قَالَ: يَا رَبِّ وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ أُرَاهُ قَالَ: تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، فَحِينَئِذٍ تَضَعُ الْحَامِلُ حَمْلَهَا، وَيَشِيبُ الْوَلِيدُ، وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ حَتَّى تَغَيَّرَتْ وُجُوهُهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، وَمِنْكُمْ وَاحِدٌ، ثُمَّ أَنْتُمْ فِي النَّاسِ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جَنْبِ الثَّوْرِ الأَبْيَضِ أَوْ كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جَنْبِ الثَّوْرِ الأَسْوَدِ، وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ قَالَ: ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ قَالَ: شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَكَبَّرْنَا»، (أخرجه البخاري). هكذا بَشَّر الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- أصحابه الكرام- رضي الله عنهم أجمعين- بعد أن اشتدَّ عليهم الأمر ووقعت منهم الكآبة برحمة الله بهم، حيث جعل نصيبهم في الجنة أكثر من غيرهم من الأمم، وهذا فضل من الله ونعمة. هذه بعض فضائل الأمة الإسلامية، لذلك فإن الواجب على هذه الأمة التي جعلها الله خير أمة أُخرجت للناس، وأرسل إليها خير الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم-، وأنزل عليه أصدق الكلام وأعظم الكتب السماوية، أن تضطلع برسالتها السامية التي خصَّها بها الله - سبحانه وتعالى-، لتعود كما كانت دائماً هي الأمة الرائدة في العالم أجمع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©