هاني شاكر: أنا حزين على الطرب المصري والأفلام الغنائية «تهريج»

هاني شاكر مطرب صاحب تجربة عريضة في عالم الغناء، وهو متجدد، وصامد بأصالته وفنه المميز أمام تيارات الفوضى والعشوائية في الأغنية العربية، ومع كل جديد له يعرف كيف يخاطب جمهوره الذي سرعان ما تتسع قاعدته مع كل ألبوم يطرحه، بعد أن اطمأن على صحة ابنته دينا، انتهى من تسجيل أغنيات ألبومه الجديد الذي سيطرحه خلال موسم الصيف المقبل. أكد هاني أنه منذ اطمأن على صحة ابنته دينا التي عادت إلى مصر سالمة، وشهيته انفتحت للغناء ويعيش حالة من النشاط الفني، وأحيا حفل عيد الربيع بدار الأوبرا المصرية، وحقق الحفل أكبر عائد مادي تشهده الأوبرا في حفلاتها بالمسرح الكبير، وقدم مجموعة من أغانيه على مدى مشواره الفني، بالإضافة إلى نخبة من أغاني تراث العمالقة أمثال محمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ ووردة. إحساس القلق وأعرب هاني عن سعادته البالغة بألبومه الجديد الذي تعب عليه في اختيار أغنياته، وتمنى أن تنال إعجاب الجمهور، وهذا الألبوم هو أول تعاون له مع شركة “ارابيكا ميوزيك” التي تعاقد معها 3 سنوات يتم خلالها إنتاج ألبومين، الأول سيتم طرحه خلال موسم الصيف الجاري، وتعاون فيه مع الشعراء: نبيل خلف، وهاني الصغير، وناصر الجيل، وبهاء الدين محمد، ومن الملحنين: وليد سعد، ومحمد ضياء الدين، ومحمود خيامي، وعمرو مصطفى، ومن الموزعين: محمد مصطفى، وعادل عايش، وطارق عاكف، ويتضمن 10 أغنيات ملأى بالتنوع في المواضيع والألحان ومن هذه الأغنيات: “حياتنا مستحيلة، و7 أيام، ولما بتغيب عليا، وعلمني أسباب الفرح، وولوماليش غيرك”، التي سيقوم بتصويرها خلال الأيام المقبلة في لبنان لتعرض مع طرح الألبوم. وأكد هاني أنه رغم ألبوماته الكثيرة، مازال يعيش إحساس القلق والخوف كأنه في بداية مشواره الفني، وهذا الشعور الغريب يذكره بقلق التلميذ الذي ينتظر نتيجة الامتحان، ويعتبر هذا طبيعياً، ولا يقتصر على يوم طرح أي ألبوم جديد له، بل يلازمه عند أي حالة من الغناء، وفي كل موقف وفي كل حفل. وقال: هذا القلق أصبح اليوم أكثر من الأول؛ لأن كل من يثق بنفسه ويحترم فنه وجمهوره لا بد أن يعيش قلقاً دائماً، باعتباره مسؤولاً أمام نفسه ومحبيه، كما أن النجاح مصحوب بالقلق على طول المشوار، فقد تنجح في هذا الألبوم أوفي تلك الحفلة، وبعد النجاح يساورك القلق ويلح عليك السؤال، ماذا يحمل لنا الغد من مفاجآت؟ وعن كيفية اختياره لأغنياته، قال: أحرص على احترام الجمهور بداية من اختيار الكلمة ومروراً باللحن والتوزيع، حيث أراعي في كل أغنية احترام ذوق الجمهور والرقي به، كما أحرص على تقديم ما يتناسب مع إحساسي، إضافة إلى حرصي على التنوع. محاربة القرصنة ونفى أن يكون تعاقده مع الشركة الجديدة راجعاً لخلافاته مع منتجه السابق محسن جابر، وقال: لا أختلف مع أحد، وكل ما في الأمر أن محسن جابر لم يقدرني جيداً، واكتفى أثناء طرح ألبومي الأخير “حبيب حياتي” بوضع “أفيشين” لي لمدة شهرين، وتم رفعهما بعد ذلك وكانت هذه قيمتي عنده وأشكره على ذلك، وكنت متوقعاً أن يهتم جابر بدعاية الألبوم؛ لأن خلافي السابق معه كان بسبب الدعاية، فاعتقدت أنه لن يكرر الأمر، ولكنني فوجئت به يكرر معي ما فعله سابقاً، فماذا أفعل؟ ومشكلتي أنني وثقت به ولم نتفق على شيء وتركت الأمر له، وفوجئت بما حدث ولم يكن من اللائق أن أطلب منه عمل دعاية لي. وأضاف: عندما أتعامل مع من يقدر قيمتي الفنية، أثق به فلا أهتم بتفاصيل الدعاية وغيرها من وسائل الترويج التي أصبحت اليوم ضرورية لنجاح أي عمل فني، لكني متأكد من أن منتج ألبومي الجديد محمد ياسين سيحرص على عمل الأفضل أثناء طرح الألبوم في موسم الصيف المقبل. وأكد هاني ابتعاده عن الإنتاج؛ لأنه أصبح صعباً، وخلال تجربته السابقة في الإنتاج عانى كثيراً وتعب وتعرض للسرقة هو والشركة الموزعة بعد أن طالها الضرر؛ لأن الألبوم سرق بعد طرحه مباشرة، وتم تسريب أغنياته على مواقع الإنترنت لهذا يجب أن نتكاتف جميعاً، جهات الإنتاج والإعلام والدولة، لحماية الحقوق التي تضيع بسهولة، ووقف ما يحدث من قرصنة حتى تستمر عملية الإنتاج وصناعة الكاسيت. وقال: يجب أن يتوقف الجميع عن سرقة الأغاني على الإنترنت وعمل رقابة على المواقع التي تبث الأغاني بشكل غير قانوني وأن تتدخل الدولة فوراً لحماية صناعة الغناء من هؤلاء القراصنة واللصوص، ويجب على الإعلام أن يقوم بدوره في توعية الناس بخطورة ما يحدث، وبدأت بنفسي ومنعت أولادي من الدخول على “الإنترنت” وتحميل بعض الأغاني التي يرغبون فيها، وقلت لهم طالما لديكم القدرة المادية على الشراء فلماذا تسرقون حق أناس آخرين؟ وطلبت منهم إذا أعجبتهم أغنية ولو كانت واحدة أن يشتروها على الفور. وعن الذين لا يملكون ثمن شراء الألبوم، قال: هل نعالج الناس بدواء مسروق؟ يكفي هؤلاء فقط الاستماع للإذاعات المنتشرة ومشاهدة قنوات الأغاني التي لا تتوقف عن طرح الأغنيات ليل نهار. أغنية للطفل وعن رأيه في الساحة الغنائية في الوقت الراهن، قال هاني شاكر: زحام.. لكن مازال الفن بخير والجمهور بخير رغم محاولات بعض الأفراد والجهات إفساد الذوق العام، ونحن على الطريق الصحيح، ومازال الجمهور قادراً على تمييز الجيد من الرديء. وقال إنه يتمنى عمل “دويتو” مع أكثر من مطربة مثل لطيفة وأصالة وأنغام وشيرين. وحول عدم تقديمه أغنية للطفل حتى الآن، قال: في الماضي قدمت مجموعة من أغنيات الأطفال من تأليف الشاعر الراحل عبدالوهاب محمد وألحان بليغ حمدي، وأتمنى أن أجد الآن الموضوعات المناسبة لتقديم أغنية للطفل، كما فعلت عفاف راضي، وحالياً نانسي عجرم وهيفاء وهبي، خاصة بعد أن أصبحت “جداً” وعندي حفيدان، كما أنني مع أن يكون للطفل أغنيته الخاصة التي تفيده وتشغله؛ لأن طفل اليوم في حاجة لأغنية تخاطبه بوعي بدلاً من جلوسه أمام التلفزيون فيصبح فريسة للإعلانات والقنوات الغنائية التي تبث أغنيات لا تتناسب مع طبيعته ومراحل عمره المختلفة. مشروع مسرحي ودرامي وأشار إلى أن الفترة القادمة وبعد أن يطمئن على مبيعات ألبومه سيتفرغ أكثر للتمثيل، حيث يوجد لديه مشروع مسرحي مؤجل يعد له حالياً مع الكاتب والسيناريست فيصل ندا لتقديمه في الموسم الشتوي المقبل، ويتمنى أن يجد قصة مسلسل يصلح للتلفزيون، كما عرضت عليه أفلام كثيرة في الفترة الماضية ومازال يعرض الكثير، لكنه لم يجد نفسه فيها ويتمنى تقديم فيلم جيد على غرار أفلام محمد عبدالوهاب ومحمد فوزي وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ، لكن لا يريد خوض تجربة تكون “غلطة ويندم عليها”، أوتحسم من رصيده كمطرب خاصة أنه غير راضٍ عن “التهريج” الرخيص الحادث الآن تحت مسمى أفلام غنائية. وقال إنه لم يشاهد الكثير من هذه الأفلام، لكنه يقرأ النقد السلبي الذي يكتب عنها وهو يؤيد وجهة نظر النقاد الذين يكتبون أنها تجارب غير ناضجة بالشكل المطلوب؛ لأنه عندما يشاهدها على الفضائيات لا يجدها تقدم أي نوع من المتعة وبالتالي لا تحمل رسالة أيضاً. وعن المطربين الذين تنال اختياراتهم إعجابه، قال: من مصر أنغام وشيرين وآمال ماهر وغادة رجب وتامر حسني وخالد سليم ومحمد فؤاد وعمرو دياب، ومن العالم العربي صابر الرباعي وأصالة ولطيفة وماجدة الرومي وكاظم الساهر وراغب علامة ووليد توفيق وإليسا ونانسي عجرم، ومن الخليج محمد عبده وعبادي الجوهر وعبدالله الرويشد وراشد الماجد ونبيل شعيل وحسين الجسمي.