الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

46 قتيلاً بإطلاق نار على المعتصمين في صنعاء

46 قتيلاً بإطلاق نار على المعتصمين في صنعاء
19 مارس 2011 00:38
قُتل ما لا يقل عن 46 شخصا وأصيب أكثر من 200 آخرين (وفق حصيلة تتغير بسرعة)، أمس الجمعة، عندما فتح قناصة مجهولون نيران أسلحتهم على آلاف المعتصمين قبالة جامعة صنعاء للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح الذي أعلن حالة الطوارئ معربا عن أسفه لسقوط هذا العدد من القتلى واصفا إياهم بـ”شهداء الحرية”. وقال شهود عيان لـ”الاتحاد” إن مسلحين “كانوا متمركزين على أسطح المنازل” المطلة على ساحة الاعتصام، من جهة الجنوب، “فتحوا نيران أسلحتهم على المعتصمين”، بعد أن أدى أكثر من نصف مليون شخص صلاة الجمعة في ساحة “التغيير” والشوارع المحيطة بالمدخل الرئيسي لجامعة صنعاء. وأوضحوا: “بعد الانتهاء من الصلاة، شوهد تصاعد دخان كثيف ناتج عن إحراق الإطارات التالفة، قبل أن يطلق مسلحون اعتلوا أسطح المنازل المطلة على ساحة الاعتصام، عند تقاطع شارعي الدائري والرباط، نيران أسلحتهم بكثافة على المعتصمين ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى”. وأشاروا إلى أن الطلقات النارية كانت تستهدف منطقتي الرأس والصدر. وقد امتلأ المستشفى الميداني، الذي أقيم دخل مسجد الجامعة، بعشرات الجرحى والقتلى. وقال الشاب المصاب عبيد عياش (30 عاما) لـ(الاتحاد): “أطلق مسلحون وقوات أمن من على أسطح المنازل النار علينا بعد الصلاة”، مشيرا إلى إصابته بطلق ناري في الكتف. واعتبر أن المسلحين أحرقوا الإطارات التالفة لمنع المعتصمين ووسائل الإعلام من تصويرهم. وذكر أحد أهالي الأحياء القريبة من الاعتصام، لـ”الاتحاد” أنه تم إطلاق النار على المعتصمين بعد أن حاول بعضهم هدم الحواجز الإسمنتية التي بناها الأهالي لمنع توسع الاعتصام “خصوصا لأن الحشد في صلاة الجمعة كان كبيرا جدا”. من جانبه، أكد مسؤول طبي بالمستشفى الميداني بالاعتصام لـ(الاتحاد) مقتل ما لا يقل عن 43 شخصا جراء إصابتهم في الرأس والصدر بالرصاص الحي، مشيرا إلى أن إصابة نحو 200 آخرين بعضهم في حالة حرجة. وقال إن هذه الحصيلة هي “إحصائية أولية قابلة للزيادة”، لافتا إلى أن المستشفى الميداني وجه نداء استغاثة إلى كافة المستشفيات الحكومية والخاصة “لعدم قدرته على استقبال المزيد من الجرحى”. وقد شوهدت العديد من سيارات الإسعاف تنقل المصابين إلى المستشفيات القريبة من ساحة الاعتصام. وقال مصدر طبي بمستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا الأهلي لـ”الاتحاد” إن المستشفى استقبل حوالي 30 جريحا بعضهم خضعوا لعمليات جراحية، فيما أدخل آخرون غرف العناية المركزة.وأكد المصدر الطبي وفاة بعض الحالات التي استقبلها المستشفى. وأكدت مصادر طبية وصحفية لـ”الاتحاد” مقتل الناشط الحقوقي والصحفي جمال الشرعبي، في إطلاق النار على المعتصمين قبالة جامعة صنعاء. وعقب الهجوم على ساحة الاعتصام، حاصر العشرات من الشباب بعض المنازل التي اعتلاها المسلحون القناصة، من بينها منزل محافظ المحويت أحمد علي محسن، ومنزل ضابط بجهاز الاستخبارات (الأمن السياسي). وقال ناشطون وصحفيون معتصمون لـ(الاتحاد) إن المعتصمين سيطروا على منزل محافظ المحويت، وأنهم وجدوا داخله كميات كبيرة من ذخائر الأسلحة الرشاشة.