أزياء باكستانية تستلهم الروح الصوفية وأحوالها

على الرغم من كل الاضطرابات السياسية التي تعصف بباكستان، إلا أن الصوفية لا تزال تجد متنفساً في هذا البلد حتى أنه بات يشكل مصدر وحي لأنماط مختلفة من الفنون ومنها الأزياء، حيث قدمت مصممة الأزياء الباكستانية نورجاهان بيلجارمي عرض أزياء في قصر “اليونسكو” في العاصمة اللبنانية بيروت تحت عنوان “من أرض الصوفيين”. واستوحت بيلجارمي بعض طقوس العرض من الاحتفال السنوي للطرق الصوفية الذي تشهده مدينة لاهور، الواقعة شرق باكستان، حيث يتدافع آلاف المسلمين قادمين من جميع أنحاء البلاد للاحتفال بمولد شيخ الصوفية الولي علي بن عثمان الحجويري العابد، بالرقص ودق الطبول وطهي الطعام. إلى ذلك، تقول بيلجارمي إنها “الصوفية، تلك الصورة الروحية من الإسلام التي انتشرت في جنوب آسيا عبر علماء رحالة من شبه الجزيرة العربية، نشروا الدين في شرق آسيا وجنوبه، حاملين معهم قيم المساواة، التي لاقت قبولاً بين هذه المجتمعات الفطرية التي مزقتها الفرقة والفقر”. قسمت بيلجارمي العرض، الذي حمل عنوان “من أرض الصوفيين” إلى 6 مجموعات تناولت كل منها جزءاً من حياة الصوفيين. وتشرح قائلة: “اخترت اللون الأبيض لأبدأ به العرض، والذي يمثل النقاء الذي يميز حياة الصوفيين، ثم انتقلت إلى اللون الأصفر، حيث الشمس الدافئة والحارة في الوقت نفسه ورمال الصحراء التي تمثل التقشف الذي يسير عليه الصوفيون في حياتهم، ثم كان هناك حضور راسخ للحقول الخضراء بوصفها رمزاً للحياة ضمن إطار رومانسي في حب الخالق وتعبده وشكره على نعمه، لأختتم العرض باللون الأزرق الذي يمثل الماء أصل الخليقة”. من ناحية أخرى، عمدت بيلجارمي إلى تطعيم “الشالوار قميص”، أي السروال والقميص الباكستاني بصبغة عصرية من ناحية استخدام ألوان الفوشيا والأحمر والأسود. وتقول: “حاولت في هذا العرض الانطلاق من تراث تقليدي، وهو الفكر الصوفي، ولكني عملت على تطويره فيما يخص الصور المختلفة من جهة قص الأقمشة والتفصيل والتوليفات المختلفة للألوان والقياسات والتصميم والزخارف المصنوعة يدوياً”.