أبقى البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند مستواه القياسي في الانخفاض البالغ واحدا بالمئة للشهر الثاني عشر على التوالي أمس، كما توقع الاقتصاديون.
وأبقى البنك كذلك على سعر ودائع ليلة عند 0.25 وترك سعر الإقراض عند 1.75 بالمئة. وتوقع جميع الاقتصاديين وعددهم 78 الذين استطلعت رويترز أراءهم أن يبقي المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة بدون تغيير هذا الشهر وتوقعوا في المتوسط أن ترفع الفائدة في أوائل العام المقبل.
النمو غير مؤكد
قال جان كلود تريشيه رئيس البنك المركزي الأوروبي إن البنك يتوقع نمو اقتصاد منطقة اليورو بوتيرة معتدلة في 2010 لكن التوقعات تخضع لقدر كبير من عدم اليقين.
وقال تريشيه خلال مؤتمر صحفي بعدما أبقى البنك المركزي على أسعار الفائدة عند مستوى قياسي منخفض بلغ واحدا بالمئة “نتوقع أن ينمو اقتصاد منطقة اليورو بوتيرة معتدلة في 2010 لكن أنماط النمو قد تكون متفاوتة في مناخ من عدم اليقين”.
ويأتي اجتماع مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي الشهري بالعاصمة البرتغالية لشبونة في ظل تزايد المخاوف من احتمالات تكرار الأزمة المالية اليونانية مع دول أخرى في منطقة اليورو، مثل إسبانيا والبرتغال.
وواجه جان كلود تريشيه، رئيس البنك، مهمة صعبة في مؤتمره الصحفي المعتاد عقب الاجتماع حيث أنه مطالب بدعم ثقة المستثمرين في العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) التي تواجه أسوأ أزمة منذ إطلاقها قبل 10 سنوات.
يأتي اجتماع مجلس محافظي البنك (22 عضوا) في ظل مخاوف من احتياج دول أخرى إلى خطة إنقاذ مالي مثل خطة اليونان التي تصل تكلفتها إلى 110 مليارات يورو (144 مليار دولار) على مدى 3 سنوات. كان البنك المركزي الأوروبي أعلن الاثنين الماضي قبول سندات الديون اليونانية، ضمانة للقروض التي ستمنح للدولة بمعزل عن تصنيفها الائتماني، في إجراء غير مسبوق يهدف إلى تخفيف الضغط عن اليونان ومصارف منطقة اليورو.
أعلن المركزي، في بيان أنه رفع “حتى إشعار آخر” أي شروط مرتبطة بالتصنيف الائتماني المتراجع لسندات الديون اليونانية. يسمح الإجراء الأول من نوعه في تاريخ المؤسسة، التي تتخذ من فرانكفورت مقرا لها، للبنوك التي تملك سندات يونانية بالاستمرار في الحصول على قروض من البنك المركزي الأوروبي بضمان تلك السندات.
إلى ذلك واصل اليورو خسائره مسجلا مستوى منخفضا جديدا في 14 شهرا مقابل الدولار أمس بعدما أبقى البنك المركزي الأوروبي سياسته النقدية دون تغيير.
وكان القرار متوقعا لكنه خيب آمال بعض المتعاملين في السوق لكون البنك المركزي لم يتحرك في وقت اهتزت فيه الثقة بشدة جراء مخاوف الديون في منطقة اليورو.
وتراجع اليورو 0.6 في المئة إلى 1.2717 دولار وهو أدنى مستوى له منذ مارس 2009.
وفي مقابل الجنيه الاسترليني تراجع اليورو إلى 84.32 بنس وهو أقل سعر له منذ يونيو 2009.
وقلص مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى مكاسبه عقب القرار وإن ظل مرتفعا 0.3 في المئة عند 1026.66 نقطة.
ارتفعت الأسهم الأوروبية في منتصف المعاملات أمس إذ ساعدت نتائج قوية لبنك بي.ان.بي باربيا السوق على إيقاف موجة بيع حادة أثارتها مخاوف متصاعدة بشأن اتساع نطاق أزمة ديون اليونان إلى دول أخرى في منطقة اليورو.
وكانت أسهم شركات التعدين - التي تضررت مؤخرا بمخاوف بشأن فرض استراليا ضرائب جديدة على قطاع التعدين - بين أكبر الرابحين إذ ارتفع سهما اكستراتا 3.6 بالمئة وانجلو اميركان 1.1 بالمئة.
وبحلول الساعة 10.30 بتوقيت جرينتش ارتفع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم كبرى الشركات الأوروبية 0.6 بالمئة إلى 1029.31 نقطة في جلسة متقلبة شهدت انخفاض المؤشر بنسبة 1.1 بالمئة في المعاملات المبكرة قبل انتعاشه مجددا.
وارتفع سهم بي.ان.بي باريبا ثاني أكبر بنك في منطقة اليورو بعد بنك سانتاندر الإسباني 3.2 بالمئة بعدما أعلن عن نتائج تجاوزت التوقعات غطت على تعرض البنك لديون اليونان بواقع خمسة مليارات يورو (6.7 مليار دولار). وفي أنحاء أوروبا ارتفع مؤشر فاينانشال تايمز 100 في بورصة لندن 0.3 بالمئة في حين زاد مؤشر داكس لأسهم الشركات الألمانية الكبرى في بورصة فرانكفورت 0.7 بالمئة. وارتفع مؤشر كاك 40 في بورصة باريس 0.5 بالمئة.
عدد اليوم
