السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وجوه ملونة بالماس الأسود

وجوه ملونة بالماس الأسود
13 أغسطس 2009 23:20
يعج ميناء الشارقة بمئات السفن التي تحمل مختلف البضائع، ومن بينها الماس الأسود، أو الفحم القادم من الصومال وايران ومصر والعديد من دول العالم، عدسة الاتحاد تواجدت على ظهر إحدى السفن المحملة بالفحم، ورصدت وجوه العمال الذين يفرغون الفحم تحت لهيب الشمس الحارقة، وهم غارقون في عرقهم وألوان ملابسهم، التي اختفت ليحل محلها لون واحد فقط، هو لون الفحم. التنور والكوار عرفت الإمارات شأنها شأن دول الخليج وسائر الدول العربية والعالم، الفحم منذ أقدم العصور، فإلى جانب الرعي عرف البدو أنشطة أخرى تساعدهم في حياتهم الاقتصادية كإنتاج الفحم النباتي وبيع الحطب، أما في الحواضر والمدن، فقد كان الفحم أساسياً في المطبخ الذي يعد من أهم مرافق المنزل التي يتم فيها إعداد الوجبات الغذائية للأسرة، ونظراً لانعدام الأجهزة الحديثة آنذاك، كان الطبخ قديماً يتم باستعمال وقود من الحطب الجاف المجلوب من الصحراء، أو الفحم النباتي المحروق، ونظراً لكثافة الدخان الناتج من الفحم، كان يراعى إبعاد مكان المطبخ قدر الإمكان عن غرف المعيشة، وفتح منافذ كثيرة فيه لأجل التهوية، وكان هناك نوعان من المواقد هما التنور، وهو عبارة عن حفرة دائرية جوانبها مبنية من الحجارة والطين ويستخدم لشواء السمك وطبخ الأرز والهريس باستعمال الحطب المجفف، وتوضع فوق التنور عوارض من الحديد لتثبيت وضع القدور فوقه، وهناك نوع آخر من المواقد يطلق عليه «الكوار» ويستعمل لإعداد المشروبات كالشاي والقهوة، كما يستعمل للخبز باستخدام وقود من الفحم النباتي، ولهذا ضمت الأسواق الشعبية قديماً مختلف أنواع التجارة والخدمات التي كان المجتمع المحلي يحتاج إليها، ومن أبرزها البقالة والأقمشة والعطارة والتنجيد والأعلاف والجزارة وبالطبع بيع الفحم والحطب. رفيق رحلات البراري مع تحسن أحوال الطقس، وبخاصة في فصل الشتاء الذي يتسم بنهار دافئ وليل مائل للبرودة، ومواسم إجازات الأعياد ومنتصف العام الدراسي، يستمتع الكثير من الأسر بقضاء أجمل الأوقات في أحضان الطبيعة، وممارسة هواية التخييم، وإقامة حفلات شواء تجمع حولها أفراد الأسرة من الأجداد والآباء والأحفاد، وفي هذا الصدد تقوم العديد من الأسر الإماراتية بالتحضير لتجهيزات الخروج في رحلات برية حيث العودة إلى الطبيعة والبحث عن الهواء النقي البارد، فيتعاون الجميع في نصب الخيام حيث يتجمع معظم الشباب للتعاون في رفع الأعمدة، وضرب أوتاد الخيمة بعد اختيار المكان المناسب لإقامة المخيم، ثم يؤتى بمستلزمات ومواد التخييم، مع ابداء الحرص على استخدام الفحم أو الحطب للاستمتع بحلقات الشواء على الفحم بدلاً من حمل أنبوبة الغاز، مع الاهتمام باتباع إجراءات السلامة والوقاية من نشوب الحريق في المكان. كما تتنافس في أيامنا هذه أرقى المطاعم في تقديم مشاوي الدجاج واللحوم والأسماك المعدة بأسلوب رائع وشهي، بوصفات مأخوذة من مختلف المطابخ العالمية باستخدام أشهر الطرق التقليدية للشواء بفرن الفحم، والشواء المدخن، إلى جانب فرن التندوري وسواه من الأفران الشهيرة، خاصة وأن أغلب المشويات تعتبر طعاماً صحياً مفضلاً للكثير من الناس، حيث يتم طرح معظم الدهون خلال عملية الشواء.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©