الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأسبوع المروري الخليجي السابع والعشرون يستعين على التثقيف بالترفيه

الأسبوع المروري الخليجي السابع والعشرون يستعين على التثقيف بالترفيه
19 مارس 2011 19:12
لأن القيادة فن وذوق وأخلاق، ولأن الشرطة في خدمة المجتمع وليست مجرد رقيب يتولى محاسبة الناس وإنزال العقوبات بالمخطئين منهم، فقد كانت مناسبة الأسبوع السابع والعشرين للمرور الخليجي، الذي أقيم بين الثالث عشر والتاسع عشر من مارس الجاري، بتنظيم من مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي، متعاونة مع شركاء لها في حماية المجتمع من الأخطار التي تتهدده، كانت المناسبة فرصة للتوجيه والتعليم والتثقيف المروري في إطار من الترفيه المدروس، والهادف إلى تعزيز ثقة المعنيين بأنفسهم أولاً وبأطرهم الراعية والحامية تالياً، وبالوطن الذي يحتضنهم دائماً. في “مارينا مول” في أبوظبي خصص جناح لاحتضان الفعاليات، روعي في تصميمه أن يكون على شكل سيارة وفي ذلك استجابة لكون الهاجس الذي يحرك الذهنية العامة يتمحور حول كيفية الاستفادة من وسيلة النقل ومن التطور التقني الهائل الذي طرأ عليها تصميماً ووظيفة من جهة، وتفادي الأخطار الكثيرة المترتبة على استخدامها في الحياة اليومية من جهة أخرى. لهذا جاءت فكرة التصميم مستوحية لآلية النقل، بما يبرر إقامة صلة حميمة معها في ذهنية الناس، ليسهل بعدها التحذير مما يمكن أن تؤول إليه بفعل سوء استخدامها، السيارة، وفقاً لهذا المفهوم، هي إحدى الابتكارات المدهشة التي توصل إليها العقل البشري، بهدف تسهيل فرص العيش، وهي يمكنها أيضاً أن تكون وسيلة انتحار وقتل إذا لم يتم التعامل معها وفقاً لشروط سليمة. هذه الشروط هي بالضبط ما تسعى الجهة الراعية لأسبوع المرور، والجهات المشاركة لها، إلى بلورتها وتكريسها وجعلها جزءا راسخاً من الثقافة المجتمعية العامة التي تؤمن للناس فرصة العيش في ظروف ملائمة. توسيع الإطار يوضح الرائد عوض البلوشي، رئيس قسم العلاقات العامة في مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي، أن الأسبوع السابع والعشرين جاء متسقاً مع الأسابيع السابقة له، ومتمماً لها، لكنه مارس ما يمكن اعتباره تجاوزاً ضرورياً للماضي في سياق مواكبة التطورات المستجدة، حيث كان من الضروري أن يجري تقديم الإرشادات والنصائح للجمهور في قالب ترفيهي محبب يساعد على تقبلها والالتزام بها، خاصة أن الفئة المستهدفة لم تعد تقتصر على الأشخاص المهيئين لقيادة المركبات الآلية فقط، بل تعدتهم نحو مختلف الفئات العمرية الأخرى، حيث صار التوجه الإرشادي يطال كل من يستخدم الطرقات العامة سواء كان سائراً على قدميه أم متوسلاً واسطة نقل، كما أصبح الاهتمام موجهاً نحو الأطفال والأولاد أيضاً، باعتبارهم مستخدمين لوسائل النقل، ولو لم يكونوا في موقع قيادتها، وبما سيكون عليهم أمرهم في الغد كذلك، كل هذه الاعتبارات حتمت، وفق الرائد البلوشي، ضرورة اعتماد أساليب مبتكرة في توجيه الجمهور وعدم الركون إلى الصيغة التعليمية الجافة التي قد تترك أثرها الإيجابي لدى البعض، لكنها حتماً ستظل قاصرة عن تحقيق الغاية المرجوة منها لدى الجميع. صالة مسرح ويرى البلوشي أنَّ تصميم الجناح المخصص لاستضافة فعاليات الأسبوع راعى ضرورة استقطاب الجمهور في إطار مريح ومحرض على التفاعل مع المجريات المتنوعة، حيث خصصت مساحة لإقامة مسرح تكون خشبته بمثابة منصة لتوجيه الرسائل المراد إيصالها للمتلقين، وتبقى محافظة في الآن نفسه على البعد الترفيهي الذي يثيره مفهوم المسرح في الذاكرة العامة، فالمبادئ التوعوية التي يجري توجيهها من خلال المسرح سيكون لها أثر أكثر فعالية من مثيلاتها التي تتلى في قاعة لها شكل الغرفة الدراسية الباعثة على الملل بطبيعتها، قاعة المسرح تلك تستضيف يومياً، وعلى مدار الأسبوع، مجموعة من تلامذة المدارس الذين يتم التعامل معهم بما تفترضه خصوصيتهم العمرية، وبما يحرضهم على المشاركة والتفاعل وطرح الأسئلة، والإجابة عليها أيضاً. لا تقف الأنشطة التي يشهدها المسرح على ما سبق ذكره فقط، يؤكد الرائد البلوشي، بل يتعداه نحو مسابقات وجوائز ترفع سوية التفاعل نحو المستوى المنشود من ورائه، الأسئلة التي يجري طرحها تساعد على تكوين ثقافة مرورية متعمقة، وأيضاً تساهم في التخلص من الأفكار الخاطئة التي يكونها كثيرون عن طرق القيادة، وطرق التفاعل مع المستجدات المباغتة التي لا