الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أسهم التكنولوجيا.. هل تنمو بلا حدود؟

أسهم التكنولوجيا.. هل تنمو بلا حدود؟
8 ابريل 2018 20:50
انخفضت أسهم التكنولوجيا عند أدنى مستوياتها خلال الأيام الماضية، بعدما كانت حتى عهد قريب الأكثر تميزاً، فقد شهدت أسعار أسهم عمالقة التكنولوجيا، فيسبوك، وأمازون، ونتفليكس، وجوجل، وألفابيت، وغيرها انخفاضاً بنسبة 17% منذ 13 مارس الماضي، وذلك مقارنة بنسبة الانخفاض التي شهدتها أسعار الأسهم الأميركية ككل خلال نفس الفترة والتي بلغت 8 %. في البداية، يبدو الانخفاض في أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مدفوعاً بالأخبار السيئة والتي يبدو أنها ستزداد سوءاً في المرحلة المقبلة، فالفيسبوك يشارك البيانات الشخصية لمستخدميه بشكل غير لائق، والرئيس الأميركي دونالد ترامب ينتقد شركة أمازون، وهيئات أوروبية تبحث في مخالفات محتملة لشركات التكنولوجيا. هل يمكن أن يكون ما يحدث الآن مجرد تعثر بسيط؟ هل طورت شركات التكنولوجيا الكبرى نموذج عمل لا يمكن وقفه؟ تقليدياً، يكون من الصعب على الشركات الكبرى أن تستمر في النمو بنفس المعدلات المميزة بعدما تصل إلى حد معين. ومع ذلك، فإن الشركات الكبرى حالياً تخطط للاستمرار في معدلات النمو الجيدة لعقود وليس فقط لتحقيق أرقام قياسية خلال الأرباح ربع السنوية في وول ستريت. وبالنظر إلى شركة أمازون على مدى السنوات الثلاث المنتهية في 31 ديسمبر 2011، زادت إيراداتها بأكثر من الضعف لتصل إلى 48 مليار دولار، وعلى مدى السنوات الثلاث التي تلتها، تضاعفت مبيعاتها مرة أخرى، إلى 89 مليار دولار. ثم، على مدى السنوات الثلاث المنتهية في 31 ديسمبر 2017، تضاعفت إيرادات أمازون مرة أخرى لتصل إلى 178 مليار دولار. ولا يعرف المستثمرون بالضبط كيفية تقييم مثل هذا النمو السريع، فعلى الرغم من أن الأرباح التي حققتها أمازون قد نمت بأكثر من عشرة أضعاف منذ عام 2008 وحتى عام 2017، فإن الشركة حرصت أن تنفق معظمها على توسيع نطاق أعمالها. وهكذا نما الدخل الصافي فقط أقل من خمسة أضعاف. ويعتقد جيمس أندرسون، رئيس الأسهم العالمية في شركة بيلي جيفورد في أدنبرة، أن شركة أمازون، إلى جانب شركات عملاقة أخرى، بما في ذلك الشركات الصينية مثل مجموعة علي بابا وتينسنت، «تعيش في حالة ثورة دائمة». ولديها في الوقت ذاته «انعدام ثقة عميق من فكرة أن حجم الأعمال يجب أن يؤثر على قدرة الشركة على النمو، والحفاظ على النمو باستمرار». بالطبع، يشير التاريخ أيضاً إلى أن كل شركة كان من المتوقع أن تهيمن على الأسواق إلى أجل غير مسمى، مثل آر سي إيه في العشرينيات وآي بي أم في الثمانينات ونوكيا في التسعينيات، قد انزلقت وانتهت الآن. والآن يختلف مفهوم الاستثمار قليلاً، ففكرة أنه لا بد للطائرة مهما ارتفعت أن تهبط إلى الأرض، وأن أسهم شركات أصغر تستعد للتحليق لم يعد أمراً مضموناً، فشركات التكنولوجيا الكبرى تسحق صناعات بأكملها حالياً. ويشكك جون لينهان مدير شركة محفظة صندوق الدخل المتوازن، برأسمال يبلغ 22 مليار دولار، من أن الأمر قد اختلف الآن، حيث يقول إنه كلما توسعت في أعمالك زادت المخاطر. ويضيف: «على الرغم من كل النمو الأخير لعمالقة التكنولوجيا، فإنني لا أعتقد أن هذه النظرية قد تغيرت». وفي الوقت ذاته حذر خبير التمويل ديفيد دوراند من أنه في معدلات النمو المرتفعة للغاية على مدار الفترات الطويلة، يؤدي حتى النقص البسيط إلى اختلافات هائلة في النتائج النهائية. وهذا يجعل أسهم شركات التكنولوجيا متقلبة بشكل غير عادي.ومع تداول أمازون ونتفليكس بأكثر من 200 ضعف أرباحها الصافية، والعديد من عمالقة التكنولوجيا الجدد الآخرين بأرباح تزيد على 40 ضعفاً، فإنهم وبرغم ذلك لا يُستثنون من هذا القانون الصارم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©