كما شوهد انتشار مكثف لقوات الأمن والجيش، مدعومة بالمدرعات، عند جميع مداخل ساحة الاعتصام. وفي وقت لاحق أعلن الرئيس اليمني حالة الطوارئ في في جميع أنحاء البلاد ، للمرة الأولى في تاريخ اليمن الحديث. وقال صالح، في مؤتمر صحفي، إن مجلس الدفاع الوطني أعلن حالة الطوارئ بعدما قتل إطلاق نار عشرات المحتجين في صنعاء بعد صلاة الجمعة، مؤكدا أن قوات الشرطة “لم تكن موجودة ولم تفتح النار”. وأضاف: “الاشتباكات حدثت بين مواطنين والمتظاهرين، ومن الواضح إن عناصر مسلحة موجودة بين المتظاهرين”، حسب وكالة رويترز. وأعرب عن “الأسف” لمقتل أكثر من 40 متظاهرا واصفا هؤلاء بانهم “شهداء الديمقراطية”. وقال صالح “لقد قررنا (إعلان) حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد”. وذكر أن مجلس الدفاع الوطني الذي يرأسه “سيجتمع الليلة ويحدد الساعات وسيعلن عبر القنوات الرسمية”، في إشارة على ما يبدو إلى إمكانية فرض حظر تجول في البلاد. وعن الهجوم على المتظاهرين في وسط صنعاء ، نفى صالح ان تكون الشرطة شاركت في إطلاق النار على المحتجين، إلا أنه اعتبر أنه يتعين على المعتصمين في العاصمة أن ينتقلوا إلى مكان آخر حيث لا يكون هناك احتكاك مع السكان. وقال انه “كان هناك تواصل بين اليمن والسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي لإجراء وساطة لرأب الصدع بين أطراف العمل السياسي في اليمن ... وما حدث اليوم افشل هذه المساعي لرأب الصدع وحقن الدماء في الساحة اليمنية”. وأضاف “شيء مؤسف ما حدث اليوم من سقوط ضحايا من أبنائنا المواطنين”. واكد ما حصل في صنعاء هو “نتيجة مواجهات بين مواطنين ومعتصمين اثر اقتحام المعتصمين لأحياء سكنية جديدة وهدم جدران بناها سكان تلك الأحياء لحمايتها”، مشددا على أن “الشرطة لم تطلق أي رصاصة واحدة كونها من قوات مكافحة وفض الشغب ولا تحمل أي أسلحة”. وقال “إن المعتصمين إذا رغبوا في مواصلة اعتصاماتهم فعليهم أن يبحثوا عن أماكن بعيدة عن الأحياء السكنية لتجنب الاحتكاك مع المواطنين”. القيادة الشبابية للاعتصام تحمل صالح المسؤولية الكاملة صنعاء (الاتحاد) - حملت القيادة الشبابية للاعتصام الرئيس علي عبدالله صالح “المسؤولية الكاملة” عن “دماء الشهداء وما يرتب له من اعتداءات قادمة”، فيما توعد القيادي في أحزاب “اللقاء المشترك” المعارضة محمد الصبري بملاحقة “مرتكبي المجازر الدموية بحق المعتصمين في المحاكم الدولية والوطنية”. وقال الصبري، لصحيفة “الصحوة” الالكترونية، لسان حال حزب “الإصلاح” الإسلامي المعارض، إن “دماء الشهداء والجرحى من الأبرياء المعتصمين بساحة التغيير لن تسقط بالتقادم”، مؤكدا وقف الحوار والمفاوضات بين المعارضة وحزب “المؤتمر” الحاكم “بعد هذه المجزرة”. وأضاف: “لا يوجد أمام علي عبدالله صالح وأبناؤه سوى خيار واحد هو الرحيل”، مشددا في الوقت ذاته على أن المعارضة “لن تنجر إلى العنف”، و”أن الشعب اليمني قادر على صناعة الانتصار”. من جانبه، رفض الناطق الرسمي باسم حزب “المؤتمر” الحاكم طارق الشامي، التعليق لـ”الاتحاد” عن الهجوم على المعتصمين، وتداعياته على الأزمة السياسية الحالية في البلاد جراء تنامي حدة الاحتجاجات الشعبية المناهضة للرئيس صالح.وأعلن القيادي البارز في الحزب الحاكم محمد أبو لحوم، في تصريح صحفي، سحب مبادرته التي أطلقها الأحد الماضي لإنهاء الأزمة الراهنة في البلاد. وقال أبو لحوم، وهو عضو اللجنة العامة (المكتب السياسي) بالحزب، إن من يقف وراء الهجوم على المعتصمين “يسعى إلى إثارة الفتنة في اليمن”، معتبرا أن المعتصمين قبالة جامعة صنعاء “هم الأبرياء”، وأن “من هاجمهم هم المعتدون”. وطالب بمحاكمة منفذي الهجوم على المعتصمين “فورا”، كما طالب الرئيس اليمني “باتخاذ خطوات عملية لتهدئة الشعب”
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©