شركات الموضة تقتحم عالم الهواتف المحمولة

أزاحت شركة كريستيان ديور الفرنسية الشهيرة في عالم الموضة الستار مؤخراً عن خط لإنتاج الهواتف المحمولة ما يعكس تمددها خلف أعمالها التجارية المعتادة في مجال الموضة بهدف تعزيز حجم مبيعاتها وبخاصة في أوساط جموع المستهلكين الجدد المتعطشين للإبداع والفخامة في دول مثل الصين وروسيا· ويأتي هاتف ديور الجديد الذي يبدأ سعره من 3500 يورو ''5 آلاف دولار'' بعد ان عمد كبار المنافسين مثل مؤسسة برادا وشركة دوتشي آند جابانا الى التحول للاستفادة من علاماتهم التجارية المتميزة في عالم الموضة واستخدامها في منتجات أخرى من أجل استهداف مستوى سنوي من مبيعات الهواتف بقيمة 200 مليون يورو لكل شركة على المدى الطويل· بل إن شركة موديل لابز استثمرت ملايين اليوروات في تكاليف البحث والتطوير في مجال الهواتف الجديدة كما تقول ستيفاني بوهبوت مالكة ومؤسسة الشركة· ولكن هذه الإيرادات المستهدفة لا تزال تعتبر ضئيلة الحجم إذا علمنا أن اجمالي مبيعات كريستيان ديور بلغت في العام الماضي 787 مليون يورو من مبيعات الهواتف وبذلك أصبحت تتقدم منافسها بخطوات بعيدة، ففي العام الماضي لم تتمكن شركة دوتشي آند جابانا مع شريكتها مؤسسة موتورولا إلا من بيع ما قيمته 200 مليون يورو من هاتفها الذهبي الذي قامت بتصميمه من نوع رازر فزف ف· كما تأتي مبادرة ديور في الوقت الذي أصبحت فيه جميع دور الأزياء الفخمة تتجه إلى عبور حدود سلع الموضة التقليدية، فبعد انتشار موجة التوسع في منح التراخيص في حقبة الثمانينيات من القرن العشرين ما أدى الى تأثر العديد من العلامات الكبرى في مجال الموضة وإجبارها على وضع اسمائها على سلع رخيصة مثل قداحة السجائر وحتى أغطية مقاعد التواليت فقد أخذت هذه الشركات تحاول جاهدة تحسين صورة علاماتها التجارية مرة أخرى في حقبة التسعينيات· وفي السنوات الأخيرة استطاعت العديد من هذه الشركات العودة الى النجاح والتألق مرة أخرى ولكن عبر التركيز على المزيد من السلع المختارة والمتميزة التي تضع عليها أسماءها· وفيما يختص بالهواتف المحمولة تصر شركات الموضة على المشاركة في وضع التصاميم والقيام بعملية التسويق، ففي العام الماضي عندما أطلقت برادا هاتفها الجديد بالتعاون مع شركة إل جي اليكترونيكس في كوريا الجنوبية تمسكت شركة الموضة الايطالية بميزة شاشة اللمس والمحتويات المحملة مسبقاً بالاضافة الى تنفيذ التصاميم الأساسية للهاتف· ويشير موريس توليدانو المسؤول في شركة كريستيان ديور إلى ان الفكرة من وراء انتاج هاتف ديور يدعمها الطلب المتنامي على السلع الفخمة والفاخرة من الأسواق الناشئة مثل الصين وروسيا· ويضيف: ''ان أكثر ما أدى الى اقتناعنا بالفكرة ذلك الاهتمام الزائد الذي يوليه الاشخاص في الاسواق الناشئة لشراء أفخم أنواع الهواتف المحمولة، عبر التركيز على اختيار اللون والتصميم المفضل''، أما في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية فإن الهواتف على العكس من ذلك تعتبر مجرد سلعة يتم التخلص منها في نهاية المطاف· إلى ذلك فإن هاتف ديور الجديد والذي بإمكانه ان يعمل في جميع أرجاء العالم باستثناء كوريا واليابان -حيث لا يتوافق مع الشبكات اللاسلكية المحلية- تم تسعيره على مستوى أعلى بكثير من هواتف شركات الموضة المنافسة الأخرى، علماً بأن جميع هواتف شركات دولسي وبرادا وجورجيو ارماني تراوح أسعارها في مستوى بحوالي 600 دولار للهاتف الواحد· عن الوول ستريت جورنال