الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الإمام البيهقي.. شيخ السنة النبوية

4 مايو 2017 23:57
أحمد مراد (القاهرة) صاحب مكانة جليلة في علوم الحديث والفقه والأصول والعقائد، كان محدث زمانه وشيخ السنة النبوية في عصره، عرف بالورع والزهد واشتهر بالحفظ والإتقان. هو أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن عبدالله بن موسى البيهقي الخرساني، ولد بإحدى قرى مدينة «بيهق» بنيسابور في شهر شعبان العام 384 هجرية، ونشأ نشأة علمية مبكرة، حيث كان يكتب الحديث النبوي وعمره خمسة عشر عاما، قال: منذ صغري كنت أكتب أخبار سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأجمع آثار الصحابة الذين كانوا أعلام الدين، وأسمعها ممن حملها، وأتعرف على أحوال الرواة من حفاظها، وأجتهد في تمييز صحيحها من سقيمها، ومرفوعها من موقوفها. وساهمت هذه النشأة العلمية المبكرة للإمام البيهقي في تكوينه العلمي، وتزامن ذلك مع تلقيه العلم على أيدي كبار رجال عصره من المحدثين والفقهاء، وقد زاد عدد شيوخه عن مئة، ومن أبرزهم الحاكم النيسابوري، أبو الفتح المروزي الشافعي، عبدالقاهر البغدادي، أبو سعيد بن الفضل الصيرفي. وكان للإمام البيهقي رحلات ساهمت في تكوينه العلمي. ويعد كتاب «السنن الكبير» من أعظم مؤلفات الإمام البيهقي، وقد احتل مكانة مرموقة بين المصنفات في علم الحديث، وأقبل العديد من العلماء الكبار على سماع هذا الكتاب وإسماعه لأهل العلم، وقد أثنوا عليه، وجعله ابن الصلاح سادس الكتب الستة في القيمة والأهمية بعد صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسنن أبي داود، وسنن النسائي، وكتاب الترمذي. وقال الإمام السبكي مشيداً بسنن البيهقي: أما السنن الكبير فما صنف في علم الحديث مثله تهذيباً، وترتيباً، وجودة. ومن أهم مميزات كتاب «السنن الكبير» أنه كتاب مسند، فهو لا يخّرج حديثاً أو أثراً أو حكاية أو شعراً إلا بالإسناد، وكذلك اعتنى عناية كبيرة بالمتون. كما يتميز الكتاب بأنه منظم وفق الأبواب الفقهية، حيث قام البيهقي بتقسيمه إلى كتب كلية مثل كتاب الطهارة، وكتاب الصلاة، ثم قسم الكتب إلى وحدات أصغر وهي الأبواب، والأبواب وحدة جامعة للعديد من الأبواب الفرعية. وإلى جانب ذلك، يتميز كتاب البيهقي بأنه مستوعب لأحاديث الأحكام، حيث جعل كتابه مستوعباً لأحاديث الأحكام من أخبار وآثار بجميع درجاتها مع التمييز بينها، فإنه يذكر الصحيح ليعمل به، ويذكر الضعيف ليحذر منه، وقد يكرر البيهقي الحديث لفائدة فقهية تعرض له في الباب، أو لعلو في الإسناد، فإن منهجه قائم أساساً على الاستدلال، فلا يخرج النص في الباب إلا لمقصد استدلالي يهدف من ورائه إلى هدف ما. واستعمل البيهقي طريقة الكنى في ذكر شيوخه عند الرواية عنهم في غالب الأعم، وقد يذكرهم بأسمائهم في بعض الأحول، وكان مقصده في ذلك الأسلوب الإجلال لهم، وطلب الاختصار لكثرة تكرارهم في الأسانيد. كما درج البيهقي على إيراد المناسب من الآيات القرآنية في الكثير من الأبواب مستنبطا منها الأحكام. ومن المؤلفات الأخرى للإمام البيهقي: أحكام القرآن، وأحاديث الشافعي، والألف مسألة، وبيان خطأ من أخطأ على الشافعي، وتخريج أحاديث الأم «كتاب الأم للشافعي»، ومعالم السنن، ومعرفة السنن والآثار، والعقائد، وإثبات عذاب القبر، والقراءة خلف الإمام، وفضائل الصحابة. توفي الإمام البيهقي في العاشر من جمادي الأولى سنة 458 هجرية، وله من العمر 74 سنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©