الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الباعة المتجولون يقلقون راحة السكان ويشوهون مظهر المدينة الحضاري

الباعة المتجولون يقلقون راحة السكان ويشوهون مظهر المدينة الحضاري
6 مايو 2010 20:57
هم باعة لا يحدهم مكان أو يستقر بهم مقام، تجار وليسوا تجاراً، يعملون بلا حسيب ورقيب، وأرباحهم صافية، ينتشرون في الأحياء السكنية، ليعرضوا بضائعهم التي تتنوع ما بين ألعاب وملابس وعطور وبخور وساعات تقليدية و»سي دي» بأسعار رخيصة، حيث يطرقون الأبواب في أي وقت من اليوم، فيما تبذل وزارة الداخلية جهودها للتصدي لانتشارهم بوصفهم يشوهون الصورة الحضارية للبلاد. يوفر الباعة المتجولون خدمات مهمة لربات البيوت، حيث تقول «أسعار بضائعهم أرخص بكثير من أسعار المحال والأسواق». وتضحك، وهي تتذكر آخر مرة اشترت من «الليلام»، قائلة: «في الفريج يتعالى صوت البائع، ويقول «ليلام ليلام». وبمجرد سماع صوته أركض لأشتري مما عنده، وفي مشهد مضحك يفرش قطعة القماش على الأرض ويستعرض ما لديه من بضاعة ورغم صغر حجم قطعة القماش، إلا إنها تحتوي على الكثير من البخور والعطور والإكسسوارات وملابس الأطفال والأسوار، وبعد المفاصلة الطويلة بين سعر هذا وذاك أشتري ما أحتاجه»، مبدية استغرابها من مطالبات البعض بمنع الباعة المتجولين، كون تجارتهم «رزق يفتح بيوت الناس». طرق الأبواب يصف راشد حسين، الباعة المتجولين، فيقول: «من خلال مشاهداتي الكثيرة لهذه الفئة التي تتمركز أكثر في الأحياء والشقق السكنية فهم في أحيان كثيرة يطرقون الأبواب بلا (إحم ولا دستور)، ظهراً أو ليلاً حتى لا ينكشف أمرهم، ليس لديهم هوية قانونية أو بطاقة شخصية أو ترخيص مزاولة مهنة»، معتبراً أنهم مخالفون لنظم العمل. وتقول سعاد شهاب، ربة بيت، ومن خلال تجربتها الشخصية: «هناك فئة متجولة تقوم بالبيع لمصلحة أشخاص آخرين أو لمصلحة منشآت تجارية، وباعة آخرين يعملون لحسابهم الخاص، أما مواقيت عملهم فمختلفة على حسب مواقعهم، فهناك من يعمل صباحاً والبعض الآخر مساء، وهناك آخرون يعملون طوال اليوم، وليس لديهم موقع ثابت لمزاولة البيع». وتضيف: «الكثير من ربات البيوت والشباب المراهقين يتعاطفون معهم، فربة البيت تشتري كل ما تقع عيناها عليه، أما المراهق فيشتري ما يرضي غرائزه من أفلام تحتوي على العنف أو الجنس، بينما الأطفال بعد أن يتعالى صراخهم ترضخ الأم بعد إلحاح شراء الأفلام الكرتونية التي يبلغ سعرها (10 دراهم)، وقد تتلف بعد يوم أو اثنين من شرائها». وتدعو شهاب الجميع لأن يتكاتفوا لمكافحة ظاهرة الباعة المتجولين عن طريق إبلاغ الشرطة عند مشاهدة أي بائع متجول. إزعاج يومي من خلال تردد هيفاء نصر الدين، ربة بيت، على الحديقة يلتف حولها مجموعة من الباعة الذين يبيعون ألعاب الأطفال. إلى ذلك، تقول: «مجرد أن يشاهد البائع عائلة تجلس في الحديقة. يقبل عليها الباعة المتجولون لعرض ما يحملونه من بضائع والتي تكون ألعاب أطفال عادة»، مشيرة إلى أن الكثير من الأطفال يلحّون على الأم بعد ضراح وعويل وبكاء مستمر أن تشتري لهم من الألعاب التي بحوزتهم والتي تكون في الغالب رديئة جداً وغالية السعر، وتتلف بمجرد استخدامها عدة مرات». وتخشى منى السعيد، مسؤولة اللجنة الاجتماعية في جمعية سيدات مصر بأبوظبي، الباعة المتجولين، وتقول: «لم أتعامل مع الباعة المتجولين الذين يأتون إلى المنازل، حيث إنني أخاف أن أفتح بابي لمن لا أعرفه حتى لو كانت بضاعته أرخص من السوق». لكنها ترجع بذكرياتها إلى الوراء وتذكر تجربتها مع أحدهم الذي كان بالقرب من باب مصعد العمارة التي تقطن فيها. وتقول: «في إحدى المرات، اضطررت لشراء مجموعة من أقراص الألعاب للأطفال، حيث قابلنا البائع عند باب المصعد وأصرت ابنتي الصغيرة على شراء قرص (سي دي) لفيلم كرتوني وعندما وضعنا القرص في (البلاي ستيشن) أصاب الجهاز بالعطل، وكلفنا هذا الشريط الذي اشتريه من البائع مبلغاً كبيراً لتصليحه، مما يعني أن البضاعة كانت (مضروبة)»، مشيرة إلى أنها «بعد التجربة قررت أن أشتري من محل معروف حتى لو كان السعر أغلى؛ لأن البضاعة تكون هناك مضمونة 100%». مخالفة القانون تقول علا حجاب، نائبة رئيس جمعية سيدات مصر بأبوظبي: «هؤلاء الباعة المتجولون غالباً ما يروجون بضائع مغشوشة، وغالباً ما تكون تلك البضائع مضرة مثل شامبو الشعر، وكريم للوجه، وسائل للغسيل؛ لإنها مقلدة»، متمنية أن «تختفي هذه الظاهرة حتى لا يقع ضحيتها البسطاء والسذج». من جانبه، يقول العميد محمد صالح بداه، مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة بالإنابة في وزارة الداخلية: «يعد الباعة المتجولون عاملاً من العوامل المؤثرة سلباً على الشكل العصري والحضاري لأي مجتمع من المجتمعات المتقدمة، وهذا يعطي انطباعاً سيئاً، ويترك هذا السلوك في أذهان السياح ويسيء إلى مظهر الدولة الحضاري، وهؤلاء في الغالب يبيعون سلع وأشياء تافهة وضارة بالصحة والحياة الاجتماعية وبالأخلاق». عن دور أفراد المجتمع، يقول بداه: «حين يرى أي شخص هؤلاء الفئة، لا بد من إبلاغ رجال الشرطة والجهات المختصة عن الباعة، إلى جانب عدم الشراء منهم مهما تعاطفوا معهم»، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية تقوم بدور فعال ومهم بالتنسيق مع الجهات الأخرى في مجال حماية المجتمع من الباعة ومكافحة هذه الظاهرة. ويضيف: «أي عامل مخالف للقانون له عقاب رادع، والشرطة تتخذ الإجراءات القانونية في مثل هذه الحالات وترسلهم إلى جهات الاختصاص وفق بنود القانون»، مؤكداً أنه في حالة قيام البائع بطرق الباب، لا بد من أفراد المجتمع الاتصال بالشرطة وإبلاغهم بوجود باعة متجولين يقومون بالبيع في هذه المنطقة. من هم الليلام؟ الباعة المتجولون أو«الليلام» هم مجموعة من الأشخاص دأبوا على تسويق بعض البضائع البسيطة كأدوات المنزل وقطع الأقمشة والبخور والعطور وملابس الأطفال والإكسسوارات والساعات التقليدية، وعادة ما يضعون تلك البضائع في لفات ملابس محمولة على أكتافهم، ويتنقلون بها بين البيوت منادين»ليلام ليلام»، ومعظمهم إما قدم للبلاد متسللاً أو يقيم بصورة غير مشروعة أو هارب من كفيله. تطورت هذه الظاهرة اليوم بالمقارنة مع الماضي خصوصا مع التطور الحضاري وانتشار المراكز التجارية وتشديد الرقابة على مثل هذه الفئة من العمالة الهامشية، ليظهر نوع آخر من الباعة المتجولين من جنسيات غير معهودة، اذ بدأ بعض الأفراد من الجنسية الصينية أو الأسيوية ببيع بضائع جديدة عبارة عن إكسسوارات نسائية وبعض الساعات المقلدة لماركات عالمية وأقراص مدمجة للألعاب والأفلام الخليعة، وتقوم بعض النسوة بعرض البضائع على السيدات في المنازل. وقد تكون أسعار هذه البضائع مبالغاً فيها أحيانا، وأكثر من مثيلاتها بالمحال التجارية وأصبح الباعة المتجولون يتنقلون بسياراتهم وغالبا ما تكون مؤجرة وكثيرا ما يدخلون إلى الدولة عبر تأشيرات زيارة ثم يعودون بعد ممارسة نشاطهم. يفضل الكثير من الباعة طرق الشقق السكنية أو الأحياء القديمة أو البيوت التي تسكن بها «نساء» ، والسبب في ذلك إن النساء يفضلن شراء كل ما تقع اعينهن عليه من البضاعة الرخيصة، ويجدن سهولة في الحصول على مايردنه متجنبات عناء الذهاب إلى السوق.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©