تخلو من خطورة في كثير من الأحيان، وإن كانت الدروس التي يتلقاها المتقدم لنيل رخصة قيادة كافية على الصعيد النظري، فإن ما يشهده مسرح الأسبوع المروري من نقاشات يتولى ردم الثغرة العملية ويجيب على الأسئلة المستنبطة من تجربة القيادة بشقها العملي. وسينما أيضاً كما يجري التعامل مع المسرح بوصفه صالة لعرض الأفلام التعليمية المستوحاة من تجارب جرى التعامل معها بكثير من الدقة، وبينها فيلم أعده الرائد البلوشي، يتعرض وفق رؤية إخراجية محترفة للإشكاليات المتعددة التي تواجه السائقين، ومنها استخدام الهاتف المتحرك أثناء القيادة، وتشغيل الموسيقى الصاخبة التي تغوي السائق أحياناً، وإن بصورة لا إرادية، على تجاوز السرعة المسموح بها، وأيضاً هو يرصد بعض ما يستجد مفاجئاً على الطرقات من رغبة في مجاراة الآخرين وفق سرعات خطرة، أو التجاوز من على كتف الطريق في لحظات الازدحام، كما يتضمن الفيلم نصائح غير مباشرة لتطوير فن القيادة بما يساعد على جعلها أكثر أمناً وحماية. الكلمة دائماً إضافة إلى قاعة المسرح، يوضح البلوشي، هناك قاعة مخصصة لتوزيع النشرات التوعوية، من قبل الجهات المشاركة في تنظيم الأسبوع المروري، إضافة إلى شرطة أبوظبي، بصفتها الجهة المنظمة، حيث تتضمن المنشورات المتعددة اللغات، التي تقدم مجاناً للزوار، معلومات متنوعة، تساعد السائق على الإلمام بالقوانين، وتجنبه التعرض للمخالفات، وهي من الدقة والشمولية بحيث تقدم إضافة قيمة لكل السائقين، بمن فيهم أولئك الذين يرون أنهم يحق لهم التباهي بثقافتهم المرورية. مسابقة آلية ويحتوي القسم الثالث من الجناح الحاضن لفعاليات الأسبوع المروري على جهازي محاكاة آلية لعملية القيادة، وقد روعي تشكيلهما، بحيث يجد من يخوض التجربة نفسه في حالة مشابهة حتى التماثل لعملية قيادة السيارة، ثمة خمسة شاشات تحيط بالجهاز، وتمنح المجرب فرصة التماهي مع سائق السيارة على الطرق العامة، يسعه رؤية الجهات المحيطة به وفق قدر كبير من الدقة، يكون عليه التعامل بدقة مع مستجدات الطريق ومع الإشارات الضوئية، وتلك الثابتة أيضاً، الأمر لا يقتصر على مجرد تجربة مسلية، يوضح الرائد البلوشي، بل ثمة مسابقة بدأت مع اليوم الأولى للأسبوع المروري تهدف إلى اختيار السائق الأفضل، وقد جرى إفساح المجال أمام من يرغب بالمشاركة، حيث تحمس لها الكثيرون، تتراوح مدة الاختبار بين العشر والخمس عشرة دقيقة، وهي ترتكز إلى سيناريو آلي يختلف بين مشارك وآخر، وفي النهاية يصدر تقرير عن الحاسب الآلي يوضح علامات المتسابق وأخطائه، كما يمكن للمراقب البشري أن يبدي ملاحظاته أيضاً، وفي ختام الأسبوع ستكون هناك نتائج معلنة للمسابقة، وسيعلن اسم الفائز بلقب السائق الأفضل. تفاؤل بالغد يختم الرائد عوض البلوشي كلامه بالتأكيد على أهمية الفعاليات المصاحبة لأسبوع المرور الخليجي السابع والعشرين، ويبدي تفاؤله المبني على توقعات علمية بأن يكون للجهد المبذول على هذا الصعيد دور حاسم في التخفيف من نسبة الأخطاء المرورية، والتقليل بالتالي من مستوى الحوادث المرورية تحقيقاً لرسالة الشرطة في حماية المجتمع حتى من نفسه. الفنانة أوتار: فاتورة مخالفات عالية بين الحاضرين المتحمسين لفعاليات الأسبوع كانت الفنانة أوتار بصحبة ولدها الذي لا يتجاوز الخمس سنوات، وهي توضح ل”الاتحاد” أنها تشجع هذا النوع من النشاط التوعوي، وتراه ضرورياً لترسيخ الأمن الاجتماعي، كما تثمن فكرة إشراك الصغار بعملية التثقيف المروري لأن من شأن ذلك أن يرسخ في أذهانهم فكرة الالتزام بالقواعد الآمنة في التعامل مع آليات النقل، التي لا بد لهم من استخدامها الآن وفي المستقبل. تكشف أوتار أن مجموع ما دفعته العام الماضي كمخالفات مرورية تجاوز مبلغ خمسة وأربعين ألف درهماً، وهي في معظمها مخالفات سرعة واستخدام الموبايل أثناء القيادة، ولعل ذلك ما شجعها على المشاركة في فعاليات الأسبوع المروري، سعياً وراء تقليص فاتورة المخالفات. خيمة أطفال على مقربة من مكان فعاليات الأسبوع المروري أقامت شرطة أبوظبي خيمة كبيرة مخصصة للأطفال، وهي تحتوي العديد من الألعاب الإلكترونية، إضافة إلى قاعة للرسم، وملصقات بلغات متعددة تتضمن نصائح وتعليمات ول كيفية استخدام الطفل لوسائل النقل، وتشهد الخيمة يومياً مشاركة مكثفة من العائلات التي تصحب أطفالها بهدف تلقينهم أوليات الثقافة المرورية في إطار من الترفيه والتسلية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©