الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«شراكة» ما بعد الانتخابات الأفغانية

«شراكة» ما بعد الانتخابات الأفغانية
13 أغسطس 2009 03:22
عبر مسؤولون أميركيون مجدداً عن رغبتهم في بلورة خطة لأفغانستان ما بعد الانتخابات الرئاسية تقضي بإنشاء منصب تنفيذي كبير يأتي مباشرة بعد الرئيس حامد كرزاي بعد أن يفوز هذا الأخير بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية التي ستجري الأسبوع المقبل، وفي هذا الإطار انصبت المبادرات الأميركية على «أشرف غاني»، وزير المالية السابق الذي ينافس كرزاي على الرئاسة. وتأكيداً لهذا التوجه، صرح أحد مساعدي «غاني» في حملته الانتخابية بأن السفير الأميركي «كارل إيكنبوري» والمبعوث الخاص في المنطقة ريتشارد هولبروك، زارا مؤخراً أفغانستان لاستكشاف الفكرة، وهو مؤشر، يقول المراقبون، إنه يؤكد اهتمام الولايات المتحدة المتزايد بضرورة انبثاق حكومة أفغانية ذات ميول تكنوقراطية. وتأتي فكرة المنصب الجديد الذي يتوقع أن يشرف على أمور الإدارة وسط إحباط منتشر على نطاق واسع في صفوف المسؤولين الأميركيين تجاه قيادة كرزاي على مدار الخمس سنوات الماضية، لاسيما بعد تنامي خطر «طالبان» وتفشي أعمال العنف، فضلاً عن انتشار الفساد بين المسؤولين الحكوميين وفشل الحكومة في توفير الخدمات الضرورية، والحقيقة أن مسألة تولي شخصية معروفة لمنصب تنفيذي بارز في الحكومة ليست وليدة اللحظة، بل لقد شغلت أذهان الأميركيين طيلة الشهور السابقة، حيث ذهب البعض إلى أن أفضل من يتولى المنصب المذكور هو الدبلوماسي الأميركي من أصل أفغاني، زلماي خليلزاد. يُذكر أن المرشح الحالي لشغل المنصب البارز «أشرف غاني»، هو وزير سابق للمالية ويحمل شهادة الدكتوراه من جامعة كولومبيا، كما سبق له العمل في البنك الدولي، حيث اكتسب سمعته كتكنوقراطي على قدر كبير من الكفاءة وبرهن على ذلك بشكل واضح عندما أشرف في الحكومة الأفغانية على تقوية العملة وبلورة موازنة الدولة، وإن كان بعض زملائه يعيبون عليه أسلوبه الفظ أحياناً في التعامل مع موظفيه. وإلى حد الآن لم يبدِ «غاني» رغبة في الانسحاب من السباق الانتخابي لصالح كرزاي الذي يحتل المرتبة الأولى، بحيث يواصل حملته الانتخابية بنشاط وحيوية ويعتزم زيارة ست محافظات أفغانية للترويج لبرنامجه وكسب أصوات الناخبين، وقد نقلت عنه وكالة «رويترز» قوله: «لقد تم الاتصال بي أكثر من مرة وعرضوا عليّ المنصب الكبير في الحكومة، وهو عرض مازال مطروحاً على رغم أني لم أقبله بعد». ومع عدم تأكيد «وحيد عمر»، المتحدث باسم كرزاي، وجود عرض خاص اقترحه الرئيس على «غاني»، إلا أنه أشار في الوقت نفسه إلى وجود مفاوضات بين الرجلين، مؤكداً أن «كرزاي» يعتقد أنه من المفيد انضمام شخص بمواصفات «غاني» إلى الفريق الحكومي؛ لأن ذلك سيساهم في تقوية الحكومة القادمة وإعطائها دفعة لتنفيذ برنامجها. وحسب مسؤول أفغاني مطلع على سير المفاوضات، فقد عبر «غاني» عن استعداده للعمل في حكومة كرزاي، لكنه اشترط أن يُعطى صلاحيات حقيقية تتيح له تطبيق برنامجه، وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه لكي يتحدث بحرية، أن المفاوضات حول الموضوع مازالت مستمرة. وفي استطلاع للرأي نُشرت نتائجه يوم الاثنين الماضي احتل كرزاي المرتبة الأولى في السباق الانتخابي بنسبة وصلت إلى 45 في المئة من الأصوات بين الناخبين الذين حسموا أمرهم مقارنة بنسبة 25 في المئة للمرشح الآخر «عبدالله عبدالله»، وزير الخارجية السابق، فيما احتل «غاني» المرتبة الثالثة بنسبة 4 في المئة من الأصوات. وخلال الحملة الانتخابية سعى كرزاي إلى حشد تأييد أمراء الحرب مثل مرشحه الذي اختاره لشغل منصب نائب الرئيس المارشال «محمد فهيم»، القائد الطاجيكي ذي النفوذ الكبير، بالإضافة إلى الجنرال «عبدالرشيد دستم» القائد الأوزبكي الذي اتهم بقتل معتقلي «طالبان» في عام 2001، وهو ما يثير مخاوف الأميركيين من أن توزع المناصب الحكومية المهمة بعد الانتخابات على الموالين بدل إسنادها إلى العناصر المشهود لها بالكفاءة. ويرى بعض المراقبين أن «أشرف غاني» يمثل الإداري المعاصر المناقض تماماً للرئيس كرزاي المعروف أكثر بقدرته على عقد الصفقات والتوصل إلى اتفاقات مع الخصوم، وهو ما يؤكده «هارون مير»، مدير مركز أفغانستان للأبحاث والدراسات السياسية، حيث يقول: «لا يفكر كرزاي بمنطق الناتج الإجمالي المحلي، أو نسبة البطالة، أو الخدمات الأخرى، إنه رجل يختص في بناء التوافقات، وطالما يستطيع استمالة العناصر المعارضة، فهو يعتقد أنه يقوم بعمل جيد». لكن هذا التنافس بين مختلف السياسيين الأفغان للفوز بمنصب الرئاسة وما يتخلله من مفاوضات لترضية الأطراف جميعاً يأتي في وقت بدأت تتصاعد فيه وتيرة العنف على نحو مقلق قبل موعد الانتخابات، فقد هاجم عناصر «طالبان» مقر حاكم محافظة «لوجار» مستخدمين البنادق الآلية والقنابل اليدوية، مما أدى إلى اندلاع معارك دامية في عاصمة الولاية، «بول إيلام»، التي تبعد حوالي أربعين ميلاً جنوب كابول. جوشوا بارتلو - كابول يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©