الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: الحرية بلا ضوابط.. عبث وفوضى

العلماء: الحرية بلا ضوابط.. عبث وفوضى
5 مايو 2017 13:44
أحمد مراد (القاهرة) أكد علماء دين أن الإسلام الحنيف أعطى المرأة حريتها الكاملة على مختلف المستويات، وذلك في إطار من الضوابط الشرعية التي تصون كرامتها وعفتها، مشددين على ضرورة أن تلتزم المسلمة بضوابط الحرية التي جاءت بها الشريعة الإسلامية حتى لا تتحول حرية المرأة إلى خراب وتدمير للأسرة والمجتمع والأمة، مشيرين إلى أن الحرية بلا ضوابط أو حدود عبث يرفضه الدين الإسلامي الذي جعل حرية المسلم أو المسلمة في إطار قاعدة الحقوق والواجبات. وأوضح العلماء أن الدين الإسلامي منح المرأة الحرية التي تجعل منها إنساناً مسؤولاً ومنضبطاً وملتزماً بقواعد الشرع الحكيم، فالمرأة المسلمة الحرة هي المرأة المسؤولة عن تصرفاتها ودينها، وهي المعززة المكرمة في مجتمعها المسلم المترابط. حرية مسؤولة الباحثة الإسلامية د. خديجة النبراوي، تؤكد أن الإسلام الحنيف أعطى المرأة حريتها الكاملة على مختلف المستويات، وذلك في إطار ضوابط شرعية تصون كرامة المرأة، وتضمن لها استقلال شخصيتها، فهي حرية مسؤولة تنطلق من دور المرأة في بناء الأجيال وإعداد الجنود للدفاع عن الدين والوطن وصناعة الحضارة، وهي بالتأكيد ليست حرية عري وفوضى وخلاعة، والحرية المسؤولة التي منحها الإسلام للمرأة تجعلها تلتزم بما حدده الشرع الإسلامي لها من حقوق وواجبات. وتشير الباحثة الإسلامية إلى أن الحرية إذا لم تكن وفق ضوابط وحدود لا يمكن أن تسمى حرية، وإنما تدخل في إطار الفوضى، فعلى سبيل المثال المرأة في ظل الأنظمة الغربية أعطيت حرية الفوضى، لذا نجد انعكاسات هذه الفوضى تتجسد في تفكك الأسرة التي تعد المرأة عمادها، وكذلك في انعدام القيم في المجتمع الذي تناصف المرأة فيه الرجل، بينما الحرية التي أعطاها الإسلام للمرأة تتميز بكونها حرية منضبطة تحافظ على استقرار الأسرة والمجتمع معا. وتؤكد أن حرية المرأة، كما يريدها الغرب لا تحقق لها السعادة أو الأمن المعنوي، بل تلقي بها في خضم المادية الرهيبة وصراعاتها المستمرة تحت شعار المساواة بينها وبين الرجل، أما الإسلام فيرسي حقوق المرأة المادية والمعنوية معاً، والتي تمثل واجبات الرجل نحو المرأة، وواجبات المرأة نحو الرجل، وذلك في توازن عجيب يحقق للمرأة كمخلوق عاطفي كل ما تصبو إليه من حب وعطف ورعاية، كما أوجب الإسلام على المجتمع ككل وأولى الأمر مراعاة حقوق المرأة في الرعاية الاجتماعية والاقتصادية والعاطفية أيضاً، وهي حقوق لا يوجد لها مثيل في أي قانون في العالم. وتضيف د. خديجة: وفي إطار الضوابط الشرعية، أعطى الإسلام المرأة أنواعاً شتى من الحريات مثل طلب العلم، والعمل والتجارة، فحرية العمل ليست محجوبة عن المرأة في الإسلام، ولكن بشرط ألا تكون على حساب الجوانب الأخرى من حياتها الأسرية، كما حررها الإسلام من أي سلطة تتحكم فيها بغير حق، وأعطاها حرية الإيمان والدين والعقيدة، فالمرأة لا تغير دينها بتبعيتها للرجل، وفي نفس السياق حرم الإسلام على الرجل أن يكره زوجته غير المسلمة على تغيير ملتها أو أن يهينها بسب عقيدتها أو يمنعها من ممارسة شعائرها. ضوابط منصفة وشددت د. إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، على ضرورة أن تلتزم المرأة بضوابط الحرية التي جاءت بها الشريعة الإسلامية حتى لا تتحول حرية المرأة إلى خراب وتدمير للأسرة والمجتمع والأمة، مشيرة إلى الحرية بلا ضوابط أو حدود عبث يرفضه الدين الإسلامي الذي جعل حرية المسلم أو المسلمة في إطار قاعدة الحقوق والواجبات، فإذا كان لكل مسلم أو مسلمة حقوق، فعليهما أيضاً واجبات لا بد من مراعاتها. وقالت: حرية المرأة في الإسلام ليست طليقة بلا قيد أو ضوابط أو حدود، فالإسلام صان المرأة وحفظها، وجعل منها إنساناً مستقلاً، وعلى مدار التاريخ الإسلامي الطويل كانت المرأة صاحبة رأي ولها استقلال مالي عن زوجها، ولا يتم نكاحها إلا بإرادتها وموافقتها، وجعلها النبي صلى الله عليه وسلم جنباً إلى جنب مع الرجل في الحقوق والتكاليف غير أن لكل منهما طبيعته التي تقسم هذه التكاليف بينهما حسب طبيعته، فقال صلى الله عليه وسلم: «النساء شقائق الرجال»، وفي نفس السياق أعطى الإسلام للمرأة حرية اختيار الزوج، كما أعطاها حرية العمل طالما كان غير مخل وضمن ضوابط شرعية تلتزم بها المرأة، وتحافظ من خلالها على ما عليها من حقوق وما لها من واجبات. شخصية مسؤولة يقول د. منصور مندور، كبير أئمة بوزارة الأوقاف المصرية، إن الدين الإسلامي منح المرأة الحرية التي تجعل منها إنسانة مسؤولة ومنضبطة وملتزمة بقواعد الشرع الحكيم، فالمرأة المسلمة الحرة هي المرأة المسؤولة عن تصرفاتها وشرفها ودينها، وهي المرأة المعززة المكرمة في مجتمعها المسلم المترابط، بنتاً، وزوجة، وأماً، وجدة، وهذا المفهوم لحرية المرأة في الإسلام يختلف تماما مع المفهوم الغربي لحرية المرأة الذي أدى بها إلى أن تكون سلعة تباع وتشترى، حيث يستعبدها الرجل الذي يزعم تحريرها. وأضاف : لقد تمتعت المرأة المسلمة بكامل حريتها المسؤولة والمنضبطة، حتى مع النبي صلى الله عليه وسلم، الذي ينصاع له كل الناس محبةً ورغبة في إرضائه، فكانت المرأة تقف وتراجعه وتناقشه صلى الله عليه وسلم، وقصة خولة بنت ثعلبة معروفة، وهي التي نزلت فيها سورة «المجادلة»، تستجيب لطلبها وترعى شأنها، بل إن حرية المرأة في ظل الإسلام تجاوزت تلك الحدود إلى درجة مناقشة الوحي، فحين شعرت أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضي الله عنها أن الوحي يخاطب الرجال، هبت مسرعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول: يا رسول الله يذكر الرجال في الهجرة ولا نذكر؟ فنزل قول الله تعالى: «فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©