الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

فاروق حمادة: المسلمون بين تيارين عنيفين يستبيحان كل شيء

فاروق حمادة: المسلمون بين تيارين عنيفين يستبيحان كل شيء
16 يونيو 2016 12:40
ناصر الجابري (أبوظبي) نظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أمس الأول، أمسية رمضانية بعنوان «مفهوم الخلافة: جدلية النموذج بين الماضي والحاضر»، ألقاها المستشار الدكتور فاروق حمادة، المستشار الديني في ديوان صاحب السمو ولي عهد أبوظبي، بمقر المركز في أبوظبي، بحضور سعادة الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ومحمد آيت وعلي سفير المملكة المغربية لدى الدولة، وفضيلة الشيخ السيد علي الهاشمي مستشار الشؤون القضائية والدينية بوزارة شؤون الرئاسة، ومجموعة من المثقفين والمفكرين. وقدم المستشار الدكتور فاروق حمادة الشكر الجزيل لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية على جهوده العلمية المتميزة في جمع المفكرين، وإقامة المحاضرات والأمسيات التي تسهم في التنوير الفكري، مشيدا بالدور الهام للدكتور جمال سند السويدي مدير عام المركز، وإصداراته، وقوة طرحه الأكاديمي التي تستند لفحص دقيق في المعلومة، وبحث شديد، واصفاً إياه بالقامة الفكرية العالمية. وأكد حمادة خلال الأمسية إلى أنه من أراد أن ينظر للحكم السديد فلينظر إلى دولة الإمارات، ونموذجها الرشيد في الحكم، وكل شروط الدولة الناجحة متحققة في دولة الإمارات بفضل الاهتمام الذي توليه القيادة الرشيدة، وإنجازها الأمن والعدالة. كتاب السراب واستعرض حمادة أسباب الحديث عن جدلية الخلافة، مشيراً إلى أن كتاب السراب للدكتور جمال سند السويدي احتوى على طرح قضايا مهمة، وأمور تشغل الواقع، وتبني المستقبل، ومنها قضية الخلافة، مما شجعه في الحديث عن هذا الموضوع. وفي مدخل الموضوع، أوضح الدكتور فاروق حمادة، أن علماء الاجتماع أثبتوا أنه لا توجد جماعة صغيرة أو كبيرة إلا لها سلطة تنظم هذه الجماعة، ودين يربط بينهم، فالتاريخ القديم شاهد على وجود جماعات من دون حضارة إلا أن لها سلطة، ودين، والقرآن الكريم حدثنا عن الأعماق السحيقة التي كان لها زعماء. وأضاف: «ولما جاءت النبوة المحمدية، كانت القيادة النبوية التي اجتمعت فيها النبوة، وقيادة الدولة والجيش، وإمامة الصلاة، والقضاء، وجمعت هذه القيادة القبائل المتفرقة ورصت صفوفها، وهناك أربعة أسس رسختها القيادة النبوية، وهي بسط الأمن، وإقامة العدالة، ودورة المال، وتنظيم العلاقات الخارجية». وتابع: «بعد عهد القيادة النبوية، واجه «الخلفاء الراشدين» تحديات مختلفة، فأبوبكر الصديق واجه الردة، وعمر بن الخطاب تعامل مع اتساع الدولة، وتحديث الدولة، والمفاهيم، ولذلك أدخل الدواوين وأمور أخرى تتناسب مع حداثة الدولة، فيما تصدى عثمان بن عفان لكثرة المال، وواجه علي بن أبي طالب قضية الخوارج، وتصرف كلامنهم في قضيته أحسن تصرف، وبالتالي مرت الخلافة بتطورات لم تفرض قوالب محددة أو قوانين محددة لشكل نظام الحكم، ولذلك فالخلافة قضية فقهية اجتهادية، وتحقيق المصلحة اقتضى ذلك، وهي ضمن الفقه الاجتهادي. مراحل مختلفة وتطرق الدكتور فاروق حمادة ما مرت به الدولة الإسلامية من مراحل مختلفة، وتغير طرق الحكم من الدولة الأموية، والعباسية، مشيراً إلى أن عصر الدولة العباسية شهد أول ظهور لتيار وضع قضية الخلافة ضمن صلب، وأوليات الدين مستنداً إلى قضية «المهدي»، فيما مع تكاثر الدول، تفككت الدولة الإسلامية، وبقي معنى الخلافة شيئا رمزياً، فيما نقلت الدولة العثمانية مفهوم خليفة المسلمين إلى خليفة غير عربي، كما جعلت اللغة التركية لغة رسمية حتى سقطت بإعلان إلغاء الخلافة في تركيا. وأكد أن المفكرين خلال بحثهم المطول في مفهوم الخلافة، وجدوا أن كلمة الخلافة الراشدة تتردد في سيرة الخلفاء، لا في نظام أو بنية الحكم، بعدلهم، وشخصيتهم، وحرصهم على الأمة، وتواصلهم مع الناس، أي بالنموذج الشخصي للخلفاء، والإمام البخاري قدم فكرة الخلافة والحكم ضمن باب الأحكام التي أوصت على طاعة الحاكم، والوقوف مع الحاكم، كما تحدث الإمام البخاري عن كيفية البيعة للحاكم، والأحاديث التي تحث على أهمية العدل في الحكم، لا نظام محدد له. الأساطير والخرافات وحول العصر الحالي، أشار الدكتور حمادة إلى أن حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين وجد في التاريخ الإسلامي فكرة المهدوية لدى الفكر الشيعي، وهي فكرة تطورت حتى أصبحت مجموعة من الأساطير والخرافات، فيما قابل ذلك فكرة الخلافة، أو الدولة التي أسسها حسن البنا، والتي جعلت قضية الخلافة والدولة أصل الأصول رغم أنها مسألة فقهية لدى أهل العلم، لينقلها من مستوى فقهي إلى عقائدي، وجعل الهدف الأساسي هو الوصول إلى الدولة، والوسيلة الجهاد. وذكر حمادة: «ثم جاء سيد قطب الذي وسع موضوع الخلافة، بمفهوم الحاكمية، والتي جعلت كل شخص يظن نفسه نائباً عن الله، وبالتالي تطورت التيارات الإسلامية المعاصرة في اتجاهين سياسي وجهادي، ويتمثل الجهادي بجماعة التكفير والهجرة في مصر، والقاعدة، وداعش، وهؤلاء استباحوا الدماء، وقتلوا الأبرياء، وقطعوا الرؤوس باسم الخلافة، ووصلوا لمفهوم إدارة التوحش الذي لا يفرق بين مسلم وغير مسلم في حال رفض أفكارهم، بينما يقف تيار الإسلام السياسي في موقف غامض من الدولة الحديثة، وهؤلاء مارسوا السياسة، ووافقوا على السياسة من أجل الوصول إلى الدولة أو الحكم، والتيارين نبعا من فكرة حسن البنا. وأشار إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تتواجد في أي طريق يؤدي إلى السلطة، ذلك أن فكرتهم الأساسية تتمثل في الوصول للدولة، والسلطة، انطلاقاً من فكر مؤسس الجماعة. المهدوية الأسطورة ولفت الدكتور فاروق حمادة إلى أن معشر المسلمين اليوم بين تيارين عنيفين يستبيحان كل شيء هما التيار المؤمن بأن الخلافة والحكم أصل الأصول، وتيار المهدوية الذي يقابله، وكلاهما يريد الاجتثاث، ووقع كلا من السنة والشيعة بين هذين التيارين، وبالتالي نحن بين تيار الخلافة الموهومة، وتيار المهدوية الأسطورة. وأضاف:«ما خلصت إليه أن قيام الدولة، ونظام الحكم من أمور الدنيا، وخاضع للزمان والمكان، كما أن الأسس الأربعة المتمثلة في الأمن، والعدالة، وحفظ المال، والعلاقات الخارجية هي أسس مهمة يجب توافرها في كافة الدول». واختتم حديثه بمطالبة الشباب بأن يكونوا كتلة متحدة في مواجهة الجماعات المتطرفة، وأن يكون كل شاب واعي بالأخطار المحدقة، ومدرك بأهمية التوحد خاصة مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي التي استغلتها بعض الجماعات في نشر أفكارها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©