الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

حمى الاستثمارات تعود إلى صناديق الثروة السيادية

13 أغسطس 2009 23:06
يبدو أن صناديق الثروة السيادية استعادت مجدداً شهيتها لإبرام الصفقات الاستثمارية في الأسواق الغربية بعد أن نفذت أقل عدد على الإطلاق من الاستثمارات الأجنبية في الربع الأول من العام منذ العام 2005 وبعد أن واجهت سلسلة من الرهانات الخاسرة في شراء بعض كبريات المؤسسات العامة. وكانت صناديق الاستثمار المملوكة للحكومات في الدول الغنية بالنفط قد دخلت في 26 استثماراً فقط بقيمة إجمالية بلغت 6.8 مليار دولار (4.8 مليار يورو) خلال فترة الأشهر الثلاثة الأولى من العام بحسب إحصائيات مجموعة «مونيتور» الشركة الاستشارية ومركز فاونديزيوني ايني اينريكو ماتي للبحوث الدولية، وهو رقم يُشكل تراجعاً بأكثر من 50 في المئة من عدد الاستثمارات التي تم تنفيذها في الربع الأول من العام الماضي وبصورة تسلط الضوء على نأي الصناديق الاستثمارية السيادية بنفسها عن الأسواق العالمية. ويقول بيل ماراكي الشريك في مجموعة مونيتور للاستشارات «يبدو أن المناخ المتقلب للاستثمارات الذي اقترن بتراجع الدخل الناجم عن انخفاض أسعار النفط وانكماش حركة التجارة العالمية في عام 2008 قد تضافرت جميعها لكي تتسبب في إحجام وعزوف صناديق الثروة السيادية عن عمليات الاستحواذ في الأسواق الخارجية ما يعكس رؤيتها الخاصة بتزايد المخاطر في السوق أثناء فترة الربع الأول من العام». ومن جهة أخرى، يقدر محللو مصرف دويتشه بنك أن إجمالي محفظة الاستثمارات المملوكة لصناديق الثروة السيادية ربما فقدت 45 في المئة من قيمتها في الفترة ما بين نهاية العام 2007 وأوائل العام 2009، مما أدى إلى تقليل إجمالي قيمة هذه الصناديق بنسبة 18 في المئة، ولكن ومنذ ذلك الوقت بدأت أسواق الأسهم تشهد الكثير من التحسن والارتفاع بشكل عام بسبب اتجاه غالبية صناديق الثروة السيادية لاستئناف عمليات الاستثمار بعد أن طوت صفحة تلك الخسائر. غير أن ستيفان كيرن كبير الاقتصاديين في دويتشة بنك ذكر أيضاً أن صناديق الثروة السيادية ما زالت تلتزم الحذر والحرص ولكنها من المتوقع أن تشرع في زيادة حجم استثماراتها في حال أن استمرت أسواق الأسهم في الانتعاش. واستطرد يقول: «في هذه الأوقات التي تمسك فيها الأزمة الاقتصادية بخناق العالم، فإن التحفظات السياسية من قبل الدول المستقبلة لهذه الاستثمارات مثل الولايات المتحدة الأميركية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ربما لا يتم الإعلان عنها طالما أن جميع هذه الاقتصاديات أصبحت في حاجة ماسة لرؤوس الأموال الجديدة». إلى ذلك، فقد ذكرت سلطة الاستثمارات القطرية في الشهر الماضي أنها دخلت في محادثات تهدف إلى الاستحواذ على خيارات تتعلق بشراء أو بيع أسهم بحيث تتحول إلى حصة في شركة فولكسفاجن عملاقة السيارات الألمانية. أما مؤسسة الصين للاستثمارات أي صندوق الثروة السيادية في الدولة الذي يبلغ حجمه 200 مليار دولار، فقد استحوذ مؤخراً على مجموعة جولدمان ساشز أحد أكبر البنوك الاستثمارية في العالم الذي يتخذ من منطقة مانهاتن السفلى في مدينة نيويورك مقراً له، ولقد تصدرت قائمة الصناديق الاستثمارية الأكثر نشاطاً في مجال الاستثمارات الخارجية في العالم خلال فترة الأشهر الثلاثة الأولى من العام كل من صندوق العقارات الأسترالي وشركة تيك الكندية العملاقة في مجال التعدين ثم صناديق إمارة أبوظبي الاستثمارية الحكومية الأربعة - صندوق أبوظبي للاستثمار، وجهاز أبوظبي للاستثمار، وشركة مبادلة، والمؤسسة الدولية للاستثمارات البترولية. وتمكنت هذه الصناديق الاستثمارية مجتمعة من تنفيذ 12 عملية للاستثمار بقيمة إجمالية بلغت 4.9 مليار دولار وبحجم يبلغ تقريباً ثلاثة أرباع جملة كافة الإنفاق في الربع الأول من العام. (عن الفاينانشيال تايمز)
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©