الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تفجيرات العراق... إشعال لفتيل التوترات الإثنية

تفجيرات العراق... إشعال لفتيل التوترات الإثنية
13 أغسطس 2009 03:21
سلسلة التفجيرات التي هزت شمال العراق وبغداد وحصدت أرواح 112 شخصاً على الأقل خلال الأيام القليلة الأخيرة، من بينهم 60 قتيلاً يوم الاثنين الماضي، أثارت التخوفات من أن تكون المجموعات المتمردة تسعى حالياً إلى إشعال حرب إثنية وطائفية، حيث يمثل عدد الضحايا الذين سقطوا منذ يوم الجمعة الماضي أسوأ تصاعد لأعمال العنف منذ أن سلمت القوات الأميركية المهام الأمنية في المناطق الحضرية لقوات الأمن العراقية في الثلاثين من يونيو الماضي. الهجمات تمثل تذكيراً بأنه رغم ما يقوله الجيش الأميركي من أنه في الطريق إلى إنهاء انسحاب القوات المحاربة الأميركية من العراق بحلول أغسطس المقبل، فإن احتمال اندلاع نزاع جديد بين العرب والأكراد في الشمال، والسُنة والشيعة في أماكن أخرى، مازال حقيقياً جداً. ويمثل العنف في الموصل الواقعة شمال البلاد وفي المناطق المحيطة بها مصدر القلق الرئيسي، على اعتبار أن الموصل تمثل معقل تنظيم «القاعدة» في العراق والمتمردين الموالين لحزب «البعث» المنحل، واللذين يتهمهما القادة العسكريون الأميركيون بإذكاء التوترات الإثنية والطائفية بهدف إشعال حرب أهلية في مازال يعد الجزء الأكثر اضطراباً في البلاد. وفي هذا السياق، وصف الجنرال راي أوديرنو، قائد القوات الأميركية في العراق، مؤخراً التوترات بين العرب والأكراد باعتبارها «السبب الأول في انعدام الاستقرار» في البلاد. ومن جانبه، قال رئيس الوزراء نوري المالكي لجمع من قادة الجيش العراقي في بغداد يوم الاثنين إن المتمردين يحاولون هز الثقة في قدرة قوات الأمن العراقية، محذراً من أن مزيداً من أعمال العنف، قد تحدث قبل الانتخابات الوطنية المقررة في يناير المقبل. وقال المالكي: «إنهم يحاولون بشتى السبل إعطاء الانطباع بأن العملية السياسية ليست مستقرة، ولكن بفضل جهودكم وتصميمكم، فإنهم لن يجدوا ملاذاً آمناً ليخططوا منه وينفذوا عملياتهم». وقد وقع الهجوم الأكثر دموية يوم الاثنين الماضي قبيل الفجر ببلدة خزنة التي تسكنها أقلية «الشبك» في العراق وتبعد بنحو 13 ميلاً عن مدينة الموصل إلى الشرق، حيث انفجرت شاحنتان كبيرتان ملغمتان على طرفي الشارع الرئيسي حوالي الساعة 4:30 صباحاً، مما أسفر عن مقتل 35 شخصاً على الأقل وجرح 180، إضافة إلى انهيار أكثر من 30 منزلاً. حينها، كان الكثير من الناس نياماً على أسطح منازلهم بسبب القيظ الشديد، وفي مستشفى «الجمهورية» في الموصل، وصف الناجون كيف أن منازلهم تهاوت من تحتهم حين استيقظوا مصدومين مفزوعين على دوي الانفجار القوي. وفي هذا الإطار، تقول محاسن حيدر، 45 عاماً: «كان 12 شخصاً يعيشون في بيت شقيقتي، ولكن أحداً لم ينج منهم. لقد انتُشلت بعض الجثث ولكن البقية مازالت مدفونة تحت الأنقاض». وتقع بلدة خزنة في منطقة تخضع لسيطرة مليشيات البشمركة الكردية، وعلى غرار هجوم مماثل استهدف يوم الجمعة الماضي مسجداً لأقلية التركمان الشيعة شمال الموصل، فإن هدف الهجوم على ما يبدو هو تأجيج النزاع بين الأكراد والعرب حول الأرض. وفي هذا الإطار، يقول الرائد ديريك تشينج، المتحدث باسم القوات الأميركية في شمال العراق: «إن التقييم الأولي للوضع يشير إلى أن مجموعة متمردة أو أكثر تقف وراء الهجوم»، مضيفاً أن «هذه المجموعات تحاول استغلال أو خلق تصدعات إثنية وطائفية». ويدور النزاع حول أراضٍ تقع في إقليم نينوى الشمالي يطالب بها العرب والأكراد معاً وتخضع لسيطرة كردية، حيث يريد الأكراد إجراء استفتاء للسكان الذين يشكل الأكراد غالبيتهم من أجل تعزيز موقفهم القائل بضرورة أن تظل الأراضي تحت سيطرة منطقة كردستان التي تتمتع بحكم ذاتي. غير أن العديد من العرب يعارضون المزاعم الكردية، ومنذ فوز حزب «الحدباء العربي» القومي المتشدد في انتخابات مجالس المحافظات في يناير الماضي، تضغط حكومة نينوى في اتجاه نشر قوات من الجيش العراقي في المناطق الخاضعة للأكراد، مما وضعها في خلاف مع الزعماء الأكراد. وفي هذا الإطار، قال عضو مجلس النواب العراقي، هو «حنين كادو» من طائفة الشبك للتلفزيون العراقي: «إنها النزاعات السياسية بين كتلة الحدباء والكتلة الكردية هي التي تشجع الإرهابيين على تنفيذ مثل هذه العمليات في إقليم نينوى». وبعد اجتماع طارئ جرى وراء أبواب مغلقة، أصدر مجلس المحافظة الذي يهيمن عليه حزب الحدباء، بياناً يدعو إلى نشر الجيش والشرطة العراقيين في المناطق الخاضعة للأكراد بشكل فوري حتى تحل محل البشمركة من أجل «السيطرة على تراب المحافظة». والجدير ذكره في هذا السياق أن الأكراد يتباهون بأن المناطق الخاضعة لسيطرتهم أكثر هدوءاً من أي مكان آخر في العراق، وقد رفض «خسرو جوران»، وهو مسؤول كردي رفيع بالموصل، الدعوة إلى نشر قوات عراقية، إذ قال: «إن بعض الأشخاص، سواء (القاعدة) أو أنصار البعث السابق، يحاولون إشعال حرب أهلية في هذا الإقليم». وفي هذه الأثناء، تظل الأقليات الإثنية والدينية في المنطقة، مثل المسيحيين واليزيديين والتركمان والشبك، الضحية الأولى لهذا النزاع. وإذا كان العديد منها تشعر بالاستياء من الحكم الكردي، فإنها تظل ضعيفة وتفتقر إلى التأثير السياسي. ليز سلاي - بغداد ